ميزان المشاعر السلبية و الايجابية – بقلم نوري حمدون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 06:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2018, 09:03 PM

نوري حمدون
<aنوري حمدون
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ميزان المشاعر السلبية و الايجابية – بقلم نوري حمدون

    09:03 PM July, 31 2018

    سودانيز اون لاين
    نوري حمدون-الابيض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الأحد‏، 29‏ يوليو‏، 2018


    = المشاعر أو الأحاسيس السلبية الثلاثة و التي يمكن تسميتها بالاحاسيس المسيطرة (الحزن و الغضب و الخوف) تتبادل الادوار في تشكيل حياة الانسان . و كل احساس يتخذ في كل مرة صورة من عدة صور . فالحزن هو نفسه الاكتئاب , و الغضب هو التوتر , و الخوف هو القلق . المشاعر الثلاثة عبارة عن اعلان يصدره العقل الواعي و العقل اللا واعي مجتمعين يبين موقفهما الحاسم من الاحداث المؤسفة المعينة و من الحياة البائسة عموما . الانفجار الكبير للاحساس المعين يأتي بسبب وقوع حادثة سلبية اكبر من مثيلاتها في حياة الشخص المعين , و لكن دائما ما يقوم الشخص بربط الاحداث السلبية الجديدة مع الاحداث السلبية السابقة المماثلة الامر الذي يمهد للانفجار الكبير و ظهور أحد الاحاسيس الثلاثة المسيطرة . يرتبط كل احساس بواحدة من الفترات الزمنية الثلاثة في حياة الانسان : الماضي و الحاضر و المستقبل . فالماضي هو الذي يولد شعور الحزن و الحاضر هو المولد لشعور الغضب , بينما المستقبل هو المتعلق بالخوف . و رغم اختلاف صور الاحاسيس الثلاثة لكنها في نهاية المطاف تعبير عن امر واحد هو رفض الحياة و الرغبة في انهائها و لاجل هذا سميت هذه الاحاسيس بالاحاسيس المدمرة . و جميعها ايضا يرتبط بالفقدان الذي لا مناص منه .

    = فالحزن يتولد من فقدان شئ عزيز و غالي لدرجة يصعب مواصلة الحياة بدونه . الشخص الحزين يركن الى الهدوء و السكون و عدم الحركة بأن يمتنع عن القيام بالانشطة الحياتية المعتادة لديه او لدي الانسان العادي . انه يفهم بانه قد تعرض لهزيمة لمشروعه في الحياة غالبا دون ان يكون له يد في ذلك حيث ان الفقدان تتسبب فيه دائما قوة جبارة لا قبل للحزين بمجابهتها الامر الذي يعمق في داخله مرارة الهزيمة . ان الحزين في الواقع ينوي ان ينسحب من الحياة و ينهي وجوده الذي اصبح بلا معني في نظره . فحياة الانسان مشروع انتصار بالفطرة .

    = و يتولد الغضب كذلك من فقدان شئ او موقف او حال عزيز و غالي و نادر لدرجة لا يمكن تصور الحياة بدونه . و ينتاب الغاضب نفس احساس الحزين بالهزيمة و لكن هذه المرة بدلا من الانسحاب يقوم الغاضب بالرفض و الثورة و محاولة النيل من كل شئ تسبب في فقده و كل شئ قصد هزيمته . الغاضب ايضا ينوي ان ينسحب من الحياة و لكن بعد ان يمارس الانتقام و يشفي غليله . الغاضب يعود الى وضع الانسان الطبيعي حيث تلون الفردانية كل نسيج حياته وفقا للقانون الطبيعي القائل ان الانسان يولد منفردا و يعيش منفردا و يموت منفردا . فحياة الفرد الاجتماعية هي تمرد على ذلك القانون . و لا شك انه التمرد الجميل الذي يعطى للحياة معناها .

    = و بنفس الطريقة يتولد الخوف من الفقدان و لكنه الفقدان المنتظر حدوثه و لا سبيل لتفاديه أو وقفه او الهروب منه . و مع اقتراب المواجهة يبلغ الخوف ذروته و تتم تعبئة كل القدرات العادية و الخارقة مع اعلان حالة الطوارئ الكبري حتى يتم السماح باستعمال كل شئ للتصدي للمعتدي الراغب في سلب الحياة من الخائف . موقف الخائف هو موقف المتشبث بالحياة في أقوى صوره و هو طريق بلا عودة فاما ان يفضي الى النصر الكامل او الهزيمة التامة . ان أجمل ما في الخوف انه يوقظ كل القدرات الخارقة التي يمتلكها الانسان في داخله و عادة لا يلقي لها بالا .

    = و من هنا يتضح ان الخوف هو أقوى المشاعر و أنبلها لانه يقوي الرغبة في الحياة و يولد القدرة على ابداع وسائل البقاء فيها . و لكن من ناحية اخري الخوف من أخطر المشاعر و هو أكبر من الحزن و الغضب في قوته على تدمير الذات رغم ان الهدف هو المحافظة على الذات و اعمارها . جميع المشاعر السالبة تنطلق من محطة الرغبة في الحياة و لكن الحزن و الغضب يتضمنان فقدان الامل في فعل أي شئ ذي قيمة . فيقوم الحزين بالاستسلام بينما يقوم الغاضب بخوض آخر معارك البقاء اليائسة . و لكن الخائف يرفض الاستسلام و يرفض فكرة المعركة الاخيرة و يقوم باستخدام كل ما يملك من اجل النجاح و البقاء .

    = هذا الثالوث الذي يبدو انه لا مفر من وصفه بالفتاك المرعب في كل احواله هو أحد حقائق الحياة التي لا ينجو منها احد . انه الثالوث الذي يحدد اشكال الحياة التي يصطنعها الناس لانفسهم و بسببها تتفاوت قمم الانجاز عند الناس و تختلف درجات النجاح الذي يحرزونه . و بناء على ذلك فالذي يطلب حياة بلا حزن أو غضب أو خوف اما انه موهوم او مجنون . و لعل النظرة الاولى و المستعجلة للحياة في معية هذا الثالوث تجعل البعض يصل للاستنتاج الذي مفاده ان السعادة في هكذا حياة مجرد وهم نظل نلاحقة سنينا عديدة دون جدوى . و يرون انه من الافضل في دنيا بهذا الشكل ان ينهي الانسان حياته فيها طالما ان اولها ضعف و وسطها رهق و آخرها هلاك . الا ان الامر ليس بهذا السوء .

    = فبالمقابل هناك المشاعر او الاحاسيس الايجابية التي مهمتها الرئيسة الحيلولة دون قيام المشاعر السلبية بالتسبب في ايذاء النفس او تدمير الحياة . فالانسان أيضا يشعر بالفرح و الحب و الامل . عادة يفرح الانسان بما قام به من انجاز و ما حقق من نجاح . و بهذا الفرح ينسى احزانه و آلامه و تتحول اخفاقاته الى قصص كفاح تقوي العزائم . و باستمرار الفرح تتدفق الطاقة الايجابية في جسم الانسان و روحه فيصبح لا يكاد يرى شيئا غير نماذج الصور الجميلة و لا يتذوق شيئا سوى طعم الاشياء الحلوة . و في هذه اللحظة بالذات يشعر الانسان بالحب للاشياء و الناس و الماضي و الحاضر و المستقبل جميعا . ومع الحب تصبح الحياة ليس فقط نعمة لصاحبها و لكن أيضا نعمة لكل من يحبهم و يحبونه و يصير الجميع مشغولين بتجويد الحياة في الزمن الحاضر و ابداع الحياة في الزمن القادم . و هذه هي اللحظة الاخرى التي يشع فيها الامل بنوره الساطع فيجعل السير في دروب المستقبل ممزوجا بالامان و مخلوطا بالمتعة . و اذا اشتد نورالامل و امتد فان الشخص سيرى ليس فقط الايام القادمة في هذه الحياة و لكنه سيتمكن أيضا من رؤية الحياة الأخرى التي هي أروع و أمتع من كل ما رآه أو عاشه من قبل . انها اللحظة التي ينعتق فيها انعتاقا تاما من اسر المشاعر السلبية و تصبح كل افعاله و افكاره تجري في اتساق كامل مع الحياة التي لا يعود يرى فيها شئ غير السعادة . عندئذ يتحول الماضي و الحاضر و المستقبل الى ايقونات لتصنيع الحب و الفرح و الامل , و حينئذ لا يعود هناك أي مجال للمشاعر السلبية مثل الخوف و الحزن و الغضب لتسيطر و تجعل كل من ينجر ورائها يعمل على اتلاف السعادة و تدمير الحياة .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de