*تجئ ذكرى ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر1964م والسودان أكثر حاجة لإستلهام دروسها بتجنب السالب منها والبناء على الإيجابي في سعينا للإنتقال عملياً من هيمنة الحز الغالب إلى رحاب الديمقراطية والسلام المجتمعي. *هذه ليست دعوة لإستنساخ الماضي الذي لن يعود، لكن الواقع المأساوي الذي سببته سياسات الحزب الغالب بمختلف مسمياته وتكويناته يستوجب إعادة النظر بصورة جذرية في تجربة الحكم الماثلة. *أثبتت تجربة الحكم القائمة فشلها في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل في كل ربوع السودان ومازلت تتعثر في معالجة الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي سببتها سياساتها في كل حقبها. *ليس المجال مجال بكاء على أطلال الماضي والتغني بأمجاد "الزمن الجميل" ولا مجال تخذيل وتيئيس لإيماننا بخيرات السودان الظاهرة والباطنة وقدرات إنسانه الذي لم يجد الفرصة الحقيقية لإختبارها. *لسنا في حاجة إلى تأكيد فشل الإتفاقات الثنائية والجزئية التي قامت على نهج الترضيات الفوقية على إقتسام السلطة والثروة دون تغيير يذكر في السياسات والبرامج. *على العكس من ذلك فقد فاقمت هذه الإتفاقات الثنائية والجزئية في أزمة الحكم الذي ترهل في المركز والولايات على حساب المواطنين الذي باتوا يدفعون ثمن كلفة هذا الحكم المترهل بشرياً ومادياً وأمنياً. *ثبت أيضاً عدم جدوى نهج "الصدمة" في حل الازمة الإقتصادية التي تفاقمت بسبب الحلول الظاهرية التي لم تصمد طويلاً أمام التجربة العملية وإزدادت معاناة المواطنين التي لم يعد يتحملها كاهل المواطنين. *إن التعديلات التي تجري في القوانين هلى هوى الحزب الغالب لمصلحة تمكينه أكثر في الحكم تحت مظلة قوانين تستهدف حمايته عبر المزيد الإجراءات الإستثنائية التي تحاول قهر الاخرين وإسكات صوتهم والتضييق على حرية النشر والتعبيربما يتنافى مع أبجديات حقوق الإنسان في وطنه. *مرة اخرى لابد من التأكيد على أن السودان أحوج ما يكون لإستلهام دروس الشعب العبقرية التي حققت المعجزات التأريخية منذ الثورة المهدية وحتى إنتفاضة إبريل 1985م، و التعويل أكثر على عبقرية الشعب السوداني القادرة على إحداث التغيير المنشود وإنجاز الإتفاق القومي السوداني الذي يهئ المناخ السياسي للإنتقال ديمقراطياً من هيمنة الحزب الغالب إلى رحاب الديمقراطية والحكم الراشد والسلام والعدالة في كل ربوع السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة