بعد أن ظنّ اللصوص أنهم كسروا إرادته وأعادوا صياغته وتدجينه وإرهابه، ها هو المارد ينتفض من اغلال الزيف والخداع والكذب، ها هو المارد ينتفض، ليثبت أنّ شعبنا العظيم قد يصبر على حيل الطغاة الصغار، لكنه لا ينسى ولا يهمل حقوقه وحريته، أنّ شعبنا يمد حبال الصبر للطغاة لتصبح حبال صبره، حبالا تشنق أحلام الطغاة وأوهامهم بالاستئثار بالتسلط على وطننا وشعبنا الأبي الكريم الى أبد الدهر. ثلاثة عقود من الكذب والقتل والسرقة، ثلاثة عقود يحاولون ايهام الناس فيها، أنهم وحدهم من يمتلكون الحقيقة، أنهم من يمثّلون قيم العناية الإلهية، والناس كلهم، يعرفون أنهم لا يمتلكون شيئا سوى الكذب والخداع والاستبداد، وأنهم لا يمثّلون سوى شيطان نفوسهم الحاقدة المريضة. وانّ الدين مجرد واجهة يختبئون خلفها فقط للاستئثار بكل شيء والتسلط على الناس واذلالهم. الرعب من المصير المحتوم دفع شيخ المتآمرين للظهور بعد قترة بيات تآمري، ليعلن ان شجرة زقّوم المؤتمر الوطني راسخة، وكالعادة ألقى بالمسئولية على جهات خارجية تحاول اقتلاع الشجرة. وما دري هذا المتآمر أنّ جذور شجرته في الهواء، وأنها لم تضرب أبدا في تربة وطننا الطاهرة العصية على جذور البغي والطغيان. يلقي بالمسئولية على جهات خارجية لأن خطابه لا يعترف أصلا بالمواطن أو حقوقه في الحرية والكرامة والعدالة، فالمواطن في نظره مجرد فرد في مجتمع جاهلي لا يستحق سوى القتل ان حاول الوقوف أمام وهم عربة (المشروع الحضاري) نفس أفكار الدواعش التي تجرّد كل مخالف للرأي من حق الحياة. نفس الخطاب المبتذل القديم، خطاب لا يعكس سوى الهلع من لحظة الحساب التي تقترب، حساب لن يستثني أحدا شارك في الجرائم الرهيبة التي ارتكبت في حق شعبنا طوال ثلاثة عقود. سيقف علي عثمان محمد طه ورفاقه لمواجهة عدالة وقصاص شعبنا على الجرائم التي ارتكبت في حق شعبنا من التخطيط للانقلاب على النظام الديمقراطي مرورا بشن الحرب على جنوبنا وإجباره على خيار الانفصال، للجرائم التي ارتكبت في دارفور وجبل النوبة والنيل الأزرق، للجرائم التي ارتكبت في حق العُزل في بورتسوادن وكجبار والخرطوم، لجرائم التعذيب والقتل في المعتقلات، لجرائم القتل بحق الطلاب في كل انحاء بلادنا، لنهب ثروات بلادنا ورهنها للأجانب، لتدمير المشروعات، للتجويع والقتل والإرهاب وغيرها من جرائم السجل الحافل للنظام الانقاذي. المارد ينتفض ولا عزاء للقتلة، لا عزاء للطغاة.
العنوان
الكاتب
Date
شعبنا يريد الحياة فلابد أن يستجيب القدر بقلم أحمد الملك
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة