لم يقرأ الإسلاميون الغابعون على السلطة في السـودان منذ عشرات السنين التاريخ السوداني جيداً وأعماهم المولى عز وجل عن حقيقة ( معدن ) الشعب السوداني منذ ما قبل الإستقلال وإلي يومنا هذا ، بل الأدهى والأمر لم يعوا الدرس جيداً ذلك عندما إذاقهم ( الجلاد ) جعفر نميري الهوان والظلم بحرمانهم الحرية وإبداء الرأي وأبدلهم بيوتهم سجوناً ومع ذلك فقد غرهم الشيطان وقاموا بإنقلابهم في ( 30/6/1989م) وأماتوا صفات المواطن السوداني التي عرف بها منذ سالف الأزمان وأولها حب الحرية ، الكرم ، الصدق ، ونجدة المظلوم ... أماتوه ميتة ( خبيثة ّ) مدروسة حتى لا تقوم عليه قائمة أو هكذا ظنوا فقد شنقوا الديمقراطية والمشاركة في الحكم ، قتلوا وشردوا وسجنوا كل من له رأي مخالفاً لرأيهم ولو كان صحيحاً ... أماتوا الاحزاب الـسودانية التـي كانـت قائمة إماته ( ممنهجة ّ) افسدوا الشعب السوداني فساداً تاماً فنزعوا عنه الصفات الكريمة التي ذكرناها ... صارت خزينة الدولة هي خزينتهم ( لتمكين !) الظلمة والخونة من صفوفهم ! نزعوا حرية الرأي والرأي الآخر والكتابة عن الظلم والهوان والرأي الصادق الحر الذي ينادي بمجرد ( إنصاف ! ) المجتمع السوداني ومساواته وعودة المياه إلي مجاريها حتى عادة الصحف ( الموالية لهم ! ) غراطيس نتنة قلنا ( حبيبي !) القارئ أن الإسلاميين نسوا كل شئ ونعود إلي ذلك بعد التذكير بنضال الشعب السوداني من أجل الحرية حتى نال إستقلاله ومعاناته عندما ( نطَّ !) العسكر مراراً على السلطة ومحوا صفاته الجميلة . قبيل الإستقلال في السودان قام ونشأ مؤتمر الخريجيين الذي له القدح المُعلى في طرد المستعمر الإنجليزي ونيل الإستقلال ثم ما قامت به الأحزاب السودانية وعلى رأسها حزب الأمة والحزب الإتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي السوداني وأحزاب جنوب السودان ، من نضال يفوق الوصف حتى تم جلاء المستعمر في الاول من يناير من عام 1956م كل ذلك من أجل بناء بلداً آمن وقوي وحر ومتطور ومن أجل بناء ( سوداناً !) للسودانيين . قامت إنتخابات حرة ونزيهة في السودان وقامت أول حكومة ديمقراطية حرة في بلدنا الحبيب وتطلع المواطن السوداني إلي غدٍ واعد بإنماء والتطور وهو في ذلك الحلم الجميل ، حتى ( نطَّ !) العسكر على السلطة بزعامة الفريق إبراهيم عبود ( وشَتت !) الاحزاب ومحا النظام الديمقراطي في الســودان وظلَّ الحال كذلك حتى تم جلاء العسكر عن السلطة في ( 21 إكتوبر 1964م ) ومرة أُخرى قامت إنتخابات نزيهة وجاءت حكومة من ( صُلب !) المجتمع السوداني ومن ( ثاني !) عادة المياه إلي مجاريها ... لم يستمر ذلك الزمن الجميل في السودان طويلاً فقد قام العسكريون بإنقلاب ( 25 مايو 1969م ) بزعامة المشير جعفر نميري ومرة أُخرى تعود ( التعاسة!) إلي المواطن السوداني حتى أكرمه المولى عز وجل بالمنعة والصلابة وقام بطرد ( الجلاد !) في إبريل من عام 1984م ومرة أُخرى تجري إنتخابات حرة ونزيهة في ( جو !) ديمقراطي خالص وقامت حكومة وطنية . إلا أن السودانيين لم ينعموا بحريتهم كثيراً فقد قام العسكر مرة أُخرى بإنقلاب ( 30 يونيو 1989م ) . واليوم يرتفع الدولار الامريكي ودون عقلانية ومنطق يرتفع رغيف الخبز فالدقيق ليس مستورد حتى ( حصلّت ! ) الرغيفة ثلاثة جنيهات تامات في عطبرة وبورتسودان فقامت المظاهرات القوية التي تطالب بعودة سعر الرغيفة إلي سالف عهدها وحتى يسد المواطن ( التعبان ! ) منذ عشرون سنة ونيف رمقه ... هكذا نقول أن حكام السودان لم يقرأوا تاريخ السودان جيداً ولم ينتبهوا إلي أن لكل بداية نهاية ، فنرجوا تحكيم الحكمة و المنطق وعودة المياه إلي مجاريها . هذا وأن آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ولا عدون إلا على الظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حامـد ديدان محمـد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست