سيّد القرود و سيّد البركاوي نهر النيل تنبيهاً بقلم محمد كمال الدين (أبوكمال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2018, 06:29 AM

محمد كمال الدين
<aمحمد كمال الدين
تاريخ التسجيل: 06-13-2018
مجموع المشاركات: 23

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيّد القرود و سيّد البركاوي نهر النيل تنبيهاً بقلم محمد كمال الدين (أبوكمال)

    06:29 AM August, 18 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد كمال الدين-UK-لندن
    مكتبتى
    رابط مختصر



    هنالك أسطورة صينية من القرن الرابع عشر للمؤلف ليو جي تطرح موضوع الثورة السياسية بطريقة جيدة.
    كان يعيش في ولاية تشو الإقطاعية رجل عجوز، و قد إستطاع هذا الرجل البقاء على قيد الحياة من خلال إحتفاظه بقرود لخدمته، و كان أهالي تشو يسمونه جو غونج أي "سيّد القرود".
    كان هذا الرجل العجوز يجمع القردة كل صباح في ساحة و يأمر أكبرها أن يقودها للجبال لجمع الفاكهة من الأشجار. و كان سيّد القرود يفرض على قردته قاعدة و هي أن يعطيه كل قرد عُشر ما جمع ، و كان يعاقب كل قرد يتخلى عن ذلك بجلده دون رحمة. كانت معاناة القرود عظيمة و رغم ذلك فإنها لم تجرؤ على الشكوى مطلقاً.
    و في يوم من الأيام سأل قرد صغير الآخرين قائلا "هل زرع الرجل الهرم جميع أشجار الفاكهة؟ فأجابوه "لا".
    فقال "ألا نستطيع أن نأخذ الفاكهة دون إذن من العجوز؟ فأجابوه "نعم نستطيع"
    فقال القرد الصغير " لماذا إذاً نعتمد على الرجل العجوز؟ لماذا علينا أن نخدمه؟"
    فهمت القردة جميعها ما كان يرنو إليه القرد الصغير حتى قبل أن تنتهي جملته. و في نفس الليلة و عند ذهاب الرجل الهرم إلى فراش النوم حيث ذهب في سبات عميق قامت القردة بتمزيق قبضان أقفاصها جميعها، كما أنها إستولت على الفاكهة التي كان العجوز قد خزنها و أخذها إلى الغابة. لم تعد القردة إلى الغابة بعد ذلك اليوم أبداً، و في النهاية مات العجوز جوعاً.*
    ****************

    أسطورة سيّد القرود هذه ليست أسطورة فقط. بل هي واقع معاش في عالم اليوم. القرود هي الشعوب المحكومة بالحديد و النار و المذعنة لسطوة القوانين و دهاليز البيروقراطية. و العجوز جو غونج هو النظام الشمولي بما يحتكره من قواً تشريعية و تنفيذية؛ و بكل سياساته الرامية إلى تعظيم منفعته الشخصية من خلال الإستيلاء على ما ليس له و إستغلال عرق الكادحين. أما الفاكهة فهي الثروة الوطنية التي حُقَّ للشعوب تقاسمها بعدل. ذلك العدل الذي يأخذ بعين الإعتبار إحتياجات المواطن الأولوية و الجهد الفردي المبذول في سبيل قطف هذه الفاكهة. فبأي حق يستقطع العجوز جو غونج من القرود جزءاً من الفواكه المجنية؟ و بأي حق يتنعم أهل السلطة بخيرات البلاد التي هي حق لأهلها الكادحين؟
    كانت قرود ولاية تشو ماهرة جداً في قطف الثمار و مدركة لكمية الفاكهة التي تكفي لسد رمقها اليومي. أما خدمات الرجل العجوز فلم تكن لها أدنى دور في رفع الكفاءة الإنتاجية للقرود؛ بل كانت مجرد آلية تعطيل مغلفة في ثوب سلطوي. لكن المثير للسخرية و الدهشة في آن واحد هو أن المجتمعات البشرية لا تختلف عن هذه القرود كثيراً في تعاملها مع الأنظمة الدكتاتورية ؛ فهي أيضاً تدرك سبل التكسب و إستغلال الموارد المحلية. وهي أدرى بحوجاتها الأساسية و الثانوية من أي وسيط منتفع. لكن الفرق يكمن في أن قرود ولاية تشو أفاقت من سباتها و أدركت بأنها واقعة في فخ العبودية الطوعية لإله مزيف. فقررت أن تكفر بهذا الإله و تتركه يموت جوعاً. من ثم عادت للعمل الجماعي تقطف ثمارها من دون جلاد يهين كرامتها و من دون جبّاي يسرق عرقها. أما نحن الآدميون فلازلنا نعبد إلهنا المزيف و نعري ظهورنا له ليجلدنا بسياط الإستغلال كل يوم. إننا لا ندرك قيمة قوانا الجماعية و نحتقر حكمة الجماهير!
    يا سادة، إن جو غونج اليوم هو النظام الشمولي بمؤسساته القهرية و متاهاته الدواوينية و تجاهله لمطالب الشعوب.
    ****
    بالأمس إكتشفنا تجاهل سيّد البركاوي لمطالب أهالي نهر النيل الذين فقدوا إبتسامات صغارهم في عمق المياه. نسأل الله لهؤلاء الأبرياء داراً خيراً من دارنا و لأهليهم صبراً جميلاً. و لكن ربما هذه الأرواح هي شرارة الثورة كما كانت روح القرشي شرارة أكتوبر.
    آن لنا أن نتعلم من قرود تشو بأن جوغونج لابد أن يموت جوعاً. و أن السبيل إلى تحقيق الرفاهية و صون الكرامة هو العمل الجماعي الدؤوب لا الإمتثال إلى السلطة الفوقية.
    الكرامة لأصحاب الأرض و الهلاك لسيّدا القرود و البركاوي معاً !!
    ---
    *القصة منقولة من كتاب جين شارب : من الديكتاتوية إلى الديمقراطية


    و الله أعلم

    محمد كمال الدين (أبوكمال)
    Email : [email protected]
    Facebook: https://www.facebook.com/profile.php؟id=636975138https://www.facebook.com/profile.php؟id=636975138























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de