عزفت الحكومة المصرية على اوتارها الحانا جميلة لتداعب بها مشاعر الشعب السودانى ..وتحلق به فى الفضاء وسط غيوم من الفرح..وصدحت بانغامها ابان افتتاحها لميناء (ارقين)..فى اقصى شمال البلاد..حيث اعلنت فى حفل بهيج بهذه المناسبة التى الغت فيها معبر (اشكيت) بان هذا الميناء الجديد له العديد من الفوائد (الاقتصادية)و(الاجتماعية)و(التنموية) فى كل من القطريين الشقيقين فى جنوب وشمال الوادى..فلقى هذا الاعلان الخادع والكاذب طريقه لبعض العقول الساذجة !! الحكومة السودانية كعادتها فى مثل هذه الحالات بدات ترقص وتتمايل طربا من فرط (الفرح)و(السرور) دون ان تدرك بانها سوف لا تحصد من هذه البوابة الجديدة اى نوع من انواع الغنائم ..وان كل تلك الغنائم سيعود ريعها لمحفظة الحكومة المصرية..ذلك لان قرية (ارقين )..التى اختارتها بدلا من قرية (اشكيت) تقبع فى الضفة الغربية من نهر النيل..وبالتالى لها فوائد كبيرة فى اضفاء نوع من التنمية والازدهارفى بعض الحقول الاقتصادية والاجتماعية من الناحية الجنوبية للقطر المصرى وفى منطقة (توشكى)..من خلال حركة دائبة ومستمرة للشاحنات وغيرها من وسائل المواصلات الاخرى فى منطقة جدباء عاشت سنين عمرها بعيدة عن الضوضاء وفى سكون دائم لاتسمع فيها اصوات البشر الالماما وفى اوقات نادرة!! هذا الاختيار المجحف لموقع الميناء من قبل السلطات المصرية بعد الغاء معبر (اشكيت)كانت تعد من النكايات التى اصابت قلوب (الحلفاويين) بقدر كبير من الحزن لانهافى الحقيقة تعتبر (ظلما) كبيرا و(حيفا) اكبر..خصوصا وان حكومتنا انفقت (البلايين)من الجنيهات لانشاء هذا المعبر فى قرية (اشكيت)..بينما صرف ابناء المنطقة اموالا طائلة فى ميادين التنمية الاقتصادية التي تمثلت فى انشاء العديد من المشروعات الاستثمارية مثل المطاعم والمقاهى والفنادق وغيرها والتى توقفت اعمالها بعد ايقاف العمل فى المعبر!! الحكومة المصرية جنت العديد من الفوائد حينما نجحت مساعيها فى اغلاق معبر اشكيت..وتكون البوابة او الميناء البرى فى ارقين..حيث انها وبهذه (الخطة) الجهنمية فتحت لنفسها ابواب الاستفادة فى ترويج منتوجاتها لبعض دول القارة الافريقية بل جل هذه الدول من خلال مشروع (القاهرة)..(كيب تاون)..حيث ان موقع ارقين بحكم وقوعها فى الجانب الغربى من النيل له اهمية قصوى فى ربط تكتل افريقى من البحر الابيض المتوسط وحتى المحيط الهادى..ولو لم تك منطقة ارقين ذات اهمية كبرى لها من الناحية الجغرافية..فان الحكومة المصرية لم تكلف نفسها فى انشاء مدينة كاملة بالميناء تبلغ مساحتها (الف) متر مربع..وتضم (22)الف قطعة سكنية ..وصرفت حيالها (39) مليونا من الجنيهات!! لقد انتهز المفاوض المصرى فى هذا الصدد مدى ضحالة ذهنية المفاوض السودانى الذى لايدرك حتى القليل جدا من طبيعة تلك المنطقة التى تزدهر حياتها من الجانب الشرقى..بينما الجهة الغربية تكاد تخلو فيها نبض الحياة..الامر الذى تثير الدهشة فى اختيار منطقة صحراوية وقاحلة لتكون البوابة او النافذة التى تطل على الجانبين..فكانت لجمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبى موقف عظيم حينما نشبت اظافرها حيال هذا الحيف الكبير..حيث اصدرت الجمعية بيانا صارخا استنكرت فيه هذا الاسلوب القمئ.. ورفضت اية محاولات تدعو الى تجريد المنطقة من معالمها الفريدة وخصوصياتها التاريخية والجغرافية..مؤكدة ان معبر (اشكيت) بمثابة الدماء التى تجرى فى شرايين المنطقة.. وطالبت الجمعية بايجاد حركة نيلية سياحية بين حلفا وابو سنبل..وياليت كل الجمعيات النوبية ان تبدى مثل هذ الموقف العظيم..ويكون للنادى النوبى ايضا مواقف00
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة