الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثالثة عشر بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2019, 01:41 AM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثالثة عشر بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

    00:41 AM January, 04 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الباب الرابع
    الطبيعة البشرية
    الفصل الثاني
    الطبيعة البشرية

    مرجعية الوجود:
    قلنا في كتابنا (الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية): "ما نحب أن نؤكده هنا، هو أن صحة أي مذهبية أو خطأها، ينبنيان على نظرتها المبدئية للوجود، وطبيعته.. وهذا هو المجال الذي يظهر فيه الفرق الشاسع جداً، بين تصور الاسلام، وتصور الحضارة الغربية لكل القضايا الأساسية، خصوصاً، تصور: الوجود، والانسان، والحياة، والفكر، والحرية، والاخلاق، فلا يمكن مناقشة أي قضية من هذه القضايا الأساسية، نقاشاً مجدياً، دون ردها الى أصلها في الوجود، بما يحدد طبيعتها الأصلية، وموقعها من الوجود، والحقيقة التي يقوم عليها هذا الوجود.. ودون هذا المستوى، يكون تحديد المفاهيم، بالنسبة لهذه القضايا، وغيرها، أمراً مبهماً، ولا يقوم على أرض ثابتة، وإنما يخضع للمتغيرات الزمانية المكانية.. مثلاً، لا يمكن الحديث عن الطبيعة الانسانية، دون ردها الى أصل وجودي ثابت، وإذا تحدثنا عنها دون ذلك، نكون قد تحدثنا عن الانسان في حقبة تاريخية معينة، وهذا لا يعطينا المعرفة بما هو ثابت وأصيل في الطبيعة الانسانية، وما هو طاريء، ومتغير، منها.."..
    وجاء في كتابنا (الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية) أيضاً هذا القول: "هنالك اختلاف جذري، بين ان يكون الوجود في جوهره، وجوداً واحداً، والحقيقة فيه واحدة، وبين أن يكون الوجود متعدداً، وليس فيه أي ثابت وجودي، وبالتالي ليس فيه حقيقة واحدة ثابتة.. هذا الاختلاف بين التصورين، هو الاختلاف الأساسي بين الاسلام والحضارة الغربية، وجميع الاختلافات الأخرى تتبع.. فإذا قلنا، انسان أو حياة أو حرية..الخ، ونحن نتحدث من منطلق اسلامي، فإن هذه القضايا، ليس لها نفس المفاهيم التي تعطيها لها الحضارة الغربية.. وليس الاختلاف اختلافاً محدوداً وهيناً، وإنما هو اختلاف جوهري، وواسع جداً"..
    وجاء فيه أيضاً: "عندما نتحدث عن الوجود بين الاسلام والحضارة الغربية، فنحن إنما نتحدث عن إطار التوجيه، في الاسلام والحضارة الغربية وما يقوم عليه من تصور للوجود.. وهذا، يجعل الاختلاف، من حيث الأساس، اختلافاً في اطار التوجيه، في المجالين، وتحديد ما هو أقدر من الآخر، على اعطاء التصور الأصح، والأكمل للوجود.. وإطار التوجيه في الحضارة الغربية، هو العلمانية، وما تقوم عليه من فلسفة، ومن علوم طبيعية، ومن منهج.. واطار التوجيه في الاسلام هو (التوحيد)، وما يقوم عليه من قرآن، ومن منهاج.. والعقل أمر مشترك في المجالين: مجال الاسلام ومجال الحضارة الغربية، ولكن هنالك اختلاف جذري، بالنسبة لتصور العقل، والتعامل معه".
    ومن أجل هذا، كتبنا عن التصور العلمي لأصل الكون، من البق بانق، وتطوره حتى ظهور الإنسان العاقل.. وبذلك نكون قد كتبنا عن أصل الإنسان وطبيعته.. فأصل الإنسان وطبيعته، لا يمكن أن ينفصلا عن أصل الوجود وطبيعته، بل لا بد ان يقوما بصورة أساسية عليهما.
    ولا بد من أن نبدأ من السؤال: هل توجد طبيعة إنسانية واحدة، لكل البشر؟؟ وما الذي يجعل هنالك طبيعة واحدة؟؟ حتى هذا السؤال، المبدئي والأساسي، لا يوجد إتفاق عليه في الفكر الغربي!! يقول إريك فروم: "إنه المفهوم المعروف للعامة، أن البشر كلهم يشتركون معنا بنفس الصفات الأساسية التي تتعلق بعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.. وما من طبيب إلا ويظن أنه قادر على أن يعالج كل إنسان دون اعتبار أو مراعاة لسلالته أو لون بشرته، بنفس الطرق التي يعالج بها إنساناً من بني جنسه.. ولكن الناس كلهم ذو نفسيات واحدة فطروا عليها.. هل ثمة (طبيعة إنسانية) أو شيء من هذا القبيل؟ كيف يكون في مقدور المرء أن يتكلم عن الإنسانية، بمعنى خاص بعلم التشريح ووظائف الأعضاء، لو تباين البشر تبايناً جوهرياً من حيث بنيتهم النفسية والروحية؟ وأنى لنا أن نفهم (الغرض) لو اختلفنا بعضنا عن بعض في الأساس؟ وأنى لنا أن نفهم فن الحضارات الأخرى وأساطيرها ومسرحياتها وفن النحت فيها لو لم تشترك كلها بنفس الطبيعة الإنسانية؟" (7 ص 35)..
    ويقول اريك فروم: "يقوم التصور الكلي عن الإنسانية والمذهب الإنساني، على فكرة طبيعة إنسانية مشتركة"..(7 ص 35).. هذه الرؤية لطبيعة إنسانية واحدة مشتركة، تقوم عليها البوذية، واليهودية، والإسلام، وكل الأديان الكتابية.. يقول فروم: "إن التقليد اليهودي والمسيحي الذي يعتقد بخالق وحاكم أعلى، هو الله، يُعرِّف الإنسان على نحو آخر.. إن رجلاً واحداً وامرأة واحدة هما سلفان للجنس البشري كله، وهذان السلفان، والأجيال القادمة كلها خلقوا (على صورة الله)، فهم كلهم يشتركون مع بعضهم بنفس الصفات والسمات التي تجعلهم بشراً، وتمكنهم من أن يعرفوا بعضهم، ويحبوا بعضهم بعضاً، وإن هذا لهو الشرط لرؤية نبوية لعصر انتظار المنقذ والتوجيه السلمي للبشرية جمعاء" (7 ص 36).
    هذا في جانب الأديان.. أما في جانب العلم الطبيعي، فقد رأينا، أن التصور السائد، هو أن كل البشر قد تطوروا من أصل واحد، الأمر الذي يجعل لهم طبيعة واحدة، مهما اختلفت المظاهر والخصائص الثانوية أو المرحلية عندهم.
    أما في جانب الفلسفة فالأمر أكثر تشعيباً، والخلافات أوسع.. فمنطلقات الفلاسفة ليست واحدة، والنتائج التي يتوصلون إليها ليست واحدة.. ولكن الأمر الغالب، عند معظم الفلاسفة، أنهم يقولون بوجود طبيعة إنسانية واحدة، مشتركة بين جميع البشر.
    يقول فروم، عن الفلاسفة، الذين يؤمنون بالطبيعة البشرية الواحدة: "إن إسبينوزا، أب علم النفس الديناميكي الحديث، هو من بين الفلاسفة الذين سلموا (بنموذج للطبيعة الإنسانية) يمكن إثباته وتحديده، وتنتج عنه قوانين سلوك إنساني وردود أفعال إنسانية.. وكان في وسع المرء أن يفهم الإنسان بعامة، لا إنسان هذه الحضارة أو تلك فحسب، بل أنه استطاع أن يفهم أي كائن آخر في الطبيعة، لأن الإنسان هو نفسه دائماً وأبداً، ولأن القوانين نفسها تنطبق علينا كلنا في كل الأزمان.
    وقد اعتقد فلاسفة القرن الثامن عشر والتاسع عشر (لا سيما غوتة وهيردير) أن الإنسانية المتأصلة في الإنسان، ستقوده إلى مراحل تطور أعلى وأعلى.. وآمنوا أن كل واحد لا يحمل فرديته الخاصة به فحسب، بل إنه يحمل في الوقت نفسه في أعماقه الإنسانية كلها بكل إمكانياتها.. وعلى هذا كانت رسالتهم في الحياة محصورة في تطوير الكل، عن طريق الفردية.. وبصوت الإنسانية أيقنوا أن كل واحد تزود به، ويمكن أن يفهموا كل كائن إنساني" (7 ص37)..
    ورغم أن الفكر المعاصر، غابت عنه فكرة الطبيعة الإنسانية، إلا أن ماركس، من بين الفلاسفة، وفرويد من بين علماء النفس، يقولان بالطبيعة الإنسانية الواحدة.
    عن غياب مفهوم الطبيعة الإنسانية، من الفكر الغربي المعاصر، يقول إريك فروم: "واليوم فقدت اعتبارها فكرة طبيعة إنسانية أو طبع ما للإنسان، إما لأننا أزددنا تشككاً في المفاهيم الميتافيزيقية المجردة مثل (طبيعة إنسانية) وإما أضعنا منا تجربة الإنسانية التي قامت عليها التصورات البوذية واليهودية والمسيحية وأفكار أسبينوزا وعصر التنوير أيضاً.. ويميل علماء النفس والاجتماع في الوقت الحاضر إلى الرأي القائل أن الإنسان ورقة لا يمكن وصفها، وتكتب عليها الحضارة الموجودة في حينها نصوصها. والحق أنهم لا ينكرون تفرد النوع الإنساني، على أنهم حرروا مفهوم الإنسانية من كل المضامين تقريباً، ومن الجوهر كله" (7 ص 37).
    لا بد لكل إنسان، أن يكون له تصور للإنسان كجنس، حتى لو كان هذا التصور غامضاً، ومبهماً، إلا أنه لا بد أن يكون موجوداً، بصورةٍ ما.. كما لا بد للطبيعة الإنسانية أن تكون موجودة بصورةٍ ما، حتى عند من يرفضون وجودها.. ولكن هؤلاء الذين يرفضون، وجود طبيعة بشرية واحدة، عند كل البشر، هم أصحاب دور سلبي في تصور الإنسان، يجعلنا نسقطهم من حسابنا، فهم ليسوا حجة على الحضارة الغربية كلها، في موقفها من تصور الإنسان، ولكنهم قطعاً مؤشر لما وصلت له الحضارة من ربكة، طالت حتى تصور الإنسان نفسه.. ويمكن اعتبار البراغماتيين، نموذجاً لمن يرون عدم وجود طبيعة إنسانية ثابتة، فعندهم "الطبيعة الإنسانية ليست شيئاً ثابتاً جامداً محدداً، وإنما هي رد فعل متطور في الثقافة التي تعيش فيها هذه الطبيعة. وأن الاختلافات التي تميز بين الأفراد مردها إلى اختلافات الأسلوب الثقافي الذي يمارسه هؤلاء الأفراد، فطريقة الفصل والاعتقاد هي التي تحدد شخصية الفرد وتميزه عن غيره، وإن أسلوب الفرد ليظهر عندما تختل حالة التوازن بين الذات النشطة والبيئة الثقافية الحية، حينذاك يسعى الفرد لإعادة التوازن والاستقرار من خلال التأثير في البيئة، وفي هذه العملية تتغير الذات بسلوكه وتتغير البيئة أيضاً بسلوكه" (6 ص 130).. والبراغماتية تنكر ثنائية الجسم الروح عند الإنسان، وترى: "أن الإنسان هو نتاج التطور مثله مثل كل كائنات الوجود، وذلك بدون الرجوع لقوى فوق طبيعية، أو بدون تفسير ميتافزيقي غيبي" (6 ص 130).























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de