ودع تجار القضية يحزمون حقائبهم ويذهبون حيثما أرادوا . . ! دعهم ينافقون .. ! دعهم يكذبون دعهم يماطلون . دعهم يهرولون حيثما يشاءوا. دعهم يرتدون ما أرادوا من الأقنعة. دعهم يمدون أيديهم لمن أرادوا دعهم يقبضون تحت جنح الليل من دول البترودولار ما استطاعوا دع أهل الكهف يزعقون . دعهم يكشفون عن حواسهم المعطلة وعقارب الزمن المتوقفة. . ! دعهم يكشفون عن سباتهم الطويل الذي تحول إلى طبقة ترابية غطت وجه الزمن. دعهم يفضحون ترهلهم الفكري والنفسي دعهم يخرجون ما في دواخلهم من قيح وقبح، لكي نعرف حجم أمراضهم، وحجم أوجاعنا . . ! دعهم يثرثرون لكي نعرف عمق آبار النكسات والهزائم والمرارات . دعهم يخرجون ما في دواخلهم من خفايا لكي نعرف حجم المأساة والألم . دعهم يمارسون ألاعيبهم . دعهم يتبادلون الأدوار دور المثقف الإنتهازي، والفقيه المنافق . . ! مرة يديّن السياسة . . وأخرى سيّس الدين . . ليتواصل مسلسل إختلال المعايير . . ! ستون عاماً مرت، وما زلنا لا ندري إلى أين بلادنا تسير . . ؟ وهنا نتساءل: إن لم تكن الدولة المدنية، خياراً وطريقاً للديمقراطية . فمن أين لنا بالديمقراطية . . ؟ هل هي نطفة نستأجرها، ام سلعة نستوردها . .؟ ام هي رشوة ننتظرها من بلاد البترودولار . . ؟ أم هي طفل أنابيب يمكن أن نخصبه في رحم دبابة . . ؟ أم هي منحة كريمة تودع في أحد البنوك الأجنبية . . ؟ أي ديمقراطية هذه . . ؟. في هذا الزمن المعلب . . ؟ أي ديمقراطية ننتظرها من هذا الكوكتيل الإقطاعي - القبلي- الشمولي - الطائفي الخليجي . . ؟ أي ثورة هذه، ينتصر لها هذا الخليط العجيب . . ؟ الثورة لا ينتصر لها بقايا النظام في المجلس العسكري. الثورة ينتصر لها الثوار الأحرار المرابطون في ساحات الإعتصام الذين سقوا زهرة الأقحوان. من دم القلب. الثورة ينتصر لها تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير الذين يستبسلون من أجل خيار الدولة المدنية. لأنها طريق الخلاص من القهر والظلم والظلام . الدولة المدنية خيار حداثة، والحداثة فعل تغيير في الوجهة والتوجهات وإعتاق للعقل الأسير ، العقل المدجن . الدولة المدنية، إسقاط لكل رموز الفشل والخيانة . وتخطي لكل الحواجز، ورفع الوصاية عن الوطن والشعب . الدولة المدنية خيار يفتح نوافذ الوطن والعقول ويوسع مواعين الحوار مع الذات والآخر لبناء وطن خالي من الجراحات والمظالم . الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة