إننا حقا نعيش في زمن العهر السياسي وعدم الاستحياء والخجل، الزمن الذي تحول فيه الحمقى والجبناء والبلطجية الى واعظين يتحدثون عن الزعامة الرشيدة والتضحية من أجل الشعب، وهم الذين لا يعنيهم أي رؤية وطنية شاملة متكاملة سوى إشباع ذواتهم وتحقيق رغباتهم المريضة. في المفاوضات الجارية هذه الأيام في العاصمة السودانية الخرطوم حول النزاع في دولة جنوب السودان بحضور رئيسها سلفاكير ميارديت ورياك مشار من جانب المعارضة والرئيس الأوغندي يوري موسفيني والسوداني عمر البشير، ثمة ترف يقترب من النفاق، الأخلاقي أولا، والسياسي ثانياً عندما تحدث عمر البشير في الجلسة الإفتتاحية، وقال ان الزعيم الحقيقي يضحي من أجل شعبه، وهو -أي البشير الذي يحصد أرواح السودانيين منذ عام 1989م بمئات الآلاف بأدوات القتل التي يفترض انها مرصودة لقتال العدو الخارجي وليس الشعب. كلام السفاح عمر البشير في الزعامة والقيادة الرشيدة، يظهر دفاعا عن نظام لا جدل في اجرامه ولا في استبداده ولا في تاريخه الدموي ضد شعبه ومواطنيه لثلاثين عاما. وهو أيضا يبدو استهبالا وضحكا، وضمورا للحيوية السياسية، وفي أحسن الأحوال عجز عن التفاعل وفهم حقوق ملايين السودانيين الذين يدفعون فاتورة الدم والدمار، لنظام لا مستقبل له. ثمة ما يزيد على ثلاثة ملايين قتيل منذ مجيء عمر البشير إلى السلطة، وأكثر من عشرة مليون سوداني هجّروا الى خارج بلادهم، ومثلهم نزح داخل بلده بعدما فقد الحد الادنى من الأمان، بكل ما يحيط عمليات التهجير من مآسٍ وكوارث انسانية واجتماعية. رغم ذلك لم يكن عمر البشير زعيما حقيقيا ليضحي من أجل شعبه ويرحل عن السلطة، بل استمر في قتل وجرح مئات الآلاف بالبراميل المتفجرة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور. قال أحد الحكماء في صفات الزعيم الحقيقي: إذا أردت أن تعرف أقدار الزعماء فقارن بين أقوالهم وأفعالهم، وبين ماضيهم وحاضرهم، وفي الصلة بينهم وبين أمتهم. فمن وجدته مسرعاً إلى العمل أكثر من تسرعه في القول، ثابتاً على مبدئه من بداية أمره إلى آخره، محبباً إلى الأمة، متفانياً في مصالحها العامة، فذلك هو الزعيم الذي استحق السمع والطاعة والحب والإجلال. أما عمر البشير الذي يحدثنا عن الزعامة الحقيقية، فهو ليس زعيما حقيقيا، بل شخصا جبانا أفاق على حقيقة أنه أصبح على رأس تابعين، ولا يهمه سوى إشباع ذاته وتحقيق رغباته، ينظر لمواطنيه بعين الريبة والخوف فيتحسس ذوي المبادرة والإنجاز فيقمعهم، وتقلقه الأفكار الجديدة فيسعى لحرمان المواطنين من المعلومات والمعرفة ويغير من المحيطين به باستمرار ليبقي على حالة الغموض والخوف منه. نقول لعمر البشير كفى الشعوب السودانية ثلاثين عاما من جلوسك على كرسي الحكم بالشعوذة والبلطجة.. كفى ازهاق أرواح الملايين من مواطنيك الأبرياء دون سبب.. كفى مبالغات لغوية وذهنية فاضحة.. كفى نزوعك إلى الهروب والتزلف والانزلاق والمراوغة.. كفاك من النفق أو الجحر الذى تحفره للسودانيين.. كفاك ما تبثه من دعايات كاذبة ومقولات تضليل مريبة وإشاعات لتزييف الحقائق.. كفاك إذكاء الخلافات، وإثارة النعرات، وتوسيع دوائر الفساد.. نقول له.. ارحل ارحل وفك اسر السودانيين وهم لا يريدونك.. ارحل ارحل وأنت لستُ بزعيم حتى تتحدث عن الزعماء الحقيقيين..
It shouldn't be a surprise when a psychopathic killer like Houmar Bishkiir Comes out and state an outrageous, hypocritical statement like that Hypocrisy and deception are in their very nature and they thrive on it It's what they live on and exist on, they can not survive without it. It's in their character You can not make a rotten onion a good onion or turn a rotten egg into a good egg If you bite a spoiled egg and found the taste to be revulsive who should be blame , the egg or you You can not expect any thing good from a psychopathic killer
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست