|
|
 Re: دراسة مهداة لشباب إنتفاضة ديسمبر العظيمة: (Re: جعفر كرار احمد)
|
” أن النضال المدني السلمي يمكن أن يسقط هذا النظام البائس. ويتناول هذا الجزء من الكتاب نظرية الأضراب السياسي العام والعصيان المدني السودانية ، كيف إبتكرتها القوى الحية لشعبنا ؟ كيفية الإعداد ومواصلة الإنتفاضة ؟ “
1. أجزم أن كاتب المقتطف أعلاه الوارد في كتابه المزعوم لا يعرف شيئا عن نظرية الإضراب السياسى، بل الامر والادهى الذى يبدو من محتوى المقال أنه لا يعرف انه لا يعرف. وفى المقال ركاكة تجعل الكاتب يصف النظام ب "البائس" والذين ابتكروا الإضراب بالقوى "الحية"، وهي مفردات يمكن لأي شخص إطلاقها في أي جدال خلافاً للمفاهيم العلمية. لكن لا يمكن الحديث عن نظرية الإضراب السياسي بشكل مطلق، فالإضراب تتم معالجته في إطار التكتيك والإستراتيجية ويهتم بمسائل مثل التوقيت والنتائج المتوقعة. وكذلك الاستعداد لما يمكن عمله في حالة حدوث الأضراب عفويا كما حدث في أكتوبر 1964 ويحدث الآن.
2. التحليل (السياسى) الطويل لظروف السودان بعد إنقلاب عبود وحتى إنتفاضة أكتوبر 1964، الذى أورد فيه الكاتب بعض الحقائق، لكنه يغرق في إستعراض مسائل تنظيمية وتختفى عن التحليل محاولة وضع الإضراب في إطار مفاهيمى وأي إشارة لمآل الأحوال في تلك الفترة والدروس التي يمكن التعلم منها، هذا وكأن الإضراب السياسي في تلك الفترة قاد البلاد لذرى المجد.....
3. هناك كنز من الكتب والمقالات الماركسية (كلاسيكية وحديثة) في نظرية الإضراب السياسي والاقتصادي فيها الكثير المفيد امبريقيا في حالة الظروف المشابهة ونظريا بشكل عام. الإضراب مدرسة تعلم العمال والكادحين الآخرين حقيقة جلاديهم ومستغليهم ....تعلمهم لماذا يلجؤون للإضراب بين الفينة والأخرى ......تعلمهم أن الإضراب لا يعدو أن يكون أداة واحدة من عدة أدوات في سبيل إحراز سلطتهم التي تضمن إنعتاقهم من اسار الاستغلال.
وفى مقتطف آخر يكتب كاتبنا مدعى التنظير للإضراب:” ففى مديرية النيل الازرق مثلاً دعي يوسف عبدالمجيد أحد القياديين المعروفين في صفوف الحركة الشيوعية السودانية للدخول فى معركة الاضراب السياسى العام بالرغم من أن الظروف الثورية فى البلاد لم تكن ناضجة ولم تصل الازمة الثورية الى نقطة الانفجار ......... وقد عالج الحزب الشيوعى هذا التيار ذو التقديرات اليسارية الخاطئة بحزم بتجميد نشاط كل الذين خرجو عن خط الحزب بل وفصلهم فى كثير من الاحيان من عضوية الحزيرة.“
مرة أخرى أجزم أن الكاتب الذي أعتمد على النقل في إيراد ما كتبه لا يعرف شيئا عن المناضل الشيوعى يوسف عبد المجيد ودوره الرائد في إثراء العمل وسط مزراعى وأجراء الأرياف بل في إغناء العمل الماركسى في السودان. لو اطلع الكاتب وتقصى سيرة يوسف وبدأ أكثر جدية وعقل منفتح لوصل لنتاثج مختلفه. ويجد القارئ تلخيصا لمساهمة يوسف عبد المجيد في مقالين لكاتب هذا التعليق:” حول الإضراب السياسي العام“ و” أجراء الريف في السودان- قضية التغيير وأصفاد المفاهيم اللاتاريخية“.
في ذروة الاحداث الحالية نعتفد أن التوجيه الصحيح لشباب إنتفاضة ديسمبر، (غير ابتذال دور وسيلة الإضراب الذي أورده الكاتب)، الذين يواجهون ببسالة نادرة رصاص سلطة الإنقاذ، سلطة الإسلاميين، هو أن يحموا أنفسهم ويتمتعوا باليقظة فأعداء الشعب داخل السلطة وخارجها ما زالت لهم اليد الطولى في الصراع المستعر منذ فجر الحركة الوطنية بينهم وبين العمال والمزراعين ونضالهم الوطنى الديمقراطى. ما زال واردا أن يعزز االكمبرادور المهين سياسيا بإطلاق يد الإسلاميين وعساكرهم لممارسة المزيد من القهر، او الإنحناء الموقت للعاصفة، بالتغيير الجذري في هيكل الحكم.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست