(مرت بيوم 24 نوفمبر الجاري الذكرى التاسعة عشر بعد المائة لمقتل خليفة مهدى الله عبد الله في أم دبيكرات. وهذه كلمة في ذكرى هذه القامة السودانية الوطنية الفرعاء. وأكرر دعوة لي منذ أكثر من عقدين ليتضافر أهل الخبرة في التصوير الديجتالي لاستنهاض الرجل من هذه الرقدة الوخيمة الطويلة على أرض أم دبيكرات. لقد أراد بها المستعمرون أن تكون وصمة لنا وتحذيراً لمن تسول نفسه له معارضتهم. ولن تقوم للوطنية بيننا قائمة طالما ظلت صورة الخليفة فينا هي ما أراد لها الغزاة من مهانة. وقال من وصفه أنه امتلك وجهاً صبيحاً نبيهاً) روى بابكر بدري في آخر صفحات الجزء الأول من مذكراته عن عودة الخليفة عبد الله من معركة كرري. فقد حدثه رجل لا يعرفه وزعم أنه من جماعة السيد المكي قال إن الخليفة حاضر بمنزل السيد المكي. وكان يتكلم مسفر الوجه لم تظهر عليه علامة بأس أو خوف حتى جاءه من أخبره أن أخاه الأمير يعقوب استشهد. فأطرق ملياً وجرى عرقه ولم يتكلم بعدها. وسمع بابكر بدري بقية الراوية من الشيخ محمد عمر البنا الذي كان في المجلس. وزاد: "لما قرب منهم العدو قال السيد المكي يا خليفة المهدي ما دمت حياً الدين منصور فلنتحيز من العدو لئلا يتمكنوا من أسرنا وفينا خليفة المهدي. قال الشيخ محمد عمر البنا لما سمعت كلام السيد المكي ونظرت الخليفة لم ينكره أمسكت الخليفة من عضده الذي لا يُلمس لغيره وأنهضته، فتبعني وخطونا خطوات بأرجلنا. ثم لحقنا أحد بحمار أركبنا عليه خليفة المهدي. ثم جاء صاحب حصان أركبنا عليه السيد المكي". وقال بابكر بدري إن جزع لخليفة على موت أخيه ذكره بما يحكى عن لقمان الحكيم. فعاد لقمان من غيبة إلى بلده فلقيه أحد مواطنيه بظاهرها. سأله لقمان: -ما فعل أبي؟ -مات. -زال همي. ما فعلت أختي؟ -ماتت. -سترت عورتي. ما فعلت زوجتي؟ -ماتت. -جُدد فراشي. ما فعل ابني؟ -مات. -خلقته من ظهري. ما فعلت ابنتي؟ -ماتت. -هذا خير أصهاري. ما فعل أخي؟ -مات. -الآن انقصم ظهري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة