عن رسول الله – صلى الله عليه و آله و سلم - أنه قال : ( مَنْ بات ولم يهتم بأمور المسلمين أصبح و ليس منهم ) حقيقةً يعتصر القلب ألماً، و حزناً، و تبكي العيون بدل الدموع دماً على ما تتعرض له ملايين العوائل المضطهدة، ملايين العوائل المشردة في الصحاري، و البراري، و بلاد الغربة ! فلا يوجد مَنْ يهتم لهم، ولا يوجد مَنْ يمدُّ يد العون، و المساعدة لهم، و يخفف من هول المصائب التي تتفاقم عليهم يوماً بعد يوم، فلا من ناصر لهم، ولا معين، فالعراق بلد الخيرات، و الثروات الطائلة، وفي شتى المجالات إلا أن تلك المليارات الهائلة لا تُسخر في دعم النازحين، الأموال تُهدر هنا، و هناك، وعلى أتفه الأشياء، و أحقرها بينما تلك الشريحة المحرومة من أبسط حقوقها، و امتيازاتها تُكوى بنار الفقر، و العوز، و الحرمان، وعلى مرأى، و مسمع من أصحاب القرار في هذا البلد الغني بكل شيء، وهذا مما يؤسف له، مليارات تذهب سُدا، و النازحين بأمس الحاجة إليها لتكون لهم بمثابة العون، و المدد لمواجهة شتى الأزمات الاقتصادية التي تعصف بهم، و تُزيد من محن معاناتهم التي لا تقف عند حدود معينة، فيا ترى هل النازحين لا ينتمون لهذا البلد الجريح فلا حقوق لهم فيه ؟ هل النازحين غرباء، ولا امتيازات لهم في بلدهم المهضوم ؟ جملة استفهامات تضع علية القوم بشتى عناوينهم الاجتماعية أمام حقيقة واحدة لماذا هذا الجفاء للنازحين، وعدم إنصافهم، و سلب حقوقهم التي أقرتها الدساتير السماوية، و الإنسانية، و الدولية، و حفظت لهم حق العيش الكريم في أية بقعة من بقاع وطنهم الأول، و الأخير ؟ فإن كانت العقول لا تفهم، و الآذان لا تسمع عند وجهاء الأمة لما يعاني منه النازحون من مآسي، و معاناة فمتى تنتهي تلك المعاناة يا ترى ؟ متى تتغير الأحوال، و تعود الابتسامة، و الأفراح على مُحيا الأطفال النازحين ؟ متى يشعر النازح بالعزة، و الكرامة حينما يرى نفسه وسط الديار التي اشتاقت كثيراً لأصواتهم فغدت تبكي عليهم ليل نهار ؟ إنا لله و إنا إليه راجعون، فنحن لا نملك سوى القلم، و الورقة، فرغم بساطتهما إلا انهما حقاً مما يخفف من معاناة شريحة النازحين، و هذه البساطة لا تقف حاجزاً من مد يد العون بتذكير القائمين على إدارة البلاد بضرورة وقوفهم إلى جانب النازحين، و تقديم الدعم اللوجستي لهم من مال، و غذاء، و مواد، و مستلزمات طبية، و خدمات مختلفة، و بالمجان ليكونوا مصداقاً للراعي، و المسؤول الإنساني، وهو يقدم ما يخفف من معاناة، و مآسي أبناء جلدته الذين هم أمانة في عنقه، ولعلنا نجد تلك الحقيقة شاخصة فيما قدمته مكاتب المحقق الصرخي لأهلهم النازحين من قوافل المساعدات الغذائية، و الملبس، و المواد الطبية، ومن دون مقابل، فضلاً عن الدعوات المتكررة التي وجهها المحقق الأستاذ إلى الرأي العام، و الاممي، و أهل الخير، و المعروف لنجدة النازحين، ومنها ما جاء بالمحاضرة (28) ضمن سلسلة بحوث التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي فقال : (( مئات، الالاف، و ملايين الناس في الصحاري في البراري، و تمر عليهم الأيام، و الأسابيع، و الأشهر، و الفصول، و السنين، و لا يوجد مَنْ يهتم لهؤلاء المساكين ؟! و لهؤلاء الأبرياء ؟! الكل يبحث عن قدره ! لا يوجد مَنْ فيه الحد الأدنى من الإنسانية، الحد الأدنى من الأخلاق، لا يوجد نقاوة، لا يوجد صفاء، لا يوجد إنسانية، لا يوجد أخلاق، لا يوجد عدالة، كله لوث، كله شائبة ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة