لحرية - العدل - السلام - الديمقراطية حركة / جيش تحرير السودان - المجلس الإنتقالي الأمانة العامة
أمانة العلاقات الخارجية
في البدء نجدد التحية لكم جماهير الشعب السوداني و أنتم تسطرون أروع البطولات على صحائف الثورات و التاريخ البشري في العالم و تخطون ما لا يمكن تزييفه نحتا على جدار التاريخ السوداني في تلاحم بشري سوداني موحد الوجدان و الضمير و تقدمون أثمان باهظة سقفها الأدنى الدماء السودانية الغالية مقابل "حرية سلام و عدالة" و الأرواح الطاهرة مقابل بداية إنهاء حقبة من التسلط و العسف و فوضى الحكم في تاريخ السودان و تحريره من النظام العنصري الإستعماري الذي أعاق عملية بناء دولة سودانية كريمة في بلادنا الحبيبة. و مع جسام التحديات التي تواجه ثورتنا الأبية، فإننا نرفع صوت رفاقنا الذين سبقونا جميعا في مقارعة الظلم و قادوا ثورة التحرر ضد نظام الفصل العنصري الذي لم يعجز جماهير شعبنا في الزج بعصباته في السجون التي شيدوها لقمع الأبرياء، إذ لا يستقيم وزنا أن يقبع مقاتلي الحرية و العدل و الديمقراطية و السلام في المكان الذي يقبع فيه قاتل شعبنا، تمكنا اليوم من وضع البشير و أعوانه من القتلة في المكان الذي يليق بهم، و لكننا في المقابل كان يجب أن نرفع مقاتلي الحرية على أعناقنا و رؤوسنا و أن نقدم لهم صوت الشكر عاليا لإدراكهم العالي بقضيتنا و تحملهم المسئولية كاملة، و إذا كان حري بنا أن نهتف عزة بأبطالنا من أبناءنا في صفوف القوات المسلحة الحكومية الذين قدموا صوت الضمير الإنساني على صوت السلطة فمن الأجدى أن نحتفي و نكرم رفاقنا الذين ظلوا يقدمون أرواحهم و دماءهم رخيصة سنين عددا، و منهم من دفع ثمن ذلك حريته و لا يزالون يقبعون خلف قضبان الجلاد حيث لا يعقل أن يكونوا حيث هو الآن، إنهم رفاقنا أسرى الثورة السودانية، أسرى المقاومة المسلحة بكل مسمياتها على رأسهم عميد الأسرى نمر محمد عبدالرحمن رئيس المجلس الانتقالي لحركة / جيش تحرير السودان .. و هنا لا يفوتنا أن نوصل صوت رفاقنا الأسرى إلى أبطال و قيادة الثورة في تجمع المهنيين السودانيين الذين لا يتزحزحوا قيد أنملة عن أهداف الثورة و لم تضل بوصلتهم هدف الجماهير في إزاحة الطغمة الفاسدة برئاسة البشير تأسيسا لبناء دولة سودانية كريمة. ما نتوقعه و رفاقنا الأسرى من قيادة الشارع المتمثلة في تجمع المهنيين السودانيية هو إطلاق سراح الأسرى الآن و ليس لاحقا اليوم أو غد، إن محل الأسرى الطبيعي هو أكتاف و رؤوس الجماهير لا زنانين النظام البائد، على تجمع المهنيين و القوى الموقعة على إعلان الحرية و التغيير التذكر بأن الرفاق الأسرى هم من أوصلوا النظام المجرم هذه المرحلة من الوهن و الضعف بنضالهم المستمر و ثباتهم في مياديين الوغى، إنهم من قالوا لا للظلم و لا للعنصرية و لا لابادة الجماعية و لا للتسلط و الإستبداد، إنهم من قالوا لا لكل أنواع الجرائم و الإنتهاكات و التعدي ضد المواطن السوداني وحقوقه ، إنهم من قالوا لا للفصل العنصري الذي أسست له سياسات النظام، إنهم من قالوا لا بد من وطن يسع الجميع، إنهم من قالوا الكرامة أولا و الحياة كرامة، إنهم من قالوا نعم لأجل بناء دولة حرة مستقلة، قوامها العدل و الحرية و الديمقراطية و السلام. و العظمة هنا تنتصب شامخة تحية لا أحد في العالم دون جماهير شعبنا الأوفياء، لشهدائنا عبدالعظيم "عظمة" الذي قال لا يمكن أن نستلقي أثناء المعركة، و أبوالأجيال الأستاذ أحمد الخير الذي تحمل الامنا جميعا لأجل خلاصنا و تنحني العزة حياءا أمام جميع شهداءنا الآخرين الذين لا تزال أرواحهم درءا يقي ثورتنا مؤامرات القتلة و المجرمين و أعوانهم ممن يتربصون بثورتنا أم المجد. إن عظمة ثورتنا تنعكس في إرادة الكنداكة السودانية التي لولاها لما كان واقع يومنا يختلف عن الحادي عشر و الثاني عشر من أبريل الجاري على التوالي، أمهاتنا، رفيقاتنا أبرزن الدور القيادي للكنداكة السودانية حيث طبيعتها منذ مهد السودان الحضارة. رفاقنا الثوار خلف الأسوار و داخل زنانين الطاغية، تغمرهم فرحة الإنتصار، و هم يتابعون لحظة بلحظة نتاج ثورتهم التي قادوها لما يقارب العقدين من الزمان في دارفور و تقترب من إكمال عقدها الأول في جبال النوبة و النيل الأزرق، إنهم ينتظرون لحظة قدومكم إلى حيث هم يقبعون، إنهم ينتظرون هتاف الثورة الذي يهز الجدران التي تمنعهم معانقتكم، إنهم يحسنون الظن بكم في أنهم أعلى سلم أولوياتكم، يرجون ألا ينفض سامر ثورتنا أم المجد دون يشاركونكم دموع الفرح عوضا عن دموع الألم و الحسرة التي لم تفارق رفاقهم و أسرهم و أمهاتهم و أبناءهم و بناتهم، إنهم الثورة السلمية نفسها قبل أن يقول الطاغية "الزارعنا غير الله يقلعنا" و "نحن جينا بالدبابة و الدايرنا يجينا بيها" و قبل أن يجتاح الطاغية المستبد القرى الآمنة و يحرق الأطفال و النساء و الزرع و الضرع و كل ما هو سبب للحياة، بل و يصادر الحياة نفسها. بكل لحظة تمر، تنصنت آذان رفاقنا و تختل نبضات قلوبنا طمعا في حركة الجماهير إلى دك حصون الطاغية و إطلاق سراح الوطن، الوطن الذي حلموا به و حملوه معهم إلى داخل الزنازين. و دور قوى إعلان الحرية و التغيير مجتمعة و قوى التغيير الشامل هو الآخر لا يقل شأنا كقوى فاعلة و محركة لعجلة الحراك خصوصا حشد الجماهير لإعتصام القيادة العامة الذي توج ثورة ديسمبر المجيدة و زلزل أركان و عرش الطاغية ليخر صعقا فزعا من هول قوة الشارع السوداني معلم الشعوب بلا منازع. إن قوى التغيير الشامل و قوى إعلان الحرية و التغيير يقع على عاتقها دور كبير في إطلاق سراح أسرى الثورة السودانية الذين لا يمكن الإحتفال بنجاح الثورة دونهم، و لا مناقشة قضايا السودان في غيابهم، و أن حضورهم يؤكد حضور السودان الذي قدموا لأجله الكثير، و أن وجودهم ضمن الحراك الثوري الجماهيري لهو حقهم الطبيعي كما أن طاولات الحوار السياسي لن تكون شاملة دونهم. لذا جماهير شعبنا الأوفياء، الثوار الأحرار، تجمع المهنيين السودانيين، قوى إعلان الحرية و التغيير، قوى التغيير الشامل، الجموع السودانية في كل مكان، إننا لا نناشدكم في السانحة لأن تقوموا بدوركم في إطلاق سراح أسرى الثورة السودانية بقيادة عميد الأسرى الرفيق نمر محمد عبدالرحمن، و إنما نقول أن قادة التحرير ينتظرون حمل الشارع إليهم و تحيتهم بالقدر الذي يستحقون و حملهم على الأعناق و الرؤوس، و الإحتفاء بهم إحتفاء الأبطال الذين تألموا أكثر من غيرهم في كل من بقاع السودان، آن الأوان لأن نقول لهم طوبا لكم قيادة التغيير، هلموا إلى البراح الذي أرسيتم قاعدته و أساسه، إليكم ما صنعتم لأجلنا و أجل السودان، لكم و لأسركم تنحني الجموع تقديرا و إجلالا، إنه السودان الذي قدمتم لأجله رفاقكم الميامين في بقاع السودان المختلفة، إنه السودان الذي ننشد، السودان الذي لأجله صرخت أمهاتكم و نساءكم و أبناءكم، السودان الذي لأجله زرفتم الدم و الدموع، سودان الحرية و العدل و الديمقراطية و السلام.
و سننتصر ..
محمد صالح رزق الله أمين العلاقات الخارجية
17 أبريل 2019م
العنوان
الكاتب
Date
أسرى الثورة هم الأبطال الحقيقيين بقلم محمد صالح رزق الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة