منتدى الساحة الخضراء الثقافي الذي يشرف عليه الدكتور نصرالدين شلقامي الناشط المجتمعي والثقافي المعروف ، ويستضيفه ويرعاه الأستاذ محمد آدم عربي مدير عام الساحة ، ألقى الضوء في فعالية الجمعة الماضية 14 سبتمبر 2108 م على موضوع إستراتيجي وهام تحت عنوان (صناعة الكسرة والدقيق المخلوط) ، وذلك إنطلاقاً من الفكرة الأساسية المتعلِّقة بترشيد إستهلاك القمح في السودان ، إستهدافاً لتوفير ما يستنزفه من عملات حُره يمكن توجيهها لقطاعات أخلاى أكثر أهميةً وإلحاحاً ، وللحقيقة قد تبادر إلى ذهني سؤال مهم فحواه (لماذا نبحث عن البدائل ونخوض في الأفكار والتجارب لإنتاج خبز مخلوط من القمح و الذرة بنسب علمية ، إن كنا قادرين على التجاوب مع أهواءنا الإستهلاكية المُنحازة نحو القمح خصوصاً وأن السودان وبحسب دراسات وآراء المختصين قطر زراعي من الدرجة الأولى من حيث الموجودات الطبيعية .. لماذا لا نزرع القمح بكميات كبيرة تستوعب حاجاتنا الإستهلاكية وليمتد طموحنا لنصدره لبلدان أخرى؟) ، وأجابني مشكوراً سعادة الدكتور شلقامي على هذا السؤال بقوله أن القمح يعتبر من أكثر المحاصيل إحتياجاً للترتيبات المتخصصة والرعاية الزراعية الدقيقة ، فضلاً عن كون إنتاجهُ في السودان يرتبط بموسم الشتاء ومستوى درجة البرودة فيه وكذلك إمتداد فترته الزمنيه المُتغيَّره عاماً بعد عام ، إضافةً للتكلفة العالية التي تتطلبها إدارة عمليات زراعة القمح تقنياً وإدارياً ، كل ذلك جعل من مجهودات مركز أبحاث الأغذية في مجال إيجاد بدائل لصناعة الخبز عن طريق خلط الذرة والقمح تثمر عن طموحات ونجاحات كبيرة ، على المستوى البحثي وعلى مستوى الواقع المحدود للتجارب التي تمت ، والمعيار المعتمد كان دائماً عدم تأثير الخلط على المضمون الغذائي لرغيف الخبز وفي نفس الوقت الإحتفاظ بالمواصفات الشكلية للخبز كما إعتاد عليها المستهلك السوداني ، مركز أبحاث الأغذية كان تابعاً لوزارة التعليم العالي ، وقد كان تحت إدارتها منارةً يُشار لها بالبنان في مجال البحث الغذائي , وكان أيضاً من أهم الحواضن التي شجعت الإختراعات والأبحاث المتعلقة بصناعة البدائل للخبز المصنع من القمح ، ومن أهم تلك الإختراعات ماكينة صناعة (الكسرة) التي تم تطويرها على مدى أعوام إلى أن باتت الآن جزءاً من بنية المشروعات الإستثمارية الصغرى رغم الصعوبات والعقبات التي تناوشتها من حين إلى آخر ، ثم بعد ذلك أتبع المركز لوزارة الزراعة ، وعلى ما يبدو فقد طالهُ الإهمال المادي والمعنوي ، فضلاً عن ضعف مستوى الإيمان بأهميته الإستراتيجية في خلق مناخ ثقافي إستهلاكي غذائي يتناسب مع موجوداتنا وإمكانياتنا الطبيعية والإقتصادية أو ما يُعرف بمبدأ (إستثمار الفرص المُتاحة) ، فما قام به المركز من أبحاث كان يتوجب التعامل معها عبر أفكار إستراتيجية تنتمي إلى قائمة دعم الموارد العامة وترشيد الإستيراد وتقليل التكلفة ودعم المنتج المحلي وكبح جماح خروج العملات الصعبة من البلاد ، ولكن كعادة من يتولون أمر الحل والعقد في قضايانا الإستراتيجية في تجاهل الأساسيات المهمة ، والتكالب على الفرعيات والشكليات التي هي في أغلب الأحيان عبارة عن حلول مؤقته ، تضيع مجهودات مثل هذه المراكز بين براثن الروتين الحكومي وضعف الإمكانيات وعدم إتساع أفق القيادات لإستيعاب الأبعاد الإستراتيجية لأبحاثها ومشاريعها ، مركز أبحاث الأغذية صرحٌ وطني وقومي هام وإستراتيجي يمكن أن تلعب مشاريعه المطروحة دوراً مهماً في بناء الإقتصاد الوطني ، فضلاً عن توجيه الثقافة الإستهلاكية الغذائية في إتجاهات تدفع بمستوى الصحة المجتمعية وتدعم تشجيع المنتجين على التوسع في زراعة المحاصيل التي تتناسب مع بيئتنا الزراعية وأهمها محصول الذرة خصوصاً تلك الأنواع التي يمكن مواءمتها مع القمح لصناعة خبز سوداني بأسعار مناسبة ومحتوى غذائي جيِّد ، ويكفي خزينة الدولة إدخار ثلث ما تنفقه من عملات صعبة على إستيراد القمح ، يا وزير الزراعة إن كان هناك تخطيط زراعي إستراتيجي في الآفاق ، عليك بالإلتفات (سريعاً) للمشاريع الجاهزة والمدروسة التي يقدمها مركز أبحاث الأغذية .
09-17-2018, 08:03 PM
عليش الريدة عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
وأجابني مشكوراً سعادة الدكتور شلقامي على هذا السؤال بقوله أن القمح يعتبر من أكثر المحاصيل إحتياجاً للترتيبات المتخصصة والرعاية الزراعية الدقيقة ، فضلاً عن كون إنتاجهُ في السودان يرتبط بموسم الشتاء ومستوى درجة البرودة فيه وكذلك إمتداد فترته الزمنيه المُتغيَّره عاماً بعد عام ، إضافةً للتكلفة العالية التي تتطلبها إدارة عمليات زراعة القمح تقنياً وإدارياً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حديث الدكتور غير دقيق..زراعة القمح من أسهل وأرخص وأنجح الزراعة في السودان.. هذا من ناحية حقلية،أما بالنسبة للتصنيع فقد سمعت من قبل ــ ولست متأكدا من الصحة ـــ أن خامة قمحنا ليست مناسبة لصناعة الخبز بشكله الحالي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
عليش الريدة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست