:: ناقوس الخطر يًدق بشأن التوقعات بزيادة سكانية مهولة .. أو هكذا تحدث الخبير في مجال السكان البروفسير حسن موسى - لصحيفة الصيحة - موضحاً أن السودان يشهد تطوراً ديمغرافياً غير مسبوق في تاريخ ..وقدًر الخبير موسى عدد السكان في العام 2018م بـ (43.2 مليون نسمة )،على أن يتواصل هذا النمو ليصل العدد في العام 2035 إلى (62.3 مليون نسمة)، ثم وصولاً في العام 2059 إلى (90.9 مليون نسمة).. ويرى الخبير موسى أن هذا الرقم يستدعي دق ناقوس الخطر ..!!
:: والعكس هو الصحيح، أي حجم التعداد السكاني الحالي - الهزيل - هو ما يستدعي دق ناقوس الخطر، وليس الزيادة في معدل النمو السكاني.. وعلى سبيل المثال، قبل أشهر، متحدثاً لبعض الصحف، ذكر المدير العام للبنك الزراعي صلاح حسن معلومة في غاية الأهمية، لأنها ليست أزمة عابرة ، بل هي إحدى القضايا الإستراتيجية، إذ قال : (مساحة الأرض المروية في البلاد (170 مليون فدان)، ولإستغلال هذه المساحة نحتاج إلى ثلاث أضعاف حجم التعداد السكاني الحالي )..!!
:: هذه القضية ، كما نظام الحكم والتغييرات المناخية، من قضايا البلد الإستراتيجية .. حجم السكان ومساحة القطر مجرد أرقام يتم ذكرها (عند اللزوم)، وليس بغرض الدراسة.. وكان يس الحاج عابدين ، مدير عام الجهاز المركزي للاحصاء ، قد أكد بان نتائج التعداد السكانى الخامس - 2008 - تشير الى ان الحجم لن يتجاوز ( 38 مليون نسمة) عند موعد التعداد السادس (2018).. وعليه ، فان حجم السكان المرتقب أقل من حجم سكان سودان ما قبل إنفصال الجنوب (39.154.490 نسمة) .. !!
:: والقضية هي أن هذا الحجم الهزيل لا يتناسب مع حجم البلد .. نعم ، حتى ولو بلغ حجم السكان (43 مليون نسمة) كما يقدر الخبير موسى، فأن هذا الحجم يؤكد أن بلادنا تعاني من (أزمة سكان).. حجم السكان وعلاقته بالنمو الاقتصادي من القضايا التي لم تشغل أذهان نخبنا الحاكمة منذ الإستقلال .. وفي عهد نميري ، همس البعض بدراسة أشارت أن بلادنا بحاجة إلى (200 مليون نسمة)، لتكون قادرة على إدارة و إستغلال كل الموارد.. فالنمو السكاني ليس خطراً، بل من أهم عوامل التنمية ، لأن زيادة السكان تعني زيادة المعرفة والعلوم و الإنتاج ..!!
:: ولكن ، يبقى السلام والإستقرار من وسائل رفع معدل النمو السكاني .. ودول الغرب لا تفتح منافذ اللوتري واللجوء حبا لشعوب دول العالم الثالث (والأخير طبعاً).. ولكن تلك الدول تفعل ذلك وفقا لدراسات تؤكد حاجتها للسكان، ولأن ضعف النمو السكاني يؤثر سلبا في كل مناحي الحياة .. هم يخططون ويجمعون البشر من كل بقاع الأرض بمعايير العرق و الثقافة و الأعمار لتنمية وتقوية دولهم .. ولكن عقول الساسة في بلادنا لا تتقن غير التخطيط للحرب والفقر والتهجير والنفي، ولذلك كنا ولا زلنا (شوية ناس) في بلد قارة.. !!
:: ومن المخاطر التي لم تنتبه إليها توجسات الخبير موسى هي أن بعض دول الجوار العربي والافريقي تكاد تنفجر سكانياً من حولنا بأرقام تجاوزت المائة مليون نسمة، وبعضها دول (بلا موارد) .. وعليه ، دع عنكم تنمية واستغلال كل موارد البلد بما فيها الأرض المروية ( 170 مليون فدان)، فان التعداد السكاني الحالى والمرتقب لا يكفي حتى لحراسة حدود البلد من أطماع الآخرين، وهذا ما يستدعي دق ناقوس الخطر، ولكن لمن ..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست