حروب مبارك الفاضل..!! 30 زائر 17-07-2018 admin ابتسم الرجل كأنه كان يبحث عن الفرصة.. كان ذلك قبل سنوات حينما استضفت السيد مبارك الفاضل ألمهدي في برنامج تلفزيوني.. اتسعت ابتسامة الرجل وأنا أسأله عن تهمة إفشاء أسرار عن مصنع الشفاء الذي دمره الأمريكان في غارة عسكرية.. الفاضل الذي كان معارضًا وقتها أكد أن موظفًا كبيرًا ومن الموالين للحكومة هو من قام بالمهمة.. وأن الحكومة الأمريكية كافأته على ذلك بإقامة دائمة في أمريكا أو كما قال حفيد المهدي.
أمس عاد مبارك المهدي لاجتهاده القديم ورمى فرعًا من الحزب الحاكم بالتآمر على إيذاء الحكومة عبر التسبب في الأزمة الاقتصادية القاسية والتي مرت بها الحكومة منذ مطلع العام الجاري وما زالت آثارها ماثلة أمام الأبصار.. لكن الآن السيد المهدي يتحدث من مقام نائب رئيس الوزراء .. وبحكم منصبه لديه اطلاع كبير على دفاتر الأزمة وتفاصيل الصراع.. من هنا تكتسب تصريحاته بعدًا إضافيًا باعتبارها أو يفترض أن تكون خالية من الغرض.
لكن قبل وزن البينات علينا أن نستعرض بعضًا من تاريخ السيد الفاضل مع حكومة الإنقاذ.. نفض المبارك يده من ابن عمه الإمام الصادق ودخل في تحالف مع حكومة الإنقاذ.. عبر تلك الصفقة بات مساعدًا للرئيس..استمر الأمر لحين غضبة جعلته خارج القصر الأبيض.. خلال تلك الفترة القصيرة كان مبارك الفاضل على يقين أن هنالك فواصل فولاذية بين التيار العسكري والتيار المدني داخل الحركة الإسلامية.. على هذا اليقين بنى الرجل كثيرًا من التصورات والتي انهارت قبل أن تخرج للعلن.
تصريحات مبارك الفاضل حول الصراع بين الإسلاميين الذي وصل مرحلة الكيد أو الشروع في انقلاب عبر تسخين الملعب تعتبر هجمة مرتدة على مرمى الحكومة.. ومن سوء الحظ أن أول من يتأثر سلبًا هو جمهور المستثمرين الأجانب في وزارة الفاضل نفسه.. رجال الأعمال لديهم حاسة شم عالية في مناخات عدم الاستقرار.. العدو الأول لهم أن تتغير الظروف دون مقدمات أو عبر بيان أول.. لن تحتاج السفارات لنصيحة رعاياها بتوخي الحذر الا بمثل هذه التصريحات غير المسؤولة والصادرة من قيادات في قمة هرم الدولة.
في تقديري أن تصريحات الفاضل تفتقر الدقة..الإسلاميون يدركون جيدًا أنهم في سفينة واحدة إن لم يحسنوا الاصطفاف ستغرق بهم جميعًا.. ولم يثبت حتى الآن أن فريقًا منهم مارس أساليب الضرب تحت الحزام خاصة خلال الأزمة الأخيرة.. منا هنا يبدو أن مبارك الفاضل يحاول الصيد في الماء العكر الناجم من سياسة الحرب على القطط السمان..بل عبر تلك التصريحات يريد أن يتقرب إلى مجموعات معينة أو على الأقل يصنع تحالفات جديدة بناءً على الخارطة المخطوطة بأوهام سياسية.
بصراحة.. واحدة من مشكلات السيد مبارك الفاضل رغم جرأته السياسية أنه يمكن أن يطلق النار على أقدامه.. إن لم يغير وزير الاستثمار من طريقته في إعداد دراسات الجدوى السياسية فحتما سيغادر الحكومة كما غادرها أول مرة.
*نعيد نشر (تراسيم) بسبب أخطاء طباعية لازمت نسخة الأمس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست