ولأول مرة اشعر بخوف حقيقي علي دولة السودان بعد ان طل علينا الأمل من نافذة هذه الثورة.وقد قلت ومازلت أقول ان هذه الثورة جمعت أشياء متناقضة من بينها أسباب القيام نفسها .نعم لا احد يشك ان اهل الخرطوم كان سبب ثورتهم هو الجوع فان كل الشعارات الاخري جاءت بعد الثورة بما فيها الموقف ضد الظلم والقتل والعنصرية وبالتالي ان هذه المواقف الوليدة المستحدثة ليست هي الأصل وان التخلي عنها غير مستعبد وصدق حس اهل الغرب وتأكد في اول منعطف مجرد قبول ولو بشروط للفريق برهان امر خارج الروح الثورية ناهيك من دواعي التلاحم والتي هي لربما الفرصة الأخير لخلق مثل هذا التلاحم .ووضح ذلك من أصدقائي في الفيس من ابناء البحر الذين كانوا متحمسين ان يروا السودان خالية من الكيزان والآن بدأوا يتحدثون عن منح فرصة لهذا المجرم الكوز بعد محاولة غسله بجهدهم لحسابات قبلية نعم كانت الدهشة وان كانت الصدمة غير قاتلة لانها متوقعة . وهكذا بمعايير الثورات انها فاشلة بكل المعايير لان الثورة التي اقتلعت الاثنان ليس هناك ما يبرر قبول من هو أكثرهم جرما علي الإطلاق ومن ذات العجين والعجب بعض قادة الثورة يعملون علي تسويق النظام، الذي مازال بكامل هيئته وكسوته القديمة .والثورة لم تفعل شئ سوي تحقيق رغبة المؤتمر الوطني بطرد البشير الذي كان سبب الحصار الدولي علي حكمهم ولكنهم فشلوا في التخلص منه ، والآن تحققت لهم هذه الرغبة بجهد الشباب . وقد كان الشعور بخيبة الأمل الي درجة الغثيان اذا كان قادة الثورة يتحدثون عن طلب إطلاق الحريات من قادة مليشيات المؤتمر الوطني كشرط لتأييدهم . ومهما كان ان التفاهمات الجارية الان لا تفسير لها غير خيانة الثورة لحسابات القبلية حتما سوف تفضي الي احدي الاحتمالات التالية . الأولي ابقاء السودان تحت سلطة النخب النيلية وبل اكثر تركيزاً هذه المرة وان كانت هناك محاولة التقارب مع البقارة من غرب السودان من باب تفادي الشر . والخلاصة قيام دولة عربية خالصة بدعم المادي السعودي والإماراتي والجهد المصري عبر قادة الحرية والتغيير من دعاة العروبة . وهذه المرة جاءت في منتهي الصراحة مما كانت عليها في عهد البشير وهذا بالطبع لم تترك فرصة اخري غير الاستمرار في الحروب او إتمام ابادة باقي الشعوب الي ان تحدث ثورة جوع او كارثة اخري تجمع المصابين. الثاني ان اختيار برهان وحميدتي هما اكثر الناس تورطا في سفك الدماء اهل دارفور ولما جاء اتهام البشير بالإبادة لم يفعله بيده بل بواسطة البرهان وابن عوف وحميدتي فان رهن المستقبل السياسي لهذا البلد بتعقيداته بأكثر الناس اجراما واقلهم فكرا هو عمل قصد منه عزل ضحاياهم من التلاحم الذي ظهر في شكل تنظيم الحرية والتغيير لان تنظيم المؤتمر الوطني الذي قام بتعين المذكورين لقيادة المرحلة القادمة يعلمون تماما ان ضحاياهم لا يقبلون هذا الوضع فان العملية ليست اكثر من زراعة الفتنة القديمة المتجددة وهم مهندسيها وهذه المرة تتم تنفيذها بيد ابراهيم الشيخ زعيم المؤتمر الوطني موديل 2019 والمصونة التي حصلت علي الوعد برئاسة الوزراء كمكافأة لخدماتها من جانبي الستار. الثالث ان البيئة السياسية مازالت في شكل العجين يمكن ان تتشكل منها اكثر من صورة سياسية قد تكون غير متوقعةوخاصة ادا استمرت هذه الحكومة كأمر واقع لان السوق السياسي ملئ بأطراف منتظرة ان تتفاعل مع المتغيرات وتكون طرفا في التحالفات المحتملة و هذه الأطراف هي . ا(١). المؤتمر الوطني بالرغم من ان اكثر كبار قادته من النخب النيلية ولكنهم تضرروا من ثورة الوسط و ليس هناك ما يمنع توجيه إمكانياتهم ضد خصومهم والمتمردين عليهم من الجهاز العسكري الذي بنوه هذا اذا صدق انهم تمردوا علي التنظيم . (٢) التنظيم الإسلامي وهم الذين تضرروا من اليسار بعد ان تغلغلوا وسط الثورة الشعبية ووجهوا الضربة القاضية ضد خصومهم التقليدين بعد ان انتهزوا الفرصة في قيادتها وكما هو معروف ان الإسلامين اكثر الناس قدرة علي التنظيم وعلاقتهم الدولية واصلة .من المحال السكوت حتي الفناء علي يد خصومهم في تقديرهم ليس اكثر من حمولة بص واحد وان تطلب الاختفاء خلف احزاب الحوار الي حين . (٣) احزاب الحوار وهم الذين في جملتهم من الاحزاب التي انشقت والحركات التي انشقت كلها إنحازت للسلام و دخلت في الحوار مع الحكومة برعاية المنظمات الدولية والحكومات الغربية والأفريقية والعربية وأنتجت وثيقة الحوار الوطني لا احد يستطيع ان ينكر بانه ذلك الجهد كان مقدر ا و تنقصها فقط المؤسسات المحايدة التي تنفذ ما جاءت في الاتفاق فان الدفاع عن مكتسباتهم امر مشروع وان يراه الآخرون غير ذلك. وهذه المجموعة من المحال ان تستسلم وتضيع مجهودهم كناتج الاتفاق السياسي بين ابراهيم الشيخ وبعض قومي العرب والمتمردين و مليشيات المؤتمر الوطني ويكونوا في موضع الملاحقة من خصومهم الذين تمردوا عليهم سواء كانوا من الاحزاب او الحركات المسلحة وخاصة لديهم الفرصة الكافية ولربما حتي الان لترتيب اوضاعهم قبل ان يتم محاصرتهم مع زمرة المغضوب عليهم من اهل المؤتمر الوطني (٤) الحركات المسلحة هي اكثر التنظيمات ارتياحا من حكومة البرهان وحميدتي لان تاريخهما يكفي المبرر لرفع حرج الخروج من ورطة التحالف القيادي للثورة عندما تم قزم دورهم ومجهود السنين من التضحيات امام النقابات والأحزاب اليسارية التي خطفت قيادة الثورة ودورهم بالكاد لا يري بالعين المجردة ومن ناحية اخري ان رفض حكومة البرهان قد تكون المبرر الكافي امام المجتمع الدولي لاستئناف الحرب مع حكومة المجرمين بخلفية دور البرهان وحميدتي وخاصة مع طول الفترة الانتقالية (٥)لا الإقليم بحالها منذ إذاعة بيان برهان وتشكيل مجلسه العسكري فان اقليم دارفور بدأ يغلي ولم تهدأ ثائرته حتي الان بالرغم من ان اولي محاولات سياسية لبرهان الاستعانة بسلطان المساليت لمحاوله غسله او تجميل تاريخه عندما كان يعمل في مكتب الافعي في دارالمساليت . ولكن جاء الارتياح من موقف حركة التحرير عبدالواحد الذي ابتدر بالرفض القاطع بذلك يتدرج لاحتلال مكانة الزعيم الذي يعبر عن طموحات أهل دارفور . ولا احسب ان بقية الحركات ترهن مستقبلها تحت قيادة البرهان وحميدتي حتي بعد الخدعة التي قام بها أولاد البحر ذلك كمن تجرع اكثر من جرعة السم القاتل. ولذلك هناك فرصة كبيرة في دخول الإقليم كله طرفا في أية تحالف ضد حكومة البرهان وحميدتي نعم ان المؤتمر الوطني والتنظيم الإسلامي لم يتضرر داخليا ولكن ضحي بمحور الإخوان لارضاء الشارع والتجمع من الناحية الظاهرية علي الاقل وذلك يعني نقل الصراع الدولي الي السودان بات مؤكدا وبل قريب جدا لاننا جهزنا الحلبة وحضر المصارعان في انتظار صفارة البداية . وكل هذا افتراضا اذا تمكن ابراهيم الشيخ ووفد ابناء وبنات النيل في إقناع الشارع بقبول جعلي وجياشي وجبهجي وعنصري اخر علي رئاسة البلاد آه يا خوجلي ما قلت غير الحق اعف عننا لسوء ظننا ولكن الذي نراه ان العزم مازال واصل رفض التمثيلية الهزلية في الشارع ويبدو ان رغبة الشباب في بناء وطن واحد يسع الجميع يبدو جادا وفي قمة اهتماماتهم ولكن جيل العنصرية والخداع والمكر والمكايدات تضع عراقيل أمامهم
وصلت الاحزاب التي اختطفت القيادة من الشباب مفترق الطرق بسبب الخيانات اذا كانت مجموعة عرمان في نداء السودان استنكرت بان النشاط الذي قام به مريم الصادق باسمهم كان من دون التفويض ولا علم لهم ولربما الحركات المسلحة في نداء السودان وغيرهم من الفعاليات وهذه ليست المرة الأولي يتم توجيه اللوم علي مريم لسبب لانفرادها بالتصرف باسم نداء السودان ، وان بيان حزب الأمة القومي الذي يشكر المملكة العربية السعودية علي دعمها لحكومة البرهان هو معني وصول مرحلة متقدمة من التفاهم ليس مع البرهان بل مع المؤتمر الوطني قبل استقالة البشير ولربما بشكل اجمالي مع نداء السودان وان استثنوا عرمان لشي في نفس يعقوب.
العنوان
الكاتب
Date
جعلي وجبهجي وجياشي اخر علام الضجة اذآ بقلم محمد ادم فاشر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست