السُّلْطَةُ ولغَةُ الاسْتِبْدادِ بِوَعي الشّعُوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2018, 03:13 AM

علي تولي
<aعلي تولي
تاريخ التسجيل: 06-01-2018
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السُّلْطَةُ ولغَةُ الاسْتِبْدادِ بِوَعي الشّعُوب

    02:13 AM December, 12 2018

    سودانيز اون لاين
    علي تولي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر

    السلطة ولغة الاستبداد بوعي الشعوب
    علي أحمد تولي
    [email protected]
    تستخدم اللغةُ من أجلِ التأثير على الرأي العام لما لها من الصبغةِ الإيحائيةِ في التأثير على شعور الإنسان واستدراج عوامل التغيير في الوعي على أشكال انصرافية عن المألوفِ والسائدِ تتمُّ بصورةٍ بطيئة؛ لا على النحو المباشر. وليس من باب التواضع العفوي بل القسري في كثير من الأحيان وتجاه العديد من ثوابت القيم ومختلف المستجدات وإكساب الكثير من المواقف والأحداث طابعاً تأثيرياً بإحاكة وتوجيه الخطاب السياسي وبثه في العديد من المنابر بل والقنوات حديثاً باستغلاله في ما يخدم مصلحة السلطة الحاكمة. والإنسان بطبعه خاضع لعوامل نفسية معقدة من الفرح والحزن والمألوف والشأذ، من الستر والفضيحة؛ والعار وكثافة الإحساس بالذنب نجد كل هذه العوامل تسير مستصحبة الوعي المجتمعي مع بداية الإدراك الأولي وعوامل النهي والأمر في التربية والتنشئة عند الأحداث الصغار، ويتدرَّجُ المرءُ عبر مراحل عمره المختلفة في ذلك باعتباره مجبولاً على احتياجه الدائم إلى المشورة والنصيحة والتوصيات، وأوامر سلطة أولي الأمر، عمدة البلد، الشرطة، رئيس اللجنة، مدير المدرسة، المدرس، والوزير، والرئيس وهلم جرا…، تخلتف الرسالة اللغوية في التواصل بين الطرفين، بين كل هذه العينات. والتأثير بواسطة اللغة عبر التاريخ لم يكن تأثيراً في الإدراك بحسب؛ بل في الشعور، لأن الإدراك عامل مشترك بين الإنسان والحيوانات المختلفة، - ويختلف عند الإنسان بالعامل الفسيولوجي في التفسيرات العقلية، للمحسوسات، واشتراك اللغة في التفكير- لأنك إن أردت أن تلقي بألفاظ على محزون مثلاً فإنك تتخير له كلمات عميقة الإيحاء لتخفيف وطأة الحزن، مع العلم أنها لم تطفئ الحزن مباشرة ولكنها تبقى في الذات تستدرجه رويداً رويداً؛ فهي تتراوح بين مصاب وآخر بمدى درجة الحزن المعتورة للمحزون، كما أن هناك تأثيراً شعورياً بلغةٍ مُلتَهِبَةٍ كالخطاب الحماسي لمواجهة الأعداء مثلاً؛ يسري التأثير هنا عبر هذه اللغة بإيحائها في الشعور العام واستدرار أنماط النعرات وخلق عالم من الاستعداء والتثوير تستجيش به النفوس حد الغليان، ليأخذ بتلابيب الإثارة الحقيقية وهنا يختلف الحال في سرعة سريان الإيحاء ليكون أكثر سرياناً عن نهنهة الحزن عن النفس، وقد برع السفسطائيون في استعمال اللغة كأداة فاعلة للتأثير في الرأي العام باستثمار معرفتهم بأسرار اللغة بوضع آليات واستراتيجيات لترويج آرائهم، فكان السفسطائي جورجياس الذي قام بتأسيسِ منظومةٍ فلسفيَّةٍ كاملةٍ حول "الرَّأي واللُوغوس الكلاميّ" في التأثير على الرأي العام والكسب الجماهيري في الانقياد والولاء فتولَّد عن هذا مصطلح (فن قيادة النفوس) وهذا ما يُعرف لدى المؤسسات العسكرية حديثاً بـ(التوجيه المعنوي)، وأصبحت له دراسات خاصة في شحذ النفوس وسط المؤسسات العسكرية ويتبعها عوامل مصاحبة في اتخاذ وسائل تأثيرية تستهدف الأعداء مثل الحرب النفسية. أما عن الحكومة السودانية الحاكمة الآن؛ اتَّخذت مَسرحَها المُوسَّع في استهدافِ كسبِ الولاءِ الشعبي وتأييده بوجود عوامل التضخيم في مخاطبة الوعي المتمثلة في الدين وفي الانتماء القبلي؛ فكانت السفسطائية عالية الإيحاء في التلاعب اللغوي ومداعبات وجدان المجتمع من خلال الدين، فكان لاتخاذها أقرب الطرق في التأثير على الوعي والرأي العام هو انتقاء اللغة الملتهبة والحماسية المتضمنة للآيات القرآنية والأحاديث وإقحامها بكل أشكال التواصل اللغوي المعهودة من خلال فن الخطابة المصحوبة بالتأثير العاطفي والديني في الذَّودِ عن بَيضةِ الدين، وعن العِرض وحماية الحمى والثغور، وعن الكرامة والعزة ووعد الأعداء بالويل والثبور، وإذكاء الشعور القبلي، وكلها عوامل محفزة ومثيرة تتم من خلال الإيحاءات اللغوية ذات التنغيم العالي والألفاظ المجلجلة الرنَّانة التي يضغط فيها الخُطباءُ على النَّبِر العَالي، واستخدام براعتهم في إلقاء الأشعار المُعينةِ على الدَّفع الإيحائِي لتتدفَّقَ شلالاتُ الشعور العام، فتغلِي النفوسُ بما يسرى داخلها من الجيشانِ سريان النار في الهشيم، بما يُترجِم هذه الحالات على أرض الواقعِ في ميادين الوَغَى بإزهاق الآدميَّةِ وإنقاصِها، بتغييبِ الوَعي الذاتي المُسْتقِل، وإحلال غَمامات الشعور المغيبة لكثير من ومضات الوعي الحقيقي أما الوعي لطبيعة الأشياء والتعايش مع على طبيعتها وواقعها، ليضحا كل شيء أمام أعين الجماهير من الأعداء، وهذا بالذات ما تعانيه كثير من الشعوب المُتكلِّسةِ في البدائيَّةِ والمُرتدَّةِ على نحو وشيك إلى البدائية والعُهود الظلاميَّة، في أن يَكونَ الصِّراعُ من أجل البقاءِ - من خلال السلاح وبمعزل عن الفكر- هو السائدُ في الوَعي بالحياةِ حولَ الآدميّ، بعد أن تمَّ تذويبُ المعاني الساميَةِ للتعَامُلِ الكريم والتَّحلِّي بالأخلاق المُثلَى وبالفضيلةِ، ولتغيِيبِ الوَعي انعكاساتٌ كثيرة سلبيَّة في الحياة العامَّة والخاصَّة والعلاقات بين شرائحِ المجتمع وبين البيئة وعموم الموجودات، خاصة في ما نراه في حياة كثيرٍ من الشعوب بقتل الحيوانات البرية غير الأليفة، والقوارض، وهوام الأرض، باعتبارها أعداء أزلية، ترتبط بذهنية الحكي عن الغيبيات في القصص والسير الشعبية، مثل الغول والشياطين مما يكثر الحديث عنه ولم يره إنسان، فتضحى الحياة البرية أثراً بعد عين، ممَّا لا يكمن أن نقيمَ له أرضيَّةً من الجَدَل الواقعيّ والمَنطق والصُّور المعقولة، وفي المقابل فإنَّ ما يَتمُّ بثُّهُ من الألفاظِ التي يتمّ بناءُ المضامين عليها؛ لها في إيحاءاتها الشعورية طغيانٌ كبيرٌ على جعلِ الجماهير أكثرَ تسليماً وانقياداً لما يتم رسمه من صور مرسومة أمامهم دون أن يكون هناك مجال للنقد، بل وحتى أنَّ ما تمَّ تجسِيدُهُ من الصُّور والمعاني الذهنية في هذه الإيحاءاتِ لا يدعَ مجالًا لقبولِ إقامَةِ الجَدَلِ، بل العكس أيضاً حيث يتمّ إغلاقُ الأبوابِ أمامَ الاستيضاحات والتكهنات المغرية بالتفكير النقدي، والحضور العقلي المنفي بطغيان الاستثارة العاطفية المضادة لذرة المنطوق في التفكير النقدي يتم بثها من نوافذ الإيحاءات الشعورية، والدافع لكل هذا هو المعرفة الحقيقية بمستوى تفكير الجماهير ومُخيّلاتِهم ومَزاجِهم النفسي، ورغباتِهم، وأجِدُ سَنداً لما أسهبتُ فيهِ عندَ "جوستاف لوبون" في (كتابه سيكولوجية ) الجماهير حيث يَصفُ هذه الجماهير بأنها: (سريعة التأثر والتصديق لأيِّ شيء). أي أنه يعني أن الصورة الذهنية المثارة لدى الجماهير تُعتبر واقعية، ولا تمكن مُحاجَّتُها بالحجَج العقليَّة. ويتم هذا بمعرفةٍ أكيدةٍ لمخيّلةِ الجماهير؛ كيف لها أن تتأثرَ بالصُّورِ وتُستلبَ بما يَحتشِدُ من الصورِ المرسلة عبرَ اللغةِ في ألفاظ تُجسِّدُ الإيحاءاتِ تجعلها بالغة التأثير في الجماهير فتَنجذب بما تمَّ تَضْخِيمُهُ من قوة سحرية فيها. والجماهير تنتفي وعيها المُستقِل فتُصبِحَ على التَّوِّ مُستثارَةً عصبياً، بما لديها من استعدادٍ للخضوعِ للاستبدادِ اللَّفظي وسلطةِ النُّصوص، وسلطةِ الحاكمين فتتحقَّقُ فيها التبعيَّة والتسليم والانقياد بكل معاني الإذعان بدون وعي لكافة أشكال السلطة القوية القبضة، وأمام سلطة اللغة القوية المنتقاة.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de