منذ الصباح الباكر تم تداول فيديوهات عن وصول الاف من التاتشرات المدججة بالسلاح ، كان اول ظهور لها بالصالحة حيث المدخل الشمالي الغربي ومن ناحية مدني ثم تواترت الاخبار عن وصول المزيد من القوات لتطوق العاصمة. ورغم ان تصرفات الحكومة في الاونة الأخيرة صارت استعراضية لاشاعة الشعور بوجود الدولة ، او لتحقيق ضغوط على دول اخرى كما حدث مع الحدود السودانية الارترية ، الا اننا الآن لا نجد مبررات منطقية لوصول كل هذه القوات لتطويق العاصمة الا ان كانت هناك توقعات بانفلاتات امنية او توجس من عمل عسكري من قبل المليشيات المسلحة المناوئة للنظام والتي ربما تحاول الوصول الى العاصمة لتهديد مصالح النظام في معقله في المركز. لااعتقد ان كل هذه الحشود لقمع تظاهرات جماهيرية بسبب سوء الحالة الاقتصادية ، ليس فقط لأن خروج الشارع الآن غير متصور رغم وجود تنظيمات نضالية شبابية مستقلة جديدة ازداد تشكلها ونشاطها لتحفيز الجماهير على الخروج. وان كنت لا انصح الجماهير بالخروج في هذا الوقت الحرج ، والا فستحدث مجازر بشعة اكبر من تلك التي حدثت في سبتمبر . يبدو لي ان هناك خلايا نائمة مسلحة يخشى منها النظام ، ربما ليست خلايا لمليشيات دارفور ولا النيل الازرق بل مليشيات تابعة تنظيميا لتيار الحركة الاسلامية الذي كشف عن امتعاضه من ازاحته مؤخرا بشكل مكشوف، وقد قيل بأن هناك خلايا تابعة لنافع وأخرى لعلي عثمان ، ولا استبعد ذلك لكن لا شيء مؤكد. على اية حال ما يجب ان نفكر فيه كمواطنين هو التروي الشديد قبل ان نفكر كشعب في الخروج الى الشارع او اتخاذ خطوات غير محسوبة العواقب ، وهذا ليس تخويفا للقوى الشبابية العريضة التي تثور داخلها روح النضال. وانما هو تأجيل لهذه الخطوات الى حين ان تستبين الامور بحيث تمتلك هذه القوى الشبابية معطيات لدعم اتخاذ اي قرار تتخذه . لا نعرف ماذا سيحدث بعد تطويق العاصمة ، ولا نعرف ان كان ذلك بعلم الرئيس ام ان هناك طموحات للفريق حميدتي ، ام ان الامن يخطط لانقلاب قصر. شخصيا لو كنت في مكان حميدتي لما ترددت ابدا في محاصرة القصر والاستيلاء على السلطة ما دمت امتلك قيادة هذه الالاف من القوات المدججة بالسلاح. وفي اضعف الفروض ان يساهم حميدتي في قلب نظام الحكم لصالح ادارته الاعلى. المهم ان كل شيء محتمل.. فعندما يتضعضع السلطان ترتفع طموحات كل من يملك سلطة التأثير على الواقع. واذا حدث وان حدث انفلات امني او حرب مدن فالغالب ان يقف منها الشعب موقف المتفرج بل اتوقع انه حتى قوات الشرطة ستخلع ملابسها الرسمية وتختفي من الشوارع حماية لنفسها باعتبارها محسوبة على النظام. تماما كما حدث ابان سقوط نظام صدام حسين وحسني مبارك وغيرهم... لكن تظل كل هذه مجرد تكهنات ، وان غدا لناظره قريب. لكن في النهاية و كما يقول مثلنا البديع:(الديك يعوعي وحلته في النار).
العنوان
الكاتب
Date
الاف من قوات الدعم السريع تحاصر العاصمة... هل هي اشاعات؟ بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة