ألمثير في خطاب المشير,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2019, 03:37 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألمثير في خطاب المشير,, بقلم إسماعيل عبد الله

    02:37 PM February, 23 2019

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    إنتظر السودانيون بالداخل و الخارج خطاب المشير البشير مساء أمس , فجاء متأخراً عن موعده المعلن ساعتان و بضع دقائق , و كانت الآمال معقودة على رئيس البلاد في أن يعلن موقفاً تاريخياً , فيترجل عن صهوة حصان السلطة ويتنازل عن مقعد قيادة الدولة , خاصة وأن الاحتقان الاقتصادي و انسداد الأفق السياسي , قد وصلا مرحلة تتطلب تنحيه هو و منظومته , كمطلب جماهيري لا حياد عنه , وضح هذا المطلب في الإجماع الشعبي الذي اجتاح جميع فئات المجتمع , منذ شهر ديسمبر الخاتم من العام الماضي , لقد جاء خطاب الأمس مخيباً لآمال المواطن الذي لا يريد سوى تأمين الخبز و الدواء , وتوفير فرص العمل للشباب والخدمات الضرورية مثل المواصلات و التعليم , أما في الجانب الآخر تجد المراقبين للأوضاع السياسية المتردية في البلاد على يقين من أن خطاب المشير البشير , لن يأتي بجديد بينما سيف المحكمة الجنائية الدولية ما يزال مسلطاً على رقبته , ويبدوا أن هذه العقبة الكأداء هي العامل الوحيد الذي فتت عضد تماسك الحزب الحاكم , الحزب الذي حوى رموز سياسيين لهم طموحهم المكشوف في الترقي الحزبي , هذا الطموح الذي وصل الى درجة السعي المحموم للترشح لرئاسة البلاد , فقرارات ليلة الجمعة الثاني و العشرون من فبراير هي ذاتها قرارات الرابع من رمضان , التي أقصت الأب الروحي للحزب الحاكم حينها وعرّاب النظام , الراحل الدكتور حسن عبد الله الترابي قبل عشرين عاماً, مع الفارق الزمني والإختلاف النوعي بين الحدثين , حيث كانت مجموعة العشرة التي تم تهميش من تبقى من شخوصها ليلة البارحة , هي التي قامت باقصاء و إبعاد كاهنها الأكبر آنئذ , عن مقاليد السلطة الحقيقية المتمثلة في المجلس التشريعي (البرلمان) , فأعاد التاريخ نفسه مرة أخرى وتجرع من بقي من هذه المجموعة من ذات الكأس التي سقوا بها أباهم من قبل , وهكذا دائماً تخبرنا الحكمة التي تقول: أن من ضمن الأربع التي لا أمان لها , الحاكم , مهما بلغت درجة وشائج القربى و حميمية العلاقة التي تربطك به.
    فبإعلانه لحالة الطواريء و تأكيده على وثيقة الحوار الوطني , كأساس للم شمل القوى السياسية في الداخل و الخارج , وتأجيل التعديلات الدستورية بالبرلمان , تلك الساعية إلى شرعنة ترشحه للرئاسة في العام القادم , وحل حكومة الوفاق الوطني ومعها الحكومات الولائية , و تكليف جنرالات من العسكر لكي يقوموا بتصريف أعمال وشئون الحكم بهذه الولايات, لهو بمثابة الانقلاب العسكري الثالث للبشير على رفاق دربه , من المدنيين في حزبه (المؤتمر الوطني) والمتحالفين معه من الأحزاب الأخرى , و تتراءى ملامح هذا الانقلاب العسكري في البند السابع من خطابه , عندما دعا جماهير الشعب السوداني إلى تثمين دور القوات المسلحة في الذود عن تراب الوطن والحفاظ على وحدة أراضيه , فكل النقاط التي شملها الخطاب الرئاسي تؤكد على مفارقة المشير لرهطه , و تحسسه من جديد للطريق المؤدية إلى حكومة الكفاءات (التكنوقراط) , كما ضمّن ذلك في أطروحته الانقلابية , معلناً عن بداية صفرية لمنظومتي الدولة و الحكومة على حد سواء , ذات الصفرية التي استنكرها في حديثه على المطالبين بها عبر الشعار الأيقونة للثورة الشعبية (تسقط بس) , فوصفهم بالذين يريدون أن يضيّعوا مقدرات البلاد ويرهنوا مصيرها للمجهول , متجاهلاً واقعنا المأزوم أصلاً وحاضرنا البائس اليوم , وحال بلادنا الذي يثير شفقة الأعداء قبل الأصدقاء , جراء الانحطاط الذي هبط بها إلى ما دون الصفر حيث تجمد الدماء في العروق , وتوقف نبض الحياة في كل المناحي.
    إنّه وبعد إعلان هذا الانقلاب الكبير ليلة البارحة , يصبح التحدي أكبر أمام القوى السياسية المعارضة , فهل سنشهد هرولة الانتهازيين نحو ملأ شواغر الحكومة المحلولة بقوائمهم من الكفاءات؟ , و هل سوف يتركون ميثاق الحرية و التغيير لتجمع المهنيين و من التف حوله من الصادقين من الشباب و الطلاب؟ , لقد عودتنا التجربة السياسية منذ الاستقلال , أن الانتهازية داء متأصل في جسد الاحزاب التقليدية , وأن العسكر هم الأعلم بكيفية توظيف هذا الداء , وكذلك هم الأكفأ في استغلال هذه النزعة الفاسدة في نفوس هؤلاء الوصوليين , فهل أراد المشير البشير أن يترك الباب مفتوحاً أمام الذين اعتادوا على الهرولة من أجل الحصول على فتات السلطة؟ , أم أنه قصد بحل حكومته المركزية و الولائية فتح الباب أمام الشباب الثائرين؟ , للمشاركة الفعلية و بذلك يكون قد قصم ظهر ثورتهم السلمية , ونحر هبّتهم الشعبية العارمة ذات الشعار المرعب , و المطلب المفزع الذي يطالبه بالرحيل , يلحظ المتتبع لفقرات الخطبة العصماء للسيد المشير ليلة أمس , إشارته المحفزة للشباب في البند السادس للخطاب , عندما وصفهم (بالمتغير الجديد) ودعا إلى ضرورة الاستماع إليهم و إشراكهم في الفعل السياسي , مع ذكره لأن غالبيتهم ليسوا حزبيين ولا ينضوون تحت مسميات التنظيمات السياسية المعهودة , وهنا يحاول المشير استمالة هذه الشريحة المحورية التي فجرت حراك ديسمبر , إلى صفه , فهي الفئة صاحبة القدح المعلى في إشعال شرارة الانتفاضة , وتعتبر الوقود الذي حافظ على اشتعال جذوة الثورة واستمرارها, فهل ينجح الرئيس البشير في وأد جنين هذه الثورة في مهده , باستقطاب الشباب والطلاب و حرف مسارهم عن مشروع (تسقط بس)؟.
    من المعلوم للمراقبين و المحللين السياسيين و الاقتصاديين , أن الأزمة الوطنية الحادة والمستحكمة , المتسارعة احداثها الآن في السودان , سببها الأول هو الإنهيار الاقتصادي و مذكرة التوقيف الصادرة من محكمة الجنايات الدولية , بحق المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان , و من الحقائق الواضحة أيضاً أن حل المشكلة الاقتصادية مرتبط ارتباط مباشر وقوي , بملف هذه المحكمة الجنائية و بوجود اسم البلاد على قائمة الدول الراعية للإرهاب , وفوق هذا وذاك , يبقى الانقلاب الأول الذي أقدمت عليه الجبهة الاسلامية القومية (المؤتمران الوطني والشعبي) , هو الذي أفرز هذا الواقع المأساوي الذي يطأ جمره جميع أفراد الشعب السوداني , فعلى مر الدهور و الأزمان يلاحظ أن الحكومات العسكرية فاشلة في حل أزمات الأوطان , بل عملت غالبية هذه الأنظمة العسكرية على تعميق جراح شعوب هذه الأوطان , و بددت مجهوداتها الساعية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية , ومن هذا المنطلق , نذكّر سعادة المشير بنفس كلمات نصحه التي وجهها لسلفاكير ورياك مشار , بعد أن قام بدوره الناجح في الوساطة بين الاثنين راتقاً للشرخ الذي حدث بين الاخوة الجنوبيين , وذلك باتمامه وانجاحه لمفاوضات السلام التي جرت بين طرفي النزاع في الدولة الوليدة , بقاعة الصاداقة في يونيو الماضي , فحينها قال : (إنّ الزعيم الحقيقي هو من يضحي من أجل شعبه) , فاليوم يخاطبك شعبك يا سعادة المشير بذات المقولة , فهلا قبلت التضحية؟.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de