الكثيرون يُصرِّون على السير الحثيث في درب (الإحباط) الذي يجب أن يكون في أواننا هذا آخر الدروب التي نتمنى أن نسير فيها ، فتباشير الأمل كثيرةٌ ولا تُعد ، وبالدارجي البسيط يمكننا أن نقول (كُنا وين وبقينا وين) ، فمجرد تحوُّل (ممنوعات ومحاذير) الأمس من المفردات والقيَّم التي كانت على وشك الإندثار إلى فعلٍ يومي وتلقائي و(مُتاح) ، دليلٌ على أن الباب ما زال مُشرعاً على مصراعية لسيادة الحق وإنزهاق الباطل ، ففضيلة المداومة على الجهر بمطالب الشعب المقهور والإصرار على أداء واجبات ومستوجبات دولة السودان الجديد تمُثِّل بلا شك لبِنةً أولى من لبنات البناء في صرح العدالة والسلام والتنمية المستدامة تحت مظلة الديموقراطية المُستحقة لهذا الشعب المكافح.
فلول النظام البائد من فئة (الحالمين) بعودة هذه البلاد إلى ماكانت عليه من غي وفساد وظلم وإمتهان لأبنائها وبناتها الشرفاء وإعلاء شأن حُثالة وسواقط قاعها الإجتماعي والسياسي والفكري ، لا سلاح لهم اليوم ضد (إنبثاق) نور الحقيقة المحضة وإتساق وشموخ نهوض شعبنا المتفائل بغدِ مشرق ، غير بث المزيد من الأباطيل والأكاذيب التي يُقصد منها أن تدفع بنا جميعاً نحو هاوية الإحباط والركون للإستلقاء مرةً أخرى في مستنقع اليأس وال################ ، ولكن بما رأيته من بريق إصرار وأمل في حدق الشباب وما عمَّ محيط المجتمع من عزيمةٍ عبَّرت عن شموخ النساء ، وما في دواخل الكهول والشِيب من إعجابٍ وزهوٍ بما يستشرفه أبنائهم وبناتهم لمستقبلهم ومستقبل بلادهم ، لا أظن المُرجفين سينجحون مرةً أخرى في فتح سعير (الإستكانة للباطل) في أرض السودان من جديد.
تارةً يذكروننا بأنها لم تسقط بعد ، ويشيرون عبر أحداث ووقائع إلى وجود ورسوخ كوادر النظام البائد في دهاليز الدولة العميقة ، وكأننا لا نعلم أن أوان تفكيك هيكل التمكين الكيزاني في الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة هو المحور الإستراتيجي الذي يجعلنا نُصِّرُ على إمتداد زمني معقول للفترة الإنتقالية يمكن من خلاله إستيعاب مخططات إعادة بناء هيكل الدولة من جديد ، وتارةً يُشكِّكون في مقدرة قوى الحرية والتغيير على الصمود في مُعترك التآلف والإتحاد الذي كان القوة الغاشمة في وجه المقاومة الشرسة التي واجهت الثورة ، يتمنَّون وفي ذات الأوان يُشيعون أخباراً عن خلافات داخل مكوناتها مستغلين في ذلك تبايُّن الآراء والمواقف الذي لا يستطيع أحد أن يُنكره أو يُراهِن على مثولهُ في محيطٍ يجمع كل هذا الكم الهائل من العناصر المنضوية تحت لواء قوى الحرية والتغيير ، ولكن كانت عزيمة قيادات قوى الحرية والتغيير وإنكفائهم على وطنيتهم المحضة دائماً توجعهم بـ (اللا إنقسام).
والآن ها هُم مرةً أخرى يسابقون الخُطى لتشويه (إيجابيات وجماليات) ما يجري الآن من مفاوضات في أديس أبابا لا تستهدف غير الوطن والأمة السودانية ، حالمين أيضاً بجر قيادة الثورة إلى الإستعجال والولوج إلى مستنقع دولة مدنية تبدأ فعالياتها الإنتكاسية بمعاداة ومعارضة الحركات المُسلَحة ، ولكن كالعادة لن تنطلي الخدعة على قادة الحرية والتغيير ولن يفارق هذا الشعب إشارات وعيه السامي في الأُفق بما يدور حوله من مؤامرات وبإذن الله هذه الثورة منصورة وآمالها مُحقَّقه وإن غداً لناظره قريب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست