كانت مقاومتنا لقمع ودكتاتورية وتمكين النظام أسهل بكثير من مقاومة قمع ودكتاتورية وعفن لصوص الثورات كتجمع الموهومين. ذلك أنك عندما تقاوم نظام حاكم فهو بالضرورة لابد أن يخضع لمؤسسيته التنظيمية. لذلك ربما كان خطابي المبدئي لتجمع الوهميين هو ترشيد خطابهم السياسي ؛ حيث كنت أتوقع اننا بالفعل نتجه نحو سيطرة جهات خارجية تعتمد على تخطيط مركزي وتطبيق لا مركزي (سائل جدا) ، وهذا ما حدث بالفعل. فبمجرد سقوط النظام انفتحت كل الأبواب لتغلغل هذه الوكالة الغربية داخل وسائل الاعلام الورقية والتلفزيونية والاذاعة. ومن المعروف أن ثلاثين عاما من الاقصاء والتجويع قد خلقت بيئة مثالية لشراء كل صوت يمكن أن يعزز تأثيرك وعمليات البروباغاندا تطبيقا لعلم التحكم cybernetics ، كنت وحيدا داخل قطيع منجرف وراء شعارات ثورية تؤجج المشاعر وتعمي الأبصار إنها لا تعمى الأبصار وانما تعمى القلوب التي في الصدور. وكما قال الشاعر: هرعوا إليك جماعة ووقفت مثل السيف وحدي. لا شيء أكثر تكلفة من الحقيقة ، فعندما واجهنا النظام بكل ما يمكن -ليس حبا في الشعب أو بحثا عن بطولة ، انما لاعتقادي بأن النظام عدو لي وهو عدو انتهك حقوقي كمواطن - أنا لا أقاوم ابدا من أجل انسان آخر فكل انسان له أن يحمي حقوقه ومصالحه بأسلحته الخاصة. ومن يريد أن يعقد تحالفا مع الآخرين ضد نفس العدو فلا بأس بذلك. عندما شرع هذا التجمع الوهمي في محاولة اغرائي استأت جدا بل وتأكدت تماما أنه تنظيم سمين بالشر ويستخدم كل الأساليب والوسائل حيث تبررها الغاية دون أي قيم أخلاقية. بعض الحمقى من محبي البطولات انساقوا وراء الاغراءات وهكذا تحولوا الى أبواق لهذا الجسد الشبحي الشرير مثل الضي بشارة وذو النون والاعيسر...الخ ثم هاهم اكتشفوا الحقيقة بعد فوات الأوان ؛ إن من يحاول شراء الآخرين لا تثق فيه أبدا كما لن يثق هو بمن يبيع نفسه ؛ ولذلك ها نحن نقرأ كيف تباكى الاعيسر على تجاهله بعد أن أدى الغرض المطلوب منه كبوق من أبواق هذا الكيان الموسادي. وقفت ضد الزيف والأكاذيب من أجل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة لذلك ظللت رقما صعبا أمام الموساديين الجدد ، وربما سأواجه اربع رصاصات كما حصل لهاشم او تهديدا بالقتل كما حدث ل أمادو وغيره. لكنني أقول لهذا القراد الرقمي صاحب البطولات الديجيتال مكاني معروف ومن لديه مشكلة فليراسلني لنعرف مشكلته ونعالجها بالطريقة المناسبة (ولا أزيد). قاومت النظام الذي اعتدى على حقوقي وسأقاوم الموساديين الجدد دون هوادة ما داموا يشكلون خطرا على حقوقي (والحداث ما سواي). دعونا نرجع إلى بيدق الشطرنج الموسادي هذا حيث أنني تلقيت رسائل خطيرة جدا تكشف كيف تم استخدام منهج الخوارزميات في تحصين هذا العنوان الفضفاض (تجمع الوهميين). صحيح أنني لم أتفوق أبدا في الرياضيات لكنني حاولت فهم تلك الآلية بحسب ما تتيحه لي معرفتي لأجيب على السؤال الكبير جدا الذي كان الجميع يتساءلونه ومنهم أنا أيضا حول (من هي قيادات تجمع الوهميين هذا؟). هذا سؤال حاول القراد الرقمي (مدفوع الأجر) أن يموهه باجابات غامضة مثل اجابة السؤال بسؤال: (يعني انتو عاوزين يكشفوا عن أنفسهم ليعتقلهم النظام). الآن سقط النظام ومع ذلك لم نر أية إجابة ، ومع ذلك... ترقبوا... فالاجابة عندي هنا..في جيبي...الاجابة الحاسمة التي تؤكد كيف أن بيدق الشطرنج الموسادي هذا لم يكن مجرد بيدق يفكر بذات عقلية ومنهج المقاومة الحقيقية التي تنتهجها القوى الثورية. (أنت مهني..إذن أنت من التجمع).. كانت هذه أول بوادر الخدعة الشطرنجية ، فأنت كسباك وغسال عربات وطبيب مهني ؛ إذن فأنت من التجمع. وهذا غير صحيح.. قال الوليد مادبو (كبلبصة للتجمع او في الحقيقة بلبصة للجهاز الاستخباراتي في لقائه التلفزيوني أمس: عندما قرأت ما كتبه أحد المهنيين أدركت أنه يمثلني فأنا كذلك مهني). لكن دعونا نرجع إلى الوراء قليلا فقط أي قبل بضعة أشهر ؛ ونتساءل: لماذا رفض تجمع الوهميين الموسادي انضمام تجمع القضاة السابقيين لاعلان التغيير الوهمي بدوره؟). الاجابة بسيطة جدا... ان الجهاز الاستخباراتي لا يرغب في قضاة لديهم باع طويل في البحث عن الحقيقة وتفنيد الاكاذيب. القاضي دائما رجل يمتلك عبر سنوات طويلة من العمل خبرة اكتشاف الحقائق وعدم قبول الكلام (الملغوث)... لقد أدرك ذلك الجهاز الاستخباراتي أن وجود القضاة السابقيين سيضعه مستقبلا في محك التساؤلات الصعبة ولذلك تم رفض انضمام كتلة القضاة السابقين لجسد الموساد. نعم غالبية البشر مهنيون لكنهم ليس بالضرورة قابلون لكل أوامر تأتيهم من الخارج ؛ تجمع الوهميين هذا لو فقط اكتفى بوضع جداوله تلك لما اكترث به أحد لكنه بدأ فوق هذا بفرض الأمر الواقع على الجميع. لقد حدد من سيشكلون الحكومة الانتقالية وزمانها وقال بأنه هو من قاد التظاهرات رغم أن أول ظهور خجول له على التويتر والفيس كان يوم 27 يناير اي بعد اكثر من شهر من اندلاع الثورة. مع ذلك لا بأس من ادعاء البطولات وتزييف الحقائق ما دمنا نمتطي صهوة فرس واحد غير ان ما كان غير مقبول لي هو الاصرار المستمر على فرض الأمر الواقع على الجميع. نحن من نشكل الحكومة. نحن من نحدد شروطها. من ليس معنا فهو ضدنا. لا أريكم الا ما أرى. دعونا نبحث عن ذات الاصرار المشابه من حولنا على فرض الواقع بالقوة... لن نجد سوى ذات المنهج الاسرائيلي منذ عام 1948 ؛ حيث استخدمت اسرائيل ذات منهج فرض الأمر الواقع بالقوة لبسط سيطرتها على باقي الشعب الفلسطيني. يسمى هذا المنهج في علم النفس السياسي بمنهج (التوالي الهندسي). وهو منهج استخباراتي معروف حيث أنه وفي أوج الحرب أو الصراع تفرض مفاهيم وشروط أكبر من السابقة لتربك الخصم...ثم تستخدم الاعلام لتعزيز طموحاتك على نحو متصاعد جدا. مهنيون ولكن: قلت بأن اغلب الناس لديهم مهن أيا كان نوعها لكن هناك فرق بين أن تكون مشاركا في صنع القرار الجماعي وبين ان تفرض عليك القرارات فقط من جهة تدعي أنها تمثلك مهنيا. لذلك سقط أول شعار مزيف وهو أن (كل مهني هو بالضرورة تابع لتجمع الموساديين هذا). لا يمكنك أن تتخذ كل القرارات بشكل منفرد وتمليها علي ثم تعتبرني شريكا بالاسم فقط. بل وفوق هذا تفرض علي هذه الشراكة أيضا. اي استهبال وخداع أكبر لو كانوا يعقلون. الأكذوبة الثانية: (نحن تجمع نقابي): هذا كذب صراح لكن الناس طبعا لا يملكون الخبرة اللازمة ولا حتى الوقت الكافي لتفكيك كل الأكاذيب التي يتم ضخها من أجهزة البروباغاندا الموسادية): لماذا؟ ساجيب على ذلك من خلال ملاحظتين: الملاحظة الأولى: لقد جاء أن قوى اعلان التغيير تتكون من: - تجمع المهنيين. - نقابة الاطباء. نقابة المحامين. نقابةة بائعي الصعوط.. نقابلة بتاعين الورنيش ....الخ. ليس مهما فكل شخصين يمكن لهما ان يشكلا نقابة أو عدة نقابات لنفس المهنة الواحدة. لكن فلنعد الى ذات التساؤل من هم تجمع المهنيين: كانت الاجابة انهم تجمع من النقابات والاتحادات...الخ.
هذا كلام جميل لكنه يوقع من يكتبون هذا الكلام (من القراد الرقمي) في ورطة كبيرة. فلا يمكن مثلا ان نقول أن السيارة هي : سيارة وعجلات ومقود وبودي. لا يمكن العودة وتضمين كلمة سيارة ضمن تعريف السيارة. لذلك كيف يقولون ان تجمع الموساديين هو نقابات ثم يأتون في اعلان الاغيير ويقولون بأن الموقعين هم: تجمع المهنيين. نقابة الاطباء. نقابة آكلي الكمونية والجقاجق. مع ذلك.. فهذا أيضا ليس بذي شأن فربما كان خطأ وارتباكا فقط... لكن هل هو كذلك فعلا؟ الملاحظة الثانية: لا توجد حتى الآن أي نقابة منضوية تحت التجمع أعلنت عن كونها نقابة موازية ذات هيكل عضوي هرمي :(أي لها رئيس محدد ولا نائب للرئيس أو رؤساء مكاتب الخ). ربما هناك فقط: المحامون الدموقراطيون ولجنة الاطباء الشرعية (لاحظ لجنة). لكن كل النقابات المذكورة كتابع للوهميين لا جسد لها. مع ذلك فهذا ليس بذي شأن. ولكن هل هو كذلك؟
الحقيقة: قلت مرارا أن الحقيقة أكثر ما يكرهها البشر ؛ لأنهم غالبا عالقون في عالم الوهم الذي رسموه ليتمكنوا من تجاوز شعورهم بالعدمية.
- لماذا لا توجد قيادات لا للمهنيين ولا للنقابات الوهمية.. لماذا لا يملك اي شخص ممن يقولون أنهم ممثلون للمهنيين أي فهم ولا سلطة power لاتخاذ قرار؟ الاجابة بسيطة جدا.. وخطيرة جدا.. لقد درس الجهاز الاستخباراتي سايكولوجية الشعوب والأفراد وخاصة طموحات الافراد السياسية عبر العمل داخل منظومة واحدة واكتشف الآتي: - ان كل فرد داخل المنظومة لديه طموحاته الشخصية الخاصة. - ان كل فرد داخل المنظومة يفكر في السيطرة عليها. - ان كل فرد في المجموعة قابل للمساومة على مصالح المجموعة لحسابه الخاص. هذه سمات أساسية للعمل المنظومي والتي رأينا بالفعل كيف أفضت الى الآتي: - الصراعات داخل المنظومات. - انشقاقات المنظومات. - تمكن نظام الكيزان من شراء القيادات لتخون الجماعة.
لذلك فقد وضع الجهاز الاستخباراتي خطته الذكية جدا والتي تعتمد على مركزية التخطيط (الجهاز نفسه).. ولا مركزية التنفيذ (سيولة التنفيذ). فلنتخيل مثلا أن النظام استطاع مثلا استقطاب محمد يوسف فهذا لن يفضي الى اضعاف التجمع لأن محمد يوسف مجرد عضو وليس رئيسا ، فلنتخيل ان النظام استطاع استقطاب شخص في نقابة المهندسين (التي ليس لها رئاسة او تنظيم عضوي هرمي).. فهذا لن يهدد التنظيم. فلنفترض أن ألف مهندس اعلنوا تشكيل نقابة لا علاقة لها بتجمع الموساديين. هذا لن يمثل اي خطر لان هناك عشرين الفا آخرين من المهندسين (لا نعلم اسماؤهم فهم مهنيون فقط).. وسيقال حينها بان الألف مهندس اساسا لا علاقة لهم بالتجمع... وهكذا لن يكون للتجمع أي عضوية محددة وقابلة للتفاوض خارج ارادة قيادة جهاز الاستخبارات الذي صنعها ويديرها. الآن سنجد إجابة واضحة حول تساؤلنا السابق: لماذا رفضوا انضمام القضاة السابقين. ولماذا تم تهميش الاعيسر. ولماذا تم اقصاء ذو النون ... ولماذا يتحدث باسم التجمع شخصيات باهتة مثل من القى كلمة التجمع داخل الاعتصام أو حتى الأصم الفتى الذي لا يملك سوى وجها طفوليا عذبا... إن الجهاز الاستخباراتي لا يرغب أبدا في ظهور شخصية قيادية ذات تأثير واسع بحيث تتمكن من اتخاذ قرارات ضد ارادة الجهاز. انه يرغب في تابعين فقط.. أن تكون تابعا تتلقى الأوامر وتنفذها بأي وسيلة تشاء...أو ينفذها غيرك (من هو غيرك؟ هو كل شخص آخر تعلمه او تفاجأ به وهو يقف إلى جوارك). هذا تخطيط خوارزمي بحسب ما فهمته من المعلومات التي وردت إلي. لذلك يمكننا الآن أن نجد اجابة لكل تساؤلاتنا الأخرى من خلال هذه الخطة المدهشة التي لم يمارسها سوى جهاز واحد في العالم يسيطر على كافة دول العالم بذات الطريقة... يحرق كل من يحاول المروق عنه ، يدمره ويرسل قراده الآخر ليمارس حربا بالوكالة عنه للقضاء على كل صوت يحاول الخروج من حنجرته معترضا. هذا البلد تنتظره أيام سوداء سوداء مدلهمة وحالكة... (ملحوظة اخيرة: الى القراد الرقمي: بريدي الالكتروني متوفر على الانترنت.. من اراد ان نتقابل يبعث لي برسالة لتحديد المكان والزمان...فأنا لا احب البطولات الفيسبوكية....وانتظروا اني من المنتظرين).
العنوان
الكاتب
Date
بيدق الشطرنج (تجمع الوهميين)-خوارزميات التحكم بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست