· البعض محرومون من التواجد بين أسرهم في ساعات الافطار لأسباب قهرية.. فيلتمسون الافطار و العشاء عند نساء يعرضن العصائد و الملاحات و مختلف أنواع المشروبات الباردة و الساخنة.. في ميدان جاكسون المكتظ بالباعة و المشترين الذين يحيلون ساعات الليالي إلى ساعات نهارية!
· لقد تصدت تلك النساء لرعاية أسرهن بعد أن غاب عنها أربابها من الرجال.. و اتخذن المهنة الوحيدة التي يجيدَّنها: صناعة الأطعمة البلدية و المشروبات المحلية لإعالة أسر في بيوت ( الكرتون) في أطراف المدينة، و ربما أسر أخرى في بيوت الزبالة داخل المدينة..
· و لأن بيع الأطعمة في الأسواق محظور في رمضان.. فإنهن يجهزن بعض الأطعمة و المشروبات قبل الافطار.. و يأتين بها إلى نقاط البيع مع غروب الشمس.. و يواصلن طبخ و صناعة أطعمة و مشروبات أخرى في تلك النقاط..
· لا خوف عليهن من الذئاب البشرية التي تتربص بهن، فالذئاب البشرية مقدور عليها.. لكنهن يظللن في خوف دائم من ( كشات) المحلية..!
· في ليلة الثالث من رمضان، ظهر لهن ( كومر) المحلية من اللا مكان.. و هبط منه رجال مفتولو العضلات و عيونهم تقدح شرراً و شراً مستطيراً.. و تهجموا بغتةً على المعدات و أوسعوها ركلاً و سبَّاً.. و صبوا محتويات الصبارات على النار لإطفائها.. و دلقوا ما تبقى منها على الأرض..
· و صادروا الأواني و ( البنابر) و باقي المعدات.. و مضوا في حال سبيلهم.. و النساء يترجينهم دامعاتٍ، دون جدوى.. فقلوب زبانية المحلية لا تعرف الرحمة حتى في شهر الرحمة..
· لو مررت بتلك المنطقة من ميدان جاكسون بعد مغادرة عتاولة المحلية ليلتَها، لشاهدت خراب بيوتٍ هي أصلاً آيلة للسقوط.. و لأدركت أن أحلامٍاً جد صغيرةٍ قد تم تدميرها في معركة أبطالها رجالٌ يفتقرون إلى الرجولة.. معركة انتهت بدموع النساء، و غضب المارة الذين كانوا شهوداً على الواقعة.. و العصائر تندلق.. و كيمان العصائد على الأرض و ليس هناك من يأكلها..!
· المارة غاضبون.. لكنهم لا يستطيعون سوى توبيخ الزبانية، في غضب..!
· حدثني أحد الإخوة أنه كان يقود سيارته في طريقه إلى البيت، قبل رمضان، حينما شاهد زبانية المحلية يهبطون من ( الكومر) و بفظاظة، يهدرون ( استثمارات) ستات الشاي و ستات الشاي يتجارين، هنا و هناك، بما يحملن من بعض الأواني ( الأغلى).. و أغضبه المنظر غضباً شديداً.. فما كان منه سوى أن يبطئ من سرعة السيارة ليتولى تنبيه ستات الشاي اللواتي تحت أشجار أخرى في طريقه و هو يصرخ:-( أعملوا حسابكم! الكشة جاياكم.. أعملوا حسابكم! الكشة جاياكم..!)
· و من محن المحليات، و هي " محن سودانية" بحق، أنه في اليوم التالي لأي كشة من الكشات، تذهب المتضررات إلى المحلية و يدفعن مبالغ من المال نظير استرداد معداتهن.. و يواصلن المهنة الوحيدة التي يجيدنها.. و تأتي المحلية لتصادر المعدات مرة أخرى و يذهبن و يدفعن مبالغ من المال مرة أخرى.. و هكذا دواليك!
· لماذا لا تقوم المحلية بابتداع حلول تثبت لأولئك النساء حقوقهن في ممارسة مهنتهن الشريفة تلك و تحفظ للمحلية، في نفس الوقت، حقها في رسوم ثابتة تغنيها عن نهب أموال الفقراء بالبلطجة المقننة؟
· يا أيتها المحليات، أما كفتكم الضرائب المباشرة و غير المباشرة الجبايات التي أرهقت كاهل فقراء السودان، و تزيدون عليها بمطاردة فقيرات و الاستيلاء على معداتهن و عدم إعادتها إليهن إلا بعد دفع غرامات هي الأسوأ في الجبايات؟
· لقد أشققتم على أمة محمد.. و الله سوف يشقق عليكم.. و لا شك في ذلك!
العنوان
الكاتب
Date
أعملوا حسابكم! الكشة جاياكم.. الكشة جاياكم..! بقلم عثمان محمد حسن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة