* كل البلد دارفور! يا الله * تا الله لا أجد عبارات تصفك يا شعبي.. * معلم! لا تكفيك. * رائع! لا توفيك حقك.. * جسور! الجسارة دي فتوها غادي. * إنك شعب السودان وكفى. * بعد أن يئس الكثيرون من تحركك في وجه هذا الطغيان غير المسبوق.. * وظن البعض بشبابك سوءاً بالغاً وقالوا فيهم ما قالو.. * وصفوهم بالسكيرين العربيدين.. * وبالشماسة.. * وبالعطالى.. * وتوهم الحكام الكلاب وحسالة مجتمعنا أن توفير المخدرات بكل أنواعها سوف يغيبكم تماماً ليضمنوا حكماً غير محدود السنوات.. * لكن خاب فأل هؤلاء وأُدحضت ظنون أولئك. * فما أن إنتفضتم حتى كان لكم كلاماً مختلفاً. * ثورتنا الحالية تقدم كل يوم دروساً لا تحصى ولا تعد. * ورغم فقدان أرواحاً عزيزة علينا تجعلوننا نحس بفخر نكاد أن نحلق معه في السماء. * فأي شعب هذا الذي يتقدم باتجاه دخان القنابل المسيلة للدموع وكأنه يسير بإتجاه معطر فاخر للجو.. * أي شعب هذا الذي يواجه الرصاص بصدور عارية وتسمع أصوات فتيته وبناته يحمسون بعضهم البعض بالقول " ما تخلوا الجريح" فتأتي أصوات من الجانب الآخر " نخليه كيف!" * كل هذا الحوار والرصاص ينهمر صوبهم من كلاب مسعورة وخدام فكي لا يعرفون معاني الرجولة. * وأي شعب هذا الذي يستمر رجاله ونساؤه في هديرهم الذي ارتجفت له أفئدة من سرقوا البلد.. يستمرون في الهدير وهم يرون قناصاً فوق سطح عمارة مجاورة. * وبدلا من الهرب إذا بهم يرعبونه بهتافهم " قناص وشايفنك" * أما ذلك الهتاف الذكي فقد أبكاني حقيقة. * أعني " العنصري المغرور كل البلد دارفور". * يا لعظمة هؤلاء الثوار. * ويا لذكائهم وحضور بديهتهم. * لقد قدمتم درسا لمن أرادوا الفتنة. * وعززتم ثقة الجميع في مستقبل وطن توهمنا أنه ضاع من بين أيدينا. * لكنكم يا ثوار ديسمبر أعدتم للجميع الثقة المفقودة. * وملأتمونا أملاً في (بكرة). * بكرة سيكون السودان بكم ومعكم أكثر أمناً وأجمل وأحلى. * ولا عزاء للسفلة الذين لو كانوا يملكون ذرة إحساس لأجهشوا ببكاء حارق. * ليس على ملكهم المفقود لا محالة. * بل لفشل مشروعهم الوهمي. * هذا طبعا بإفتراض أنهم حزب سياسي. * فالمخجل لهؤلاء الأقزام أن غالبية المشاركين في هذه الثورة من جيل ولد وترعرع في زمنهم الأغبر هذا. * وبالرغم من ذلك شب هؤلاء اليفع على أخلاق وتقاليد وصفات السودانيين. * لم يأخذوا ولو القليل من صفات الحيوانات التي يتمتع بها من ظلوا يحكمون البلد بالحديد والنار. * يا لها من دروس لمن يفهم ويعتبر. * بعد ما شهدناه في الأيام الماضية تأكد لنا أن حكم الأقزام والسفلة إلى زوال شاءوا أم أبوا. * لن تنفعهم مليشياتهم. * ولن ينقذهم جبروتهم. * وما يملأ النفوس إطمئناناً حول التي ستعقب زوال هذا الحكم الجائر هو الطريقة التي يفكر بها الثوار.
* أدري أن السفلة الذين يحكمون بقوة السلاح لن يفهموا ولن يعتبروا. * لكن الدروس التي يقدمها الثوار يفترض أن تفيد عالمنا الخارجي الكبير. * وليفهم أحرار العالم أن كرامة السودانيين تقتضي أن يحكموا أنفسهم. * لابد أن العالم قد أدرك أن حكم هؤلاء الثوار الأذكياء للسودان سيصب في مصلحة سلم المنطقة والعالم أجمع. * فمن يجعلون من محاولات الفتنة التي سعى لها النظام سلاحاً يرتد عليه لن يجد منهم العالم غير الخير واحترام إنسانية البشر. * وثمة درس آخر قدمه الثوار لأحزابنا السياسية. * فقد بدت الجموع الثائرة وكأنها تقول لعضوية ورؤساء الأحزاب " بعد أن سبقناكم بمسافة نرجو أن تدعموا ثورتنا ولا تحاولوا تكرار الأخطاء الجسيمة التي وقع فبها الحكام الحاليين. " * ولبعض أخوتنا العرب نقول " بعد أن دعمتم اللصوص والطغاة على مدى سنوات طويلة ضد إرادة شعب شقيق لكم ها أنتم ترون النتائج السالبة." * ولعلكم تلمسون وتشعرون الآن بإرادة الشعب السوداني. * وها أنتم تلحظون الكم الهائل لذكاء الثوار. * و مما لا شك فيه أن التعامل مع الأذكياء أفضل من التعاطي مع الأغبياء حتى إن حقق لكم هؤلاء الأغبباء مصالح آنية. * أعود لشعار الثوار الرائع الذكي " العنصري المغرور كل البلد دارفور." * فقد أبكاني هذا الهتاف لسبببن. * الأول هو أنه يملأ النفس ثقة في مستقبل البلد. * والثاني هو أن لدارفور وأهلها مكانة خاصة في نفسي. * فبحكم عمل خالي رحمه الله عليه وإبن خالتي في التجارة بمدينتي نيالا والجنينة كنت أتجول بين مختلف مدن دارفور. * لم أجد في دارفور الوادعة حتى العام ٩٠ سوى صفاء الذهن والطمأنينة والأمان. * وقد لمست في أهل هذا الجزء العزيز من الوطن طيبة لا تحدها حدود. * كان ذلك قبل أن يهجم عليهم الغول الذي تأذت منه كل مناطق ومدن وقرى بلدنا. * من شدة طيبة أهل دارفور كنا حين نسالم أحدهم ويبدأ في مطايبتك والسؤال عن صحتك وعافيتك تظن أنه لن ينتهي أبداً. * لذلك ظلت تؤلمنا الحروب وحملات القتل الممنهج التي طالتهم في زمن الأوغاد. * لكن نحمد الله أن دولة الظلم قد قاربت نهايتها ليعود الوئام والسلام بين كافة أهل الوطن الواحد وهو ما بشر به الثوار منذ بدء ثورتهم وما إنعكس في تصرفاتهم وشعاراتهم الذكية . * بعد أن أنهيت كتابة هذا المقال طالعت كلاماً مسئولاً للأستاذ ياسر عرمان حول ضرورة أن تظل الثورة سلمية وبعيدة كل البعد عن السلاح. * أدعو الجميع لقراءة ما سطره عرمان بصفحته على الفيس بوك اليوم. * كما أدعو جميع سياسيي البلد أن يحذو حذوه في دعم الثورة بهذا الشكل الواعي، حتى نضمن لبلدنا مستقبلاً مشرقاً تحت قيادة الثوار الرائعين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة