أولاً/ نحي كل أبناء السٌّودان الأحرار الذين خرجوا في شهر ديسمبر 2018م ونما زالوا في الشوارع في نضالهم وثورتهم ضد نظام الاستغلال والاضطهاد والاستلاب والقهر والإرهاب.. تحية واجبة لكل الشرفاء في كل مدن السٌّودان.. الشباب الأصلاء أصحاب الشهامة والكرامة والانتماء الحقيقي للسٌّودان الذين انتفضوا ليدافعوا عن حقوقهم وكرامتهم وأصالتهم ضد عمر البشير وزمرة المؤتمر الوطني وفلول الحركة الإسلامية السٌّودانية التجارية وكل الفاسدين الخائبين الخاسئين السفلة.. ثانياً/ يقال إن السياسة فن الممكن، لكن هذا لا يعني إطلاقاً أنها دون أخلاق.. ومن قيم السياسة عزيزي القارئ -الثبات على المبادئ والعمل بصورة واحدة وخطاب واحد داخل الجدران وخارجه، وعدم التملق والتزلف والوقوف على الأبواب، في انتظار إذن الحاجب وعطايا السلطان! إن ما يلاحظه المتابع البسيط هذه الأيام في ظل حركة الاحتجاجات الشعبية والجماهيرية في المدن والقرى السٌّودانية العازمة على اسقاط النظام، هو وجود ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية الإسفيرية "الوهمية" الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي 24/7 بخربشات قلمية ركيكة يحرّض فيها المحتجين والمتظاهرين على عدم التراجع أمام المطالبة بإسقاط النظام السٌّوداني -ذات النظام الذي طالب هذا العرمان بإجراء "تسوية سياسية" وخوض انتخابات 2020 معه. نعم إن عرمانا هذا عزيزي القارئ، يحسب ذاكرة المنتفضين مخرومة حيث أن الرجل كان قد قال في مقال له شهر أكتوبر من العام 2018م.. (إن كل حرب يجب ان تكون نهاياتها سلام وحروب السودان الحالية افضل طريقة لحلها هي عبر التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل، والبحث عن التسوية السياسية الشاملة والسلام العادل امر لا يستحق الاعتذار لاحد، بل هو قضية استراتيجية من قضايانا، والتحدي الذي واجهنا دائماً هو كيفية تفادي الحلول الجزئية، والانقسام الحالي في الحركة الشعبية في السودان بعض جذوره هي في تمسكنا بالحل الشامل وعدم حصر قضيتنا في المنطقتين، ففي (15) جولة من التفاوض وثلاثة جولات غير رسمية تمسكنا بالحل الشامل). إنه ذات "العرمان"، في زمن العجائب والغرائب، هذا الزمان المتلوّن الحربائي، يقف دون خجل وحياء على أبواب الانتفاضة والثورة السٌّودانية المباركة، وكلماته تتلاحق وتتدافع مدحا وتبجيلا لها، صور تنسخ أخرى تدعي الحب والعشق، تزلف في الطوابير والصفوف، نكران لماضي غير المبدئي وارتماء في أحضان الثورة بكل براءة الذئب أو حماقة الثعلب. طالب بالتسوية السياسية مع السفاح عمر البشير ونظامه، وقال نعم لإنتخابات 2020م، وتذكروا أنه ساند الاسلاميين الذين خرجوا من عباءة المؤتمر الوطني الحاكم -حركة غازي صلاح الدين مثلا، ودافع عنهم في السر والعلن، ولم يرتعش قلمه يوما أمام هول ما قامت به هذه المجموعة الإسلاماوية في جنوب السٌّودان وجبال النوبة من قتل ومجازر فظيعة، وكان بديهيا أن يظهر هؤلاء الإسلاميين من جانبهم على الشاشات التلفزيونية ينفخونه ويصفونه بالمناضل الثوري الشجاع. كما دافع عرمان عن نوع آخر من الإسلاميين وهم مجموعة "السائحون" دفاعا مستميتا، حتى ظننا أن هذا العرمان ربما كان "عميلاً" إسلاميا مزروعا داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، لكنه قال بصفاقته ووقاحته المعهودة، إنها الواقعية، وهي السياسة. ما يقوم به ياسر عرمان تجاه الانتفاضة الشعبية في السٌّودان هو نوع من أنواع المزايدة، ومحاولة ارتداء ملابس الآخرين ـ حتى لو كانت واسعة أو ضيقة لا يهم، المهم اللحاق بالثورة بأي ثمن، والمهم أن يبدو هو ثوريا، بطلا ـ ولو من ورق، فالمزايدة على الثورة والثوار، وعلى كل شيء، هي إذن بالنسبة لعرمان الحل لنجاح الثورة. خوفنا وكل الخوف من هؤلاء الرهط من راكبي موجة الثورة، أن من قال منهم قولين شتما أو مدحا، فقد كذب مرتين والكذب بوابة لعلاقة مهتزة ومشوهة ولا تدوم.. خوفنا وكل الخوف أن من تعلق برقبتك اليوم تزلفا وتملقا، قادر أن يعلق في رقبتك حبلا يجرك منه سحلا إذا دارت عليك الأيام... وفي الزمن الرديء تكثر العاهات.. ثوار الإنتفاضة السٌّودانية حتما سيحترمون ويأخذون بآراء من ظل على مبادئه حتى وهو في أسفل السلم وناله الفشل أو الهزيمة، ولكنهم سيجدون أنفسهم عبوسين لكل من تملق ونسي تاريخه وأخفى بطاقة ولادته وخرج عليهم ذليلا لا يستطيع رفع عينيه إلى السماء فعاش منحني الظهر ويموت منحنيا ولعله يُبعَثُ دون أن يرى السماء. إن أفضل خدمة يقدمها المتنطعين والمدعين وراكبي الموجة والمزيداين من أمثال ياسر عرمان، هي أن يظلوا صامتين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة