ويأبى الرئيس الأمريكي ترمب إلا أن يُثبت للعالم أجمع أنه أبشع وأفظع من حكم أمريكا طوال تاريخها المحتشد بالعار والمخازي والآثام، منذ تفجيرها القنبلة النووية في كلٍّ من هيروشيما ونجازاكي، بل منذ أن أباد الغزاة البيض عشرات الملايين من الهنود الحمر عند احتلال أرضهم.
فقد شنَّت أمريكا يوم الإثنين الماضي غارةً جوية على مدرسة قرآنية للأطفال بمدينة قندوز بأفغانستان أودت بحياة نحو مئة طفل وإصابة خمسين آخرين معظمهم من حفظة القرآن الكريم.
جاءت الغارة خلال احتفال بتخريج دفعة من أولئك الأطفال الحفَظَة الذين تناثرت جثثهم وأشلاؤهم بعد أن مزَّقتهم طائرات أمريكا التي يشكو إليها بعض (مناضلينا) من بني علمان باعتبارها حامية حمى حقوق الإنسان في العالم.
تشتد الحسرة أن العالم الأوروبي (المتحضر) ظل صامتاً ولم ينبس ببنت شفة لكن أكثر ما يؤلم ويفري الكبد أن بعض الدول العربية والإسلامية لم تكتف بالصمت المطبق على ما فعلته أمريكا بأطفال أفغانستان وعلى ما ظلت تمارسه من قهر وتقتيل وتشريد للملايين من أفراد الشعوب المسلمة في العراق وأفغانستان وغيرهما ومن تدمير وتحطيم للمدن والقرى ومن تمكين لإسرائيل من أرض الأقصى فلسطين إنما ظلت ولا تزال تتودد إليها وتنفق عليها مئات المليارات من الدولارات استجداء لعطفها وودها واستدراراً لرضاها في تحد لأمر ربنا سبحانه، رغم كل ما تفعله بنا وتضمره لنا من كيد ورغم قول الله تعالى:(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ربما يلف المرء حزن عظيم أن يعيش في هذا الزمان الأغبر والتعيس الذي لم تنحط أمتنا الإسلامية على امتداد عصور التاريخ كما أنحطّت في أيامه هذه النحسات التي استُبيحت فيها مقدساتنا ودورنا وأموالنا بعد أن انحدرنا إلى القاع.
على أن أكثر ما يُخفف عنا وخز ما نعانيه من قهر، كوننا نعيش الآن في ذيل البشرية هواناً واستخذاء، أن هناك ثلة من المؤمنين في شتى أرجاء العالم لم تنكسِر حين انكسَر الناسُ، ولم تنهزم حين انهزموا أمام إرادة أولئك الأشرار، بل ظلّت مجاهدة رافعة للراية مستمسكة بحبل الله المتين مُستعلية بإيمانها ومتهكّمة من غطرسة أمريكا وطغيانها مستبقية إرادة المقاومة وجذوتها في انتظار صلاح الدين القادم بإذن الله حتى ولو بعد حين.
وتُثبت الأيام أنني كنتُ مُحقاً في رفضي استقبال الرجل الثاني بالسفارة الأمريكية بالخرطوم التي وجّهت لي الدعوة، وكنتُ أتعرّض لضغوط ورجاءات من كُثر ظلوا يلاحقونني بالحجج التي أوشكت أن تُقنعني بجدوى الحوار ولكني أحمد الله أني ظللتُ متردداً بل صامداً أقاوم كل محاولات الرضوخ للجلوس إلى من قيل لي إنهم مجرد موظفين لا
assayha
العنوان
الكاتب
Date
عندما تقصف أمريكا أطفال القرآن !! بقلم الطيب مصطفى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة