بعد خمسة شهور من التظاهرات والإعتصامات وإتساع مساحات الثورة الشعبية أفقيا ورأسياً في وسط الشعب حتى أصبحت خياراً إنحاز إليه الذين كانوا منحازين لدولة الفاسد الإسلامية بقيادة الطاغية عمر البشير الذي يقبع الآن في سجن كوبر حسب إفادات المجلس العكسري . . ! لا أريد أن أذكر اسماء أؤلئك الذين كانوا في صف الطاغية حتى ترنحت سلطته الغاشمة الفاسدة تحت ضربات الثوار والثائرات المتواصلة لجدارها المتهالك، فهم معروفين للشعب . . ! الثوار والكنداكات قد إستطاعا أن يهدا الجدار الخارجي لحكومة الفساد الإسلامية، لكن الغرف الداخلية لم يتم هدها بعد ، لذلك نطرح هذا السؤال متسائلين هل سقطت دولة الفساد الإسلامية. . ؟ مسكين الشعب المضحوك عليه بإسم الدين. الدين الذي رفعه الفاسدين والعاطلين فكرياً وسياسياً ثقافياً راية لخمه والتكويش عليه . . ! ما نطرحه هنا، من تساؤل ليس الغرض منه الشماتة على الذين ظلوا يمارسون الاكاذيب على الشعب باسم الدين في ساحة الثقافة والاعلام، وإنما يتجاوز هذا . . ! وإنما هو سؤال في العمق، سؤال يطال كل وجوه وأوجه الخراب والدمار . . إذ بوسعنا أن نرى من خلالها ومن خلال ما توفر من مشاهد وشواهد وثقت بالصورة والصوت جرائم النظام وإنتهاكاته لحقوق الشعب، وتعديه على أمواله بأسم الدين . . ! المشاهد والشواهد تقول : قد تم ضبط أموال طائلة في مقر إقامة الطاغية عمر البشير، قدرت بمئات الآلاف من الدورلارت ومليارات من العملة الوطنية التي إنهارت ولامست التراب بسبب الفساد، ليس هذا فحسب بل أحد اخوته ضبط بحوزته ٧٠٠ مليون دولار، وما زال الحبل على الجرار. . ! ما نطرحه هنا من أسئلة، أرجو أن لا يفهم منه أننا متواطئون ضد الفرح والأمل . بما قدر ما هو تجريد أولئك المنافقين والدجالين هالة الدين التي ظلوا يتدثرون بها نفاقاً منذ أن استقل السودان، مستغلين حالة الجهل والتخلف، لذلك ظلوا يزرعون في عقول البسطاء الأوهام. . ! فعلوا ذلك لأن عقولهم عاجزة عن إنتاج حلول واقعية تستجيب لتحديات الواقع لذلك رفعوا شعارات الدين في كل كبيرة وصغيرة ، ومع ذلك بقت الحياة معقدة وازدادت تعقيداً يوماً بعد آخر . . ! ما اطرحه من أسئلة، اريد أن اقول: متى نخرج من هذه الدائرة المظلمة . . ؟ دائرة خداع الذات، وخداع الشعب باسم الدين . . ؟ متى نضع حداً لهذا الضياع . . ؟ متى نوقف الجرح النازف في خاصرة بلادنا وفي قلبها وعقلها . . ؟ إنه سؤال معني بوجود بلادنا في خارطة العالم ومصيرها. بلادنا لابد ان تخرج من نفق الفاسد والفاسدين والنفاق باسم الدين. بلادنا تأخرت كثيراً . . ! الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة