في مقال تحليلي مطول له علي موقع صحيفة العرب الاسبوعية بعنوان Sudan would need a miracle to stay afloat قال الكاتب المصري محمد ابو الفضل ان السودان اصبح يحتاج الي معجزة لكي يبقي علي قيد الحياة حيث يمر السودان بأزمة اقتصادية سيئة للغاية وأزمة سياسية أسوأ منها في ظل تهديدات أمنية مخيفة ومما جعل مشكلة السودان اكثر تعقيدا وخطورة ان المعارضة فقدت مصداقيتها وسط الجماهير. واضاف الكاتب المصري قائلا ان مايجري في السودان ليس بالامر الجديد وقد عاني ذلك البلد من المشكلات فترة طويلة خلال ثلاثة عهود ذهبت اثنين الا ان احد هذه الافات قد خرجت عن نطاق السيطرة في اشارة منه الي نظام الانقاذ والحكومة الحالية وان كانت مقارنة الكاتب تجربة الحكم السودانية الراهنة بتجارب الحكم السابقة ليست دقيقة خاصة علي صعيد النتائج المترتبة علي تجارب الحكم المشار اليها كل علي حدها من زمن الفريق عبود والجنرال نميري والعهد الراهن. واشار الكاتب في مقاله ايضا الي تصريحات وزير الخارجية السوداني المعزول ابراهيم غندور امام البرلمان والتي كشف فيها ان الازمة الاقتصادية قد تجاوزت التاثير علي المواطنيين العاديين ووصلت الي المستويات العليا في اجهزة الدولة وقد اتضح ذلك من خلال رد فعل السلطات السودانية الغاضب والمتعجل واتخاذ قرار اقالة الرجل من منصبة كوزير للخارجية. وقال الكاتب في مقاله المشار اليه ايضا ان الوضع في السودان من الممكن ان ينهار في اي لحظة بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي وصلت نهاياتها بعد فشل كل الخطط والمشاريع الاقتصادية للنظام السوداني والاتفاقيات الخارجية التي ابرمتها الحكومة مع دول وجهات خارجية حيث يسود اعتقاد قوي وسط الشعب السوداني ان اموال القروض الخارجية قد اختلست واختفت. كما اشار الكاتب لماوصفه بتخبط سياسيات الحكومة السودانية الخارجية وعدم وضوح الرؤية والعمل مع الجهة ونقيضها في وقت واحد مثل العلاقة مع السعودية والنظام القطري الذين يمثل كل منهما محور مختلف يخوض معركة بقاء ومصير ضد المحور الاخر ومع ذلك فقد اصبحت مناورات حكومة البشير في هذا الصدد عديمة الجدوي ولن تساعده في الخروج من ازمته الاقتصادية التي باتت تمثل تهديد حقيقي لبقاء النظام. واختتم الكاتب مقاله التحليلي المتشائم عن مجريات الامور في السودان واوضاع الحكم والمعارضة بقولة ان الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة وعندما يضعف احدهما من المؤكد ان يتبعه الاخر وهذا هو الحال في السودان اليوم في البلد الذي بات يحتاج الي معجزة حقيقية تجنبه التفكك والانهيار. يعتبر مقال الكاتب المصري محمد ابو الفضل المشار اليه من المقالات والتحليلات الاخبارية النادرة التي تتناول بالنقد اوضاع السودان في الساحة العربية حيث اصبحت الكثير من الصحف الخليجية الواسعة الانتشار تتجنب علي غير العادة تناول الاوضاع في السودان في ظل مشاركته في الحرب الدائرة في اليمن الي جانب قوات المحور السعودي الخليجي هناك. وينسجم مقال الكاتب المصري محمد ابو الفضل الي حد كبير مع وجهات نظر سودانية وان كانت قليلة لكنها ذهبت نفس الاتجاه وهي تضع النقاط فوق الحروف وتدعو الي مشاريع وتصورات وحلول تتناسب مع التعقيد الذي يحيط بالقضية السودانية ومصير بلد اصبح بين امرين لاثالث لهما. الحكومة السودانية اجرت قبل ساعات قليلة تعديلات علي بنية الحكم في بعض الوزرات دون الاعلان عن اي تفاصيل تتعلق بحالة الازمة الاقتصادية وحالة الشلل المتوقع في كل انشطة الدولة والحياة والخدمات الضرورية اللازمة لاستمرار الحياة قبل ثمانية واربعين ساعة من مطلع شهر رمضان المعظم وسننتظر مع المنتظرين لنري كيف ستسير الامور .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد فضل علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست