|
Re: بيان نداء السودان . . ! بقلم الطيب الزين (Re: الطيب الزين)
|
نداء السودان كنت قد ان أشرت إليه في مقالٍ سابق بأن أحزابه وخاصةً حزب الأمة شُهد له بتسليم الحكم للعسكر سعياً أو سكوتاً، بسبب عاطفته أو اختراقه بأحزاب التسييس الديني ، بالتحديد القطبيين، رغم إشادتي بحزب الأمة لامتيازه بتطوير الطائفية إلى حزبية ديمقراطية، وتعددية أيديولوجيات عضويته بامتياز، ولكن في بيانه عن مؤتمر باريس في صفحة الأخبار قبل يومين رجع يؤكد أنه لازال أسيراً لعقيدة التسييس الديني. ينكرها لفظاً ويعتنقها فكراً. إن التسييس الديني انحراف بالعقيدة التي أنزلها الله تعالى للبشر بغرض إحقاق الحق، ألا وهو التسليم له تعالى والقبول بالحق وهو العدالة والأمانة، أما السياسة وهي التصرف القانوني في ما هو مباح، فيأتي من تصرف الفرد بضميره، وتصرف الجماعة بالقانون الذي تتعاقد عليه، وذلك ليس معنى العقيدة. البند 9 في بنود بيان نداء السودان يوضح "نحن ضد الإقصاء" ويحددون أن الإسلاميين الذين خرجوا من النظام وانتظموا في صفوف الثورة لا يصح إقصاؤهم. وأسموهم ب "الإسلاميين"، أي اعترفوا لهم بتوجههم الإسلامي!! هل توجه الثوار غير إسلامي؟ الخلط بين الإسلام الرسالة والإسلام السياسي كالفرق بين الأرض والسماء. في التهجم الإرهابي على المصلين في نيوزيلندا، حيث اغتيل 50 مصلياً مع أطفالهم، هل تفاعل السيدة رئيسة الوزراء وعموم النيوزيلانديين لا يستحق تسميته بتفاعل إسلامي؟ أليسوا بذلك إسلاميين، علماً بأن إيمانهم بالله تعالى والتسليم له امرٌ مكتوم يعلمه الله تعالى وحده، فهل تنكر عليهم إسلامهم الخلقي؟ فكيف تساوي بينهم وبين الإسلاميين الذين لا إسلام لهم في عقيدتهم بالتسليم لله لأنهم يرسمون برنامجهم السياسي على التغول على وحدانية الله تعالى في رسالته فيتدخلون في تحويرها وتفسيرها لغيرهم، بل لأمةٍ كاملة ولم يوكلهم الله تعالى بها. وهل قرار أمريكا بواسطة وزير خارجيتها مايك بومبيو بمنح إسرائيل مرتفعات الجولان والتي هي أراضي غزتها إسرائيل ولا يجوز الاحتفاظ بها أبدياً حسب قوانين الأمم المتحدة، ويقول أن الله تعالى حكم بأن يمسك الرئيس ترامب ليمنح إسرائيل مرتفعات الجولان لحمايتها من صلف إيران! أن ذلك حكم الله! هل يعجبكم هذا؟ وها هو يخلط الدين بالسياسة ويتم انتقاده في إذاعاته، فأين تقفون من ذلك. ألا يجب أن تغادروا بؤرة الرجعية والطائفية هذي خاصة وأن العالم اليوم يعارك جيوب التعصب وعدم قبول الغير والديمقراطية في النظام العالمي وهذه الجيوب تزحف لتزدهر، وكل العالم يعي ما تقوم به ويصطفون لوقفها، فهل هذا البرنامج الذي تفوهتم به في البند 9 من الإعلان هو عطاؤكم بعد غيابٍ طويل وسباتٍ عميق؟ أليس في هذا التجمع من يفهم مصيبة السودان في الإنقاذ؟ أليس هو التسييس الديني؟ هذا لا يعتبر فكر يتم احتضانه في مجموعات الفكر التي تنضوي تحت هذه الثورة، إذا كانوا مسلمين فيجب أن يفهموا أن تسييس الدين صلف وظلم ونفاق، فإن لم يقبلوا بذلك، فلا يمكن قبولكم في أي معتركٍ لنشر السلام والمساواة والحقوق التي هي معركة الثبات لهذا النظام العالمي ولا مجال لأحلام الإمبراطوريات الإسلامية الإستعمارية بحجة نشر الدين أو الدعوة، فالدعوة عن ذلك براء حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنحه الله تعالى حق الحكم على إسلامية عباده، أو تفسير ما أنزله الله تعالى إنابةً عنه عوضاً عن التفكر والتعقل الفردي الذي أمر به عباده للتفكر في آياته، ولم يجعل أحداً والياً لعقيدة أحدٍ. إن الأمر واضح ولا يحتاج لشرحٍ، ويكون في حسابنا جميعاً شمل "الإسلاميين" بدلاً من (المسلمين التائبين من تسييس الإسلام)، ضمن صفوف الثورة يستحق أن يُسمى "اندساس" والثورة في غنىً عن الخيانات والخباثات في لهيب المعترك الحالي
|
|
|
|
|
|