:: تكاليف حج هذا العام يُقارب المائة الف جنيه، ولقد تم الاعلان عن التقديم بكل ولايات السودان .. وكما تعلمون فان موسم الحج في بلادنا موسم للعويل العام، وكذلك موسم لتجارة من نسميهم بأمراء الحجاج .. فالأُسر والصحف تبدأ بالعويل على التكاليف التي تتجاوز حد الإستطاعة بحيث صارت ترهق حتى المستطيع..ثم يتواصل العويل على إدارة الحج و الوكالات وجهات غامضة تُضيًع وثائق بعض الحجاج ثم تعيدها لأصحابها بعد موسم الحج، وتكون قد (دورت القروش) .. ثم يشتد العويل على وسائل النقل عندما تكدس الحجاج في الموانئ والمطارات..وهناك يبدأ العويل على متعهد الطعام حين يتقن يتجويع الحجاج .. !!
:: وكذلك يكون العويل الأعلى والأكبر على من نسميهم بأمراء الحجاج، وهم الذين سقف إمارتهم لايتجاوز التجارة و ( خم الريالات) .. نعلم بأن الحج مشقة، وما في ذلك شك .. مشقة في الأراضي المقدسة وفي التجوال والتنقل بين الأمكنة المقدسة.. ولكن مشقة الحاج السوداني تبدأ في السودان ..لم نتعلم من تجاربنا، ولا من تجارب الآخرين.. وعلى سبيل المثال، ماليزيا التي يعشقها ولاة أمرنا، تفوًج سنوياً إلى بيت الله العتيق ما يُقارب عدد حجاج السودان، ولكن بمنتهى الهدوء .. ثم بدقة مداها أن المواطن هناك لايعلم بخبر إختياره لآداء مناسك الحج إلا قبل أسابيع من موعد إقلاع طائرته..!!
:: وقائمة بأسماء أفراد الشعب بطرف السلطات هناك.. كل الأفراد، المستطيع وغير المستطيع .. والسلطات المسؤولة – فعلاً - هي التي تختار من تلك القائمة حجاجها وفق معايير لاتظلم أفراد الشعب، وسواسية هناك الفقير والغني في الإستطاعة.. فالتكافل - عبر صندوق توفير الحج - هو الوسيلة التي تجعل كل فرد بالشعب الماليزي مستطيعاً ينتظر فرصته بصبر جميل .. تفوجهم السلطات زُمراً ثم تعيدهم زُمراً، ويكونوا قد أدوا المناسك بلا إستغلال أو توهان أو ضياع أو جوع أو (كوراك)، أوكما حال الحاج السوداني..!!
:: وليست ماليزيا وحدها، بل كل دول العالم، تبتكر- سنوياً - من الوسائل والنظم الراشدة ما تيسر بها شعيرة الحج لشعبها..فالدول من حولنا تنتهج نظام (التفويج الجماعي)، ثم (العودة الجماعية)، وتخطر حجاجها وأسرهم بموعدي الذهاب والإياب قبل أسابيع .. تمضي دول العام - بعقول أجهزتها و نزاهة سلطاتها - نحو عوالم أضحت تدير كل أمور شعوبها - بما فيها حج حجاجها - بسلاسة ومسؤولية.. ولكن في بلادنا - حيث موطن الفوضى و نهج الأمزجة الشخصية وليست المؤسسية - فان الحاج يسافر بالصدفة ثم يعود بالصدفة.. ويكون قد شتًم هناك ولعن و سب وأفسد شعيرته من وطأة الإهمال والتجويع ..!!
:: ثم الطامة الكبرى هي أن عقول أجهزة الدولة تدير ملف الحج بنهج (السماسرة).. ولذلك، ليس في الأمر عجب أن يصبح موسم الحج في بلادنا (هماً للحاج وغماً لأسرته)..( مثلاً)، لو كانت بالولايات نظم الإدارة التي تواكب وتتقن وتطبق الإدارة الإلكترونية و تمنع التكرار، لما لجأت وزارة الإرشاد لوسيلة الإقتراع لإختيار الحجاج ..(القُرعة) من الوسائل البدائية والمتخلفة في عمل كهذا..مع نهج التكافل - ثم بالرقابة الإلكترونية التي تمنع عدم التكرار - يحج كل راغب، وليس كل مستطيع .. فمن ماليزيا وغيرها،بعد رحلات النقاهة والسياحة وشهر عسل المثنى والثلاث والرباع، فمع الأثاثات والأدوات المنزلية والكهربائية، كان عليكم نقل التجارب الناجحة أيضاً..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة