** *الثلاثون من يونيو في حياة الامام.. صدفة لا تخلو من التدبير!* قرأءة : *في كثير من الاحيان قد تحصل الصدف لكنها لا تخلو من التدبير، تاريخ الثلاين من يونيو ارتبط بحادثتين في حياة الامام الصادق المهدي في مسيرته السيايسة ، رغم بعض الاشارات التي لاحت قبل التاريخ المحدد والتي لو احكم الامام التعامل معها بشئ من الجدية لجنبته محطتين في تاريخ حياته السياسية وهي من كبريات المواقف السياسية لارتباطها بقضية وطن ، فإنقلاب الانقاذ كان على نظام ديمقراطي يترأسه الامام. إنقلاب الطاولة عليه ليست بالشئ اليسير لانه ظل يدفع فاتورة عدم تعامله بكياسة مع الواقع الى اليوم حينما يذيل إسمه برئيس الوزراء الشرعي من باب التباكي على اللبن المسكوب ولن يجد البكاء بعده، بينما الواقعة الثانية تتمثل في ابعاد القاهر للامام الصادق المهدي ذات رئيس الوزراء الشرعي من اراضيها بعد إقامة ليست بالقصيرة ظل يتحرك فيها بكامل حريته من اجل اجندات وطنية كما ظل يردد.* *العلم بالانقلاب :* عقب الحلقات التي بثتها قناة الجزيرة في برنامجها شاهد على العصر مع الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمه,في ختامها فتح احمد منصور الباب امام المتصلين تعقيباً على إفادات الامام على الراهن المشهود يومها، فبادر الدكتور ادريس عبدالله البنا بالاتصال بقناة الجزيرة ليوضح بعض الحقائق التي يرى أنها لم تكن صحيحه , وأخرى يرى أنه لم يكن هناك داع لها خاصة وأن الذين وردت اسماؤهم في حديث الامام قد توفوا الى رحمة مولاهم، ووصف الامام بقوله (الرجل يشرك في الحكومة اثنين من اولاده ويشتم فيها). وفي سؤال من قناة الجزيرة حول تردد احاديث كثيرة بشأن توافر معلومات الى الامام الصادق المهدي بأن الجبهة الإسلامية كانت تسعى لتدبير انقلاب على حقبته، قال عبد الله البناء انا مشيت ليه بنفسي قبل خمسة ايام من الانقلاب كان ذلك يوم الأحد والإنقلاب تم يوم الجمعة 30يونيو1989 ذهبت له الى مكتبه في مجلس الوزراء وذكّرته بحديث حسين خوجلي الذي قال فيه ان 30 يونيو ليس ببعيد وقلت له هل تعرف أن الجيش يريد أن يستولى على السلطة، فجاء رده (طيب مالو)؟ واردف البناء قلت له انت رضيان؟ ويشير البناء الى انه امتلك معلومات أخبره بها الحرس الخاص ويدعى عزالدين عبدالمحمود وهو ضابط في الشرطة حصل على درجة الدكتوراه ووصل الى رتبة اللواء لكنه أحيل للتقاعد، فضلاً عن ان جهات كثيرة تبرعت للامام بالمعلومات حسب البنا، لكنه اي الامام إستهجن حديثهم وقال لهم (هذا كلام فارغ) حتى (دقت المزيكة) على نسمات فجر الثلاثين من يونيو ليجد الامام ان عرشه اصبح في مهب الريح ومن يومها بدأت رحلة الرجل مع التاريخ ليكون الثلاثين من يونيو كل عام تجدد الانقاذ احتفالها بعيد الثورة بينما تتجدد احزان الامام التي لم تعد تجدي حتى تخلت الانقاذ عن ثورتها وباتت لا تحرك لها ساكناً. *تشابه الليلة وإختلاف الموقف:* بالامس وفي مساء السبت الثلاثين من يونيو منعتْ السلطات المصرية الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة ، من دخول اراضيها ، بحسب بيان للحزب ومصادر بمطار القاهرة. وطالبت السلطات المهدي بمغادرة المطار بعد أن بقي فيه عدة ساعات، قبل ان يتوجه إلى بلد آخر وحسب البيان الممهمور بتوقيع سارة نقد الله الناطق الرسمي لحزب الامة القومي جاء فيه ( الجدير بالذكر ان السلطات المصرية كانت قد طلبت من الحبيب الامام ان لا يشارك في اجتماعات برلين الامر الذي رفضه من حيث المبدأ إتباعاً لما قام عليه حزب الاستقلال والنهج القومي ) في إشارة الى حزب الامة وقالت مصادر مصرية وسودانية إن المهدي توجه إلى لندن فجر الأحد بعد قرار منعه ،ويقيم الصادق المهدي في القاهرة منذ مارس الماضي، وقد سمحت له السلطات المصرية بالسفر والتنقل خلال هذه الفترة حسب ما اورده بيان الحزب والذي اكد ان الامام الصادق المهدي احتجز في المطار لأكثر من 10 ساعات في انتظار ترتيب مغادرته إلى بلد آخر قال البيان ان النظام المصري ارضى قلة فاشلة خصما على حساب رضا الشعب السوداني الذي لن يرحل ولن يزول. *رئيس في الحالتين:* ومن مصادفات التاريخ في حياة الامام الصادق انه كان رئيساً للوزراء في 30 يونيو 89 منتخباً من الشعب السوداني في حكومة الديمقراطية الثالثة ، بينما في 30 يونيو2018م التي تم فيها ابعاده من مصر كان الرجل يترأس قوى نداء السودان، وهو تحالف للمعارضة يضم أحزابا مدنية، وحركات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني، فضلاً عن رئاسته لذات الحزب المنقض عليه في الثلاثين من يونيو 1989م ، قد ظل الامام منذ مارس الماضي الى ليلة منعه يتجول في المحروسة ويلعب التنس في ميادينها. *توظيف المتاح:* بناء على إفادة إدريس عبد الله البنا بان الامام قد توفرت له معلومات كافية من عدة جهات بان الرجل سيتعرض عرشه لهزه محتملة خلال ايام إلا ان الامام لم يعير الامر إهتماماً ووصفه بالكلام الفارغ ، فهل جهل الامام ذات المعلومات التي اتته تسعى على قدمين ومن ذات الدولة التي ظل يقيم فيها لمدة ليست بالقصير يشاركها (سلخ جلد بني جلدتها) الذين إنقض عليهم السيسي ووصفه الامام بالعمل الشرعي،فهل بات على الرجل قرأءة ما بين سطور العلاقات السودانية المصرية في ظل الملفات العالقة بين الدولتين والتطور الامني الذي يجمع بينهما وما إذا كان تهديد مصر وتلويحها له بعدم الذهاب الى برلين سوف تتبعه إجراءت منع من الدخول الى اراضيها او أي اجراءات اخرى قد تعرض الامام الى الى فعل متعسف كما ورد ببيانه، ام ان الامام كان يسعى متحسباً لاي خطوة من هذا القبيل ليستقلها في حراكه السياسي مستفيداً من تراسه للكيان الثوري متشرفاً بعضويته في نادي مدريد. *كبش الفداء:* في الوقت الذي خلت في ساحة الخرطوم من الاهازيج والافراح كعادتها في ليلة الثلاثين من يونيو لاحت بوادر منع الامام من دخول قاهرة المعز فكان وقع الحدث لدي اهل الانقاذ (القديمة ) كيوم عيد ليصبح الامام كبش الفداء في عيد اصبح ذكره في قائمة الحضارات التي سادت ثم بادت وصرح ربيع عبد العاطي القيادي بحزب المؤتمر الوطني قائلاً ان رفض السلطات المصرية دخول الامام الصادق المهدي الى اراضيها عقب عودته من برلين يتسق مع موقف السودان الذي يرفض وضع يده مع من يحملون السلاح ويعملون ضد الدولة ينفذون اجندات خارجية واكد عبد العاطي في تصريحه ل smc ان السودان يرفض الجمع بين العمل السياسي والمسلح مبيناً ان العمل السياسي يقابل سياسياً بينما العمل المسلح يقابل بالمثل مشيداً بموقف مصر الذي اعتبره عبد العاطي ايجابياً إنطلاقاً من العلاقات الاخوية التي تربط البلدين. *الدرس المستفاد:* سيظل تاريخ 30 من يونيو مرتبطاً بذاكرة الانصار وعضوية حزب الامة القومي كأرتباط الكيان بعدد من المواقف التي تؤرخ لها ايام وشهور اخرى مثل ضربة الجزيرة ابا وعودة الامام المهدي المنظر، ويكون الامام في كل كياناته مهما تغيرت الظروف وتبدلت الاحوال هو مطالب بالاستفادة من المتاح حوله من اخبار وتوظيف المعلومات حتى لا يلدغ المؤمن من جحر اكثر من مرتين. صحيفة الوان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عوض فلسطيني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست