حتمية سقوط لعدة أسباب ولكن أهمها عامل الاقتصاد .ان استمرار هذه المظاهرات يجعل الدولة اقتصاديا تنحدر من محطتها التي بدأت منها المظاهرات وتبدأ التراجع الي ان يصل مرحلة تعجز السلطة الصرف علي الأجهزة الأمنية التي تدافع عنها. اهل السلطة الان يستخدمون مدخراتهم والأموال التي نهبوها وإجبار العضوية بالمساهمة بالإضافة الي طباعة العملة في الصرف علي الأجهزة الأمنية ، ولكن هذا الصرف من المحال ان يستمر طويلا فضلا عن كونه في نطاق محدود علي القطاع الأمني فقط . وباستمرار هذا الحال لبعض الوقت تتوقف العمل في جهاز الدولة تلقائيا بسبب عجز الدولة علي الصرف علي تسير الخدمات العامة وتنعدم الإيرادات الي ادني حد لها وبدوره تزيد غضب الشارع الي أقصي درجة اذا انعدمت المواد الضرورية لاستمرار الحياه . وهذا بالضرورة تشمل الأجهزة الأمنية بما في ذلك الجيش وقته تندفع السببان معا في وقت واحد وتحدث الانتفاضة التي لا تقهر وتحرك العسكري لتتجاوز القيادات الإسلامية لوضع الحد للنظام . السودانية. ولكن من الخطأ الاعتقاد بان الإسلامين بشقيه المدني والعسكري ان يسلموا رقابهم للمقصلة او يمدوا اياديهم. للقيود حتي تكتمل الرحيل الي لاهاي او احمد الشرفي بعد مصادرة ممتلكاتهم وهم يعلمون ماذا فعلوا بالسودان والسودانين . بالضرورة انهم ينتهزون فرصة التحرك العسكري للإطاحة بهم ويحدث المقاومة لا بغرض اجهاض محاولة الإطاحة بهم فقط بل السيطرة علي الشارع لاشعال الحرب في العاصمة ووضع الحد للتظاهر هذا اذا تمكنوا من افشال محاولة الإطاحة بممارسة أقصي درجات العنف بدعوي ان الحرب مستمرة في شوارع المدينة . وفي حالة عدم حدوث التحرك العسكري يحدث الانتفاضة التي لا تقهر يضطروا للانسحاب بعد وضع اليد علي كلما ما يحتاجون من سلاح القوات المسلحة وتدمير ما تبقت منها و يؤسسون قوتهم علي فرقة الدعم السريع بعد ان تاكدوا بان مصيرهم مرتبط باهل السلطة الحالية فضلا عن كتائب علي عثمان ان صدق وجودهم والقوات التي تتم تجنيدهم الان في كردفان علي يد احمد هارون . ولربما بعض الحركات المسلحة التي صالحت النظام ومع توفر الإمكانيات المادية والاتصالات الدولية سوف يجدون طريقهم للاتصال والتواصل مع الإخوان في ليبيا وهناك فرصة كبيرة للتجنيد من شعوب العربية في غرب أفريقيا انطلاقا من قاعدة الدعم السريع والتي تشكل القاعدة الأساسية ووقتها يرجحون كفة الإسلامين في ليبيا ولربما التخلص من حفتر بشكل نهائي وتكون كامل السلطة في بيد الإخوان بدل السودان وتكون قاعدة خلفية لإخوان السودان ويمدون نفوذهم الي شمال دارفور ولربما كل دارفور وتشاد ويخلقون متاعب أمنية لكل الإقليم وكذلك للسلطة الوليدة في الخرطوم هذا اذا لم يستطيعوا اسقاطها بالقوة والعودة للسلطة ثانيا بشكا اخر . واخير ا تتدخل الوساطات القبلية وتنتهي بالصلح مقابل العفو العام . وواحدة من اهم شروطهم عدم تسليم اي شخص لمحكمة الجنايات الدولية وإعادة ممتلكاتهم التي تمت مصادرتها وإطلاق سراح المساجين ولربما المشاركة في السلطة . نعم هكذا يفكرون ،وهذا ليس مجرد اجتهاد بل حقيقة ما يسعون اليها وهم يرون اذا كان لابد من انهيار النظام سوف ينهار هكذا .هذه هي الصورة المتوقعة ولربما يعرضون هذا سيناريو علي المعارضة في مقبل الأيام قبل انهيار النظام . وإذا نظرنا من الجانب الاخر ان هذا السناريو محفوفة بالمخاطر بعض جوانبها غير محسوبة أولا ان الإسلامين أنفسهم لم يكونوا علي قلب رجل واحد فليس من المحتمل ان يكونوا جميعا مستعدين للمغامرة لإخفاء قادتهم المطلوبين للعدالة المحلية والدولية وان كانت شعارات الثورة لا يجعلهم ان يعيشوا علي الاطمئنان . ثانيا قطعا تقديراتهم غير صحيحة حجم القوة التي يمكن تخرج معهم وحتي الدعم السريع غير الأجانب في صفوفهم البقية الجنود من المحال ان يظل ولائهم لقادة التمرد اذا انهارت حكومتهم وان بذلوا أموالا كثيرة. ثالثا ان القوة البشرية المحدودة معظمها او كلها من الضباط الإسلامين لا يمكنهم تجريد الجيش من السلاح وحتي ان تم تجريدهم من الان لم يستطيعوا الاستفادة من السلاح بحجم اكبر من قوتهم ما لم يتم الترتيبات من الان لنقل السلاح يمكنهم من وضع اليد عليه فيما بعد في الوقت والمكان الذي يحتاجونه . رابعا اذا بدأوا المقاومة من العاصمة سوف يكون كل البلاد ضدهم ويواجهون مصير ما عرف بالغزو الليبيي في عهد نميري لان من المحال ان تكسب الحرب في مدينة كل أهلها ضدك ووقته تصل نهاية الثورة السلمية وتبدا المدينةًكلها في المقاومة المسلحة .
خامسا المنطقة الإقليمية والمجتمع الدولي لا اعتقد تمنحهم إذن المرور الي لبييا ولم يسمح لهم ان تكون ليبيا دولة اخوانية وتنقل اليها كل سلاح الجيش السوداني . ولكن الخوف الأكبر ان يتم تدمير الطائرات او نقلها الي المطارات الليبية خامسا هناك حركات مسلحة في الساحة في الحدود الليبية السودانية تعوق تقدمهم الي عمق الأراضي الليبية حتي ترتب الحكومة الجديدة في الخرطوم نفسها . وفي نهاية المطاف لا احد يجرم ما يمكن حدوثه اذا انهار الاقتصاد كليا فقوة الشعب هي الأقوي من كل شئ، ولكن الشئ الوحيد المؤكد انهم لم يستسلموا ولا يمكنهم الهروب كأفراد وهم يعلمون لا يوجد مكان في الكرة الأرضية تستقبلهم بما فيها الدول الإخوانية الا بعض المناطق السورية تحت سيطرة المتطرفين . فكثير من السودانيون يجهزون أنفسهم لدولة سودانية حديثة بعد انهيار هذا النظام بالطبع من حق الجميع ان يحلم وان انهيار النظام امر حتمي ولكن قطعا لا يكون انتقال السلطة سلسا لان الذين قتلوا مئات آلاف ومازال يصطادون البشر نهارا في شوراع العاصمة واذلال كبرياء الشعب من المحال ان تمضي الأمور مثل اكتوبر وأبريل وعلي الثوار ان يجهزوا أنفسهم علي طريقة اخري لانتقال السلطة تختلف من النماذج السابقة . ولكن تراجع الثورة خوفا من هذا السيناريو ،سوف تكون نهاية الدولة التي تسمي بالسودان وان الخروج من السلمية لربما الفرصة الوحيدة لإعادة الأمور الي نصابها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست