موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 11:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2019, 01:27 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي إبراهيم

    12:27 PM January, 20 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لمس منظر موائد الثوار هذه الأيام تخرج من بيوت عضها نظام الإنقاذ بنابه الأزرق شغاف القلوب وأدمعت عيون. فلم يخلق بعد النظام الذي يرفع عنا حرج السهر على الضيف حتى لو بقينا منه على الجلد. فالجود قطعاً في الجلود. فحتى حسن أحمد البشير تعذر بخصيصتنا الثقافية في إعزاز الضيف ليكرر القول مراراً أن السودان لم يغلق حدوده في وجه ضيوف اللجوء. ووددنا، وهو الراعي فينا غصباً، لو دعاهم إلى لين من العيش لا إلى خرائب الوطن. وتزامنت موائد الثوار مع تداعي الشعب الأمريكي في أيامنا هذه لسد حاجة موظفي الحكومة الفدرالية التي حرمهم إغلاقها من مرتب منتصف شهر يناير. وتسمع من الأمريكيين إطراء بالغ لهذا التداعي قائلين إنه طمأنهم أن خلافهم السياسي المستفحل لم يلغ خصيصتهم الثقافية في نجدة الملهوف. وكنت أسمعهم وأقول لنفسي وصور موائد الثوار تبسط في بلدي: "ولكن من يعرف عيشة في سوق الغزل."
    وأعيد في مناسبة قِرَى الثوار نشر كلمة قديمة (18 أكتوبر 1988) ميّزت فيها شغفنا بالضيف، وولاءنا له، وسهرنا على راحته. فهذا الشغف وجه من وجوه تقوانا معاشاً ومعاداً. وكان موضوع الكلمة عن تكفل بلدة العبيدية بركاب قطار انتهى إلى بلدهم وحصرته سيول ذلك العام بينهم لأيام. واخترت لها عنواناً هو "عوج الدرب" التي لا أعرف مجازاً أحاط بهذه التقوى السودانية مثله. فيوصف الفرد عندنا ب "عوج الدرب" حين يشتهر بالكرم فلا يفوته مسافر إلا وقد عاج عن دربه يطلب ناره وقراه. إلى المقال القديم:
    تتحدث عطبرة بإعجاب كبير عن نبل مواطني قُرى الخط الحديدي بين العبيدية ودار مالي الذين استضافوا ركاب قطار كريمة ممن قطعتهم السيول بين ظهرانيهم. ومما يروى أن الركاب (وقد بلغوا 4.000 نسمة) ظلوا يتلقون وجبات من أفضل الطعام يعده أهل القرى لهم. ثم جاء يوم فإذا أهل القرى يحملون إليهم (بليلة) بدلا عن ذلك الطعام الجيد. فسألهم الركاب إن كان طعامهم قد نفد. فقال أهل القرى:" لقد كنا نأكل البليلة في بيوتنا لنوفر لكم طعاماً مناسباً حتى نفذ مخزوننا وجئناكم اليوم بما كنا نأكله لأيام."
    وتتكامل صورة هذه المأثرة عند العطبراويين بالحديث عن شهامة عمال السكة الحديد الذين عاموا مع (الطيفان) فوق لجة المياه من عطبرة إلى العبيدية مرة بعد مرة لإسعاف الركاب ببعض المواد الغذائية. فقد كان كثيراً على مدينة انزرعت فيها فكرة خدمة المسافرين (ضيوف سكتها الحديدية) أن يهلك ركاب قاطرة لها وهي مكتوفة الأيدي. ولذا تشعر عطبرة بدين خاص لأولئك المواطنين الذين هبوا خفاقاً لنجدة ركاب قاطرة كريمة.
    إن مأثرة القرى مما يوطننا جميعاً على الأمل في الوطن والشعب. وكانت عطبرة، المدينة الريفية الأولى في السودان، بحاجة الى مثل هذه الكرامة لتطمئن إلى سداد مزاجها القروي النقابي.
    حين أحدق الفاسدون الحـزبيون (بتاعين دائرتي ودائرتك) وصغار النفوس الحرامية تجار (البرشوت) بدقيق طائرات الإغاثة ورغيفها وعنبها وساردينها وخيمها ومولداتها ووجباتها الجاهزة وبطاطينها ينهشونه قبل أن يصل المنكوبين، كانت القرى تجود بمخزونها على ابن السبيل.
    وحين كان المتخمون الشحاذون الجدد يجودون فقط بجود الآخرين الخيرين، ويتحدثون عن انحدار أخلاقنا الذي لن تصلحـه إلا قوانين قطع الأيدي، كانت القرى تعطي الزاد كله، لا فضله، في خلق هو مزيج من الإسلام والفروسية السودانية التقليدية المتلافة: فروسية عوج الدرب وضيف الهجوع.
    لقد حجبت صحافتنا وإعلامنا وعد القرى الجميل في ليل الكارثة. كاميرات وميكرفونات إعلامنا لا ترابط إلا في أروقة السلطة لتصل عيوننا بتلك الوجوه التي تتقابل بلا انقطاع وبلا فائدة.
    وتخلصت صحافتنا إلا قليلاً من المراسلين الإقليميين ولم يعد الريف في نظرنا إلا نازحين مزعجين مكلفين مخيفين.
    كـان إكـرام أهـل القـرى نفحـة من الوطـن . . . هـذا الوطـن.























                  

العنوان الكاتب Date
موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي إبراهيم عبدالله علي إبراهيم01-20-19, 01:27 PM
  Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � العوض 01-20-19, 01:44 PM
    Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � عاطف ابن عمر 01-20-19, 02:28 PM
      Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � عبد الله علي إبراهيم 01-20-19, 08:07 PM
        Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � عاطف ابن عمر 01-20-19, 08:18 PM
        Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � إسماعيل عجباني 01-20-19, 11:00 PM
          Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � عبد الله علي إبراهيم 01-21-19, 02:46 AM
            Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � العوض 01-21-19, 06:38 AM
            Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � ممحمد المليك 01-21-19, 03:38 PM
  Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � بوبار 01-21-19, 06:56 AM
  Re: موائد الثوار: عوج الدرب بقلم عبد الله علي � wadalf7al 01-21-19, 04:11 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de