أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديمة )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2019, 07:59 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

08-05-2019, 12:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    (7)

    وتقوم قبة المهدي فوق المكان الذي مات فيه ، و يتكون من بناء مربع الزوايا يبلغ طرف منه 8 أمتار و6 أمتار ارتفاعاً . وفي الداخل يوجد الضريح ، ويمكن الدخول إليه بواسطة أحد الأبواب الخمسة للقبة وهي مضاءة باثنتي عشر منوراً ، كل ثلاثة منها بجانب ، وهي كلها فوق قباوي الأبواب ، وقد شيد تربيع الأركان من الحجر الذي أخذ من مبنى الكنيسة الكاثوليكية بالخرطوم. كذلك أحضرت الأبواب من خرائب تلك المدينة ، وقد فتحت النوافذ لتلائم هذه الأبواب في الحجم، ويقوم فوق البناء المربع تدوير القبة ، والذي يقوم على أساس دائري مرتكزاً على حائط المربع ، ويبلغ ارتفاعه نحو متر واحد . أما دائرة التدوير فتبلغ نحو 7 أمتار ارتفاعاً، ويتخذ شكل رأس سكر ، وتأتي في أعلاه حربة ، وقد حلت الحربة محل الهلال الذي كان مثبتاً في رأس المبنى القديم والذي أزيل لأنه اعتبر شعار مصر ، ويأتي التدوير مباشرة فوق قبر المهدي ، وفي كل ركن من الأركان الأر بعة قبة صغيرة ينتهي كل منها بحربة . وقد شيدت القبة كلها بالطين والطوب والجير والرمل ، بعد خلطه وتخميره بالجير والرمل.
    إن وسط القبة كان مخصصاً للمهدي ، بينما كان مقدراً أن يدفن الخلفاء في الأركان الأربعة تحت القبب الصغيرة.
                  

08-09-2019, 03:26 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    (8)

    وبما أننا كنا نفتقر إلى رأس المال ، فإننا لم نكن نملك القدرة لتجارة واسعة . وكان علينا أن نجهد أنفسنا إلى غايتها لكي نكسب دريهمات قليلة نقابل بها متطلباتنا المتواضعة وفي مرات كثيرة قدر لي أن أنام ليلاً دون أن أتناول شيئاً طوال اليوم. وكانت حالتنا في غاية الضنك لأننا بالإضافة إلى الحوجة المادية كنا معرضين لصنوف من الإهانات . وعندما كنت أعمل في السوق في بيع العيش والفول حاول الخليفة إبطال العملة المصرية وإحلال أسلوب التبادل في بلاده على أساس قطع الدمور . إن كل قطعة دمور تبلغ طول زراع الرجل من المرفق حتى طرف الوسطى مضاف إليه عرض ثلاثة أصابع ، وتبلغ قيمتها ربع ريال.
    ولم يكن هناك أحد يريد أن يقبل هذه العملة بالرغم من أن بيت المال كان ملتزماً على قبوله بهذا السعر .وكانت النتيجة أن اشتراها البعض بنصف قيمتها ثم ابتاعوا بها من بيت المال والذي كان يتعامل على أساس ثمنه الرسمي ، غير أنه على أساس ثمنه الرسمي . غير أنه سرعان ما ألغى هذا الإجراء لأنه كان يؤدي إلى الكثير من المنازعات والمشاجرات
    *
                  

09-05-2019, 10:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)


    زفة المولد النبوي في أم درمان 1954
                  

09-14-2019, 01:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    عادات الزواج في أمدرمان 1945: صوفي زينكوفيسكي .. ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
    نشر بتاريخ: 24 حزيران/يونيو 2016
    عادات الزواج في أمدرمان
    Marriage Customs in Omdurman
    Sophie Zenkovsky صوفي زينكوفيسكي
    ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
    مقدمة: هذه ترجمة لشذرات مما جاء في مقال طويل للمبشرة الروسية الأصل والبريطانية الجنسية صوفي زينكوفيسكي، والتي عاشت في أمدرمان في أربعينيات وخمسينات القرن الماضي، نشرته في العدد رقم 26 من مجلة "السودان في رسائل ومدونات"، والصادرة في عام 1945م. وكانت الكاتبة تحرص على التعرف على نساء أمدرمان وعاداتهن وممارساتهن الدينية والاجتماعية وغيرها. وبالإضافة لهذا المقال عن عادات الزواج في أمدرمان، فقد نشرت أيضا بعض المقالات في ذات المجلة عن طقوس الزار والطمبرة وغيرها عند نساء أمدرمان.
    سبق لكروفوت نشر ورقة عن عادات وطقوس الزواج عند الدناقلة والجعليين والمحس والشايقية (بعيني رجل) في العدد الخامس من مجلة "السودان في رسائل ومدونات"، والصادر في عام 1922م. وللبريطانية آنا كلاودلي كتاب عنوانه "نساء أمدرمان" صدر في عام 1983م، كنت قد قدمت له عرضا تجده في هذا الرابط: http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-57820.htm
    ولبروفيسور عبد الله الطيب مقالات باللغة الإنجليزية نشرت في مجلة "السودان في رسائل ومدونات" تناولت العادات السودانية (ومنها عادات الزواج)، وجمعت بعد تعريبها في كتاب بعنوان: " العادات المتغيرة في السودان النهري(النيلي)، ترجمة: محمد عثمان مكي الفحيل، طباعة وتوزيع دار المصورات للنشر، الطبعة الأولى 2012م).
    ومن المفيد دراسة التغيرات التي طرأت على التقاليد والعادات (ومنها عادات الزواج) في مجتمعاتنا الحضرية والريفية عبر السنوات، ربما بسبب الانفتاح على المجتمعات الأخرى في العالم، ونتيجة لتطور الجوانب المادية للحياة، وللتأثير الطاغي لوسائط الإعلام الخارجية، علما بأن أكثر المعايير الثقافية ذات الأثر في المجتمع، وأسرعها للتغير والتآكل بل والاندثار مع مرور السنوات هي الموروثات الاجتماعية.
    المترجم
    ********* **************
    نشأت مدينة أمدرمان على ضفاف نهر النيل ونمت من مجرد معسكر صغير لجنود المهدية الذين كانوا يحاصرون الخرطوم لتغدو مدينة كبيرة يقطنها رجال ونساء العديد من القبائل السودانية. ومع مرور السنوات اكتسب سكان المدينة نظاما موحدا للعادات والتقاليد والطقوس لاحتفالات ولادات الأطفال والختان والزواج والوفاة. ويتناول هذا المقال احتفالات الزواج في أمدرمان بعيني امرأة عاشت في وسط نساء أمدرمان، وشهدت الكثير من تلك الاحتفالات، وأتيح لها أن تناقش الكثير من تفاصيل تلك الاحتفالات مع صديقاتها السودانيات.
    كانت النساء اللواتي عاشت معهم في أمدرمان من قبيلتي الجعليين والمحس. وكانت هنالك بعض الاختلافات بين القبيلتين في طقوس الاحتفالات (تجد تفاصيل هذه الاختلافات في مقال كروفوت المعنون "عادات الزفاف في شمال السودان" والذي نشر في العدد الخامس من مجلة "السودان في رسائل ومدونات"). غير أن تلك العادات تبلورت الآن في شكل عام شبه موحد لا يختلف إلا في قليل من التفاصيل الثانوية. وربما كان مرد ذلك التبلور الموحد للعادات هو "الضغط الاجتماعي" على القادمين الجدد لأمدرمان للقبول بما هو ممارس في المدينة من عادات وتقاليد وطقوس، وإلا استبعدوا من المشاركة في تلك المنظومة المعقدة من عادات وتقاليد الحياة.
    وتزوج الفتيات في السودان في عمر باكر، ويعد عمر 12 عاما سنا مناسبة للزواج. وربما يزوجن وهن في سن ما قبل البلوغ رغم منع الحكومة لمثل ذلك الزواج. وعادة ما يقرر والد الفتاة (أو أحد أخوته إن كان متوفيا) توقيت زواج ابنته، وقد يتولى ذلك "وكيل" الفتاة في حالة عدم وجود الأب أو أحد أخوته. ونادرا جدا ما تعترض الفتاة على تزوجيها بمن يرضاه لها أهلها، إذ أنها عادة ما تكون على علم بـ "زوج المستقبل" منذ طفولتها الباكرة. ولكن في بعض الحال قد يفض ذلك الزواج الموعود إن رفضه ريح الفتاة الأحمر!
    وتتصاهر الأسر المهمة والكبيرة فيما بينها وذلك سعيا نحو الحفاظ على ثروات العائلة من مال وذهب وممتلكات أخرى. ويحدد والد الفتاة (ومعه بعض "الأجاويد") المهر المطلوب للعروس. ويجب على العريس المداومة على الادخار لسنين طويلة كي يتمكن من جمع مبلغ المهر المطلوب. غير أن مهر العروسة قد يكون أقل مما هو معتاد عندما يكون العريس ابن عم العروسة، أو عندما يكون العريس رجلا مهما يرغب في مصاهرته. وقد حدث هذا في حالة بنت إحدى معارفي والتي لم يتعد مهرها 15 جنيه بسبب أن العريس كان ابن عمها. ويتراوح المهر في العادة بين 5 و50 جنيها. ويجب على العريس أن يقدم بالإضافة إلى المهر مالا لعمل طقوس أخرى منها "دق الشلوفة" و"الريحة" و"الحنة" والملابس والعطور لـ "قطع الرحط"، إضافة إلى الحلوى والتمر. ويجب عليه أيضا دفع مبلغ من المال للعروس في "يوم الحنة"، وأن يقدم الهدايا المتنوعة لصويحبات العروس التي كن يرافقنها طوال أيام العرس.
    ويعد الزواج في أمدرمان، على وجه العموم، مكلفا جدا، حتى بعد مساهمة أهل وأصدقاء العريس المالية والعينية (بالسكر والشاي والقهوة وغيرها)، والتي تقدم للعريس يوم الحنة. غير أن تكاليف العرس كبيرة جدا إذ أنها تشمل وجوب ذبح العريس لشاة أو شياه كل يوم لإطعام أهل العروس والضيوف والأصدقاء الكثر، والذين يكونون في حالة طرب وتصفيق وضرب على "الدلوكة" وغناء لا يكاد ينقطع. ويشترى أثاث بيت الزوجية من المبلغ الذي يقدمه العريس. وعادة ما يتكون من سريرين "عنقريبين" بمقابض وقضبان نحاسية، ومراتب (قطنية)، ووسائد طويلة مسطحة و"طشت" نحاسي، وقدر “حلة" مدورة لصنع "الملاح"، وصناديق خشبية صغيرة (حق) لحفظ البهارات (معلوم أن "الحق" لا يستخدم لحفظ البهارات، بل لحفظ العطور الناشفة والبخور. المترجم) وأكواب ماء، وأقداح شاي وللقهوة. وفي بعض الحالات تشتري كنبات / أرائك خشبية لغرفة الجلوس (غرفة الضيوف/ الديوان). وتزين ملايات السرير بتطريز ملون، من صنع العروس نفسها أو أخواتها أو قريباتها.
    وبمجرد دفع المال لأهل العروس، يقبل موكب أهل العريس عليهم بالزغاريد والغناء والتصفيق وهم يحملون على رؤوسهم قِفَاف التمر والحلوى للعروس. وعقب ذلك "تحبس" الفتاة، ولا يسمح لها بالخروج من الحوش. وتقوم والدة العروس (أو والدها إن كانت الأم متوفية) بالطواف على جيرانها وصويحباتها لتطلب منهم المساعدة في التكل (المطبخ)، وإحضار بناتهن ليشهدن ويشاركن في الرقص والغناء.
    ثم يأتي "دق الشلوفة" والذي تقوم به امرأة خبيرة "خفيفة اليد"، ودائما ما يسبب "دق الشلوفة" ألما وتورما في الوجه والشفتين في الأيام الأولى، لذا يتم عمله قبل وقت كاف من "قطع الرحط"، والذي فيه تأتي العروس لترقص أمام العريس والضيوف (وغيرهم) من الرجال والنساء. ويجب على العروس أن تحتمل عملية "دق الشلوفة" دون إظهار أي حركة أو إصدار أي صوت، إذ أن ذلك يعد مجلبة للسخرية لسنوات قادمة، خاصة وهي بين عدد كبير من نساء الأهل والأصدقاء (قدمت الكاتبة وصفا مطولا لدق الشلوفة ملخصه أن الشفة السفلى تمسح بمحلول سخام soot أسود وتشك بإبر مجتمعة بصورة متواصلة لنصف ساعة تقريبا، وفي غضون تلك العملية تتعالى أصوات النساء بالغناء والتصفيق والزغاريد). ويجب على الفتاة بعد هذه العملية أن تحرص على إخفاء شفتها (المتورمة) عن الأعين. أما إذا حدث أن رأتها امرأة وهي على تلك الحالة، فيجب أن تؤخذ للبحر (النهر) وإلا ستظل تعاني من "العين الحارة" أو "الكبسة"، ولن تبرأ شفتها أبدا.
    وتثقب أذنا البنت وهي في نحو العاشرة من العمر، ليس فقط في شحمة الأذن، ولكن على طول حافتيهما الخارجتين في موضعين أو ثلاثة. وتثقب الأنف اليمنى بحجر عقيق ليدخل فيها "زمام" ذهبي.
    وبعد "دق الشلوفة" بعشرة أيام، أي بعد أن ينحسر الورم من الوجه والشفتين، يبدأ طقس "المشاط" والذي تقوم به ماشِطة ماهرة تستخدم عصا خشبية رقيقة وحادة لتقسيم الشعر إلى ضفائر صغيرة متعددة ملتصقة بالرأس بأكمله، ليغدو مثل غطاء محكم الإغلاق. ويزين الشعر فوق تلك الضفائر بالحلي الذهبية. ثم تطول بعد ذلك بالـ "جورسي" وهو ما يزاد على ضفائر الشعر (الأصلية) بخيوط حريرية سوداء أو بشعر معز ليتدلى إلى منطقة الخصر، ويلوح به عند الرقص. وتستغرق عملية المشاطة 3 – 4 أيام، وهي عملية لا تخلو من شد لجذور الشعر مما يسبب صداعا حادا، رغم أنها تتم في وسط احتفالي بهيج يسوده الغناء وضرب "الدلوكة" والرقص.
    ويعد اليوم الذي يكتب فيه عقد النكاح يوما مخصصا للرجال دون غيرهم. وتعطى العروس موافقتها لوكيلها ثم تنسحب. ويقدم بعد العقد بعض المرطبات وربما الطعام للمأذون والضيوف.
    وبعد ذلك يحدد موعد "ليلة الحنة". وفي تلك الليلة تستحم العروس وتتعطر، ويوضع لها "عنقريب" ضخم في وسط الحوش مفروش عليه مرتبة قطنية فوقها سجادة أو ثوب مزركش. ويؤتي بالعروس مغطاة بـ "فركة قرمصيص" بحيث لا ترى شيئا. ولا يسمح لها بالكلام في غضون عمل الحنة. ثم يأتي بعد ذلك العريس مع ثلة من أهله وجيرانه من الجنسين، والنساء يغنين ويضربن "الدلوكة" مع أهل العروسة، ويرقصن رقصة تشبه في حركاتها غزل الحمام (Courting pigeon) وهن حاسرات الرؤوس، وأيديهن تتجه إلى الخلف، وصدورهن للأمام. ويلوح العريس بسوط عنج في يده وسط زغاريد النساء اللواتي يرقصن بضفائرهن الطويلة، ويختمن رقصتهن بهز رؤوسهن يمنة ويسرى، ثم يرمين تلك الضفائر لبرهات (بُرَه) قليلة (على سبيل التكريم والتشريف) على رؤوس الرجال الذين يقفون بجانبهن وهم يحدثون صوتا بفرك أصبعين من أصابعهم. ويفعل العريس مثل ذلك مع عروسه. ثم ينصرف العريس بعد ذلك لبيت أهله لتضع والدته الحنة على يديه وقدميه.
    وفي اليوم الذي يسبق "ليلة الحنة" يسير العريس مع ثلة من أهله وأصحابه وأقربائه من الجنسين في موكب احتفالي إلى بيت العروس. ويؤتي بالعروس للعريس ملتحفة ثوبا يغطي كامل جسدها، فيضع يده على رأسها ويتلو سورة يس. وإن لم يكن يحفظها، فيضع يده على رأس عروسه بينما يقوم أحد الحضور بقراءتها إنابة عنه. ثم ينفح العريس النساء اللواتي قمن بالحنة بعض المال. ومن ثم ينصرف الموكب من حيث أتى. وتسمى هذه العادة "لمس (أو تبن) القصة" (بضم القاف). وقد تمارس هذه العادة بعد فراغ المأذون من عقد الزواج (علمت من خبير بأن هذه العادة لا تزال تمارس عند بعض البديرية في شمال السودان. المترجم).
    ويسمى اليوم التالي للحنة "يوم الدخلة" وهو اليوم الذي يأخذ فيه العريس عروسه لبيته. ولكن لا بد للعريس من أن يأتي للإقامة مع عروسه في بيت أهلها لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أربعين يوما أو تزيد، حتى إن كان سيأخذ عروسه للإقامة الدائمة في بيته أو بيت أهله.
    وفي صباح اليوم الذي يلي "ليلة الدخلة" تقام احتفالات ما يسمى ب "الحضانة ؟ The silent hadana"، وفيه يجلس العريس والعروس متجاورين على سجادة أو مرتبة وهما مغطيان بثوب واحد من بداية الفجر حتى طلوع الشمس، وفي المساء من بعد المغيب حتى ظهور أول نجم. وتكرر تلك العملية كل يوم إلى أن تقدم العروس رسميا إلى عريسها في اليوم السابع. ولا بد من التزام العروسين بالصمت المطبق في غضون دقائقهما وهما تحت ذلك الثوب الذي يغطيهما. وإن لم يتم الالتزام بالصمت، فقد تحيق بالعروس "كبسة" وقد تصاب بالعقم (ولعل "الحضانة" التي أشارت إليها الكاتبة تختلف عن "الحضنة" التي كانت تمارس في بعض مناطق السودان الغربية، كما أفادني أحد الخبراء. المترجم)
    وفي صباح اليوم التالي يبعث أهل العروس بصينية ضخمة عليها طعام مطهي إلى بيت أم العروس. وعلى العريس في اليوم الثالث للعرس أن يهدي النساء من أهل العروس خروفا، وتسمى تلك الهدية "حلة العرس".
    أما اليوم الذي يلي يوم وصول العريس لبيت عروسه فيسمى يوم "قطع الرحط". والرحط هو حزام حول خاصرة العروس تتدلى منه سُيُورٌ من جلد المعز أو القش الملون إلى الركبتين، عدا سير واحد يتدلى إلى ما دونهما. ويبقى الجزء الأعلى من الجسد عاريا تماما. غير بعض النساء كن يرتدين قميصا أو قطعة قماش لتغطية صدورهن. وقد بدأ ارتداء الرحط في التلاشي في كثير من مناطق السودان بعد أن كان هو زي العذارى. وعوضا عن "الرحط" ترتدي المرأة بعد زواجها "القرباب"، والذي تدل مادة قماشه على مدى ثراء (أو فقر) زوجها. ولكن ما من عرس في أمدرمان يكاد يخلو من طقس “قطع الرحط"، والذي يحضره من شاء دون اعتبار للخصوصية (توسعت الكاتبة بعد ذلك في وصف ما يجري في "قطع الرحط" باعتباره بؤرة (pivot) حفلات العرس، وذلك في نحو أربع صفحات. المترجم).
    وبعد ثلاثة أيام من "قطع الرحط" يقام احتفال "الجرتق" (يزعم البعض أن الكلمة عربية الأصل، بينما يصر آخرون على أن لها أصلا نوبيا قديما (juurtikoo)، وهنالك مقالات إسفيرية عديدة تناولت هذا الأمر. وفي هذا المقال تناولت الكاتبة وصف عمليتي "الجرتق" و"السيرة" و"ليلة القايلة" بتفصيل شديد في أكثر من أربع صفحات إلى أن بلغت اليوم الأخير في العرس. المترجم)
    وفي اليوم الأخير (السابع) للعرس، وهو الذي يلي "يوم القايلة" يذهب العريس (إن أتم عملية الزواج consummated) للسوق ليبتاع مختلف أنواع الأطعمة والصابون والكبريت وحتى المساويك. وإن لم يحدث ذلك فلا يحق له مغادرة الدار، وتذهب والدته للسوق إنابة عنه.
    وفي بعض الحالات تستمر حفلات العرس عند بعض العائلات الثرية أربعين يوما. ولا تقوم العروس بأي عمل في البيت في غضون هذه الأيام الطويلة، بل يقوم على خدمتها نساء البيت الأخريات. وتظل كذلك في حالة مقاومة ومقاطعة لزوجها، فلا تكلمه بتاتا، وتغطي وجهها بثوبها إن دخل غرفتها. وفي غضون الأسبوعين الأولين للزواج ينبغي على العريس والعروس ترك ملابسهما دون غسيل. وبعد انتهاء الأربعين يوما، يقدم العريس لعروسه هدية مالية أو عينية إن كان راضيا عنها. وقد يرحل بها لمنزله الخاص (إن كان له بيت منفصل). إلا أن غالب النساء يبقين في حوش الوالد بعد أن يخصص للواحدة منهن "تكل" وغرفة منفصلة مبنية بالطين اللبن بعيدة قليلة عن الغرف الأخرى. اما إذا كان العريس يعمل في خدمة الحكومة في منطقة أخرى، فإنه عادة ما يترك عروسه مع أهلها.
    وتبدأ العروس تدريجيا في التأقلم على الحياة الجديدة وعلى زوجها، وتبدأ في ممارسة أعمال بيتها كغيرها من النساء. ويسمح لها بعد ذلك بالحديث مع زوجها (على أن تغطي فمها عند الكلام)، غير أنها لا تأكل أو تشرب في حضرته أبدا. وفي هذا تقول الجدات (الحبوبات): "لقد جعلها امرأة، فلا داع (أو لا حاجة له) ليرى فمها"! ولا يسمح لها بأن تنطق باسم زوجها أو والد زوجها أبدا.
    وجرت العادة ألا يحتاج من تزوج من قبل لكل تلك الطقوس التي ذكرنا آنفا، فهي تخص العزَّاب فحسب. أما إذا كان الرجل عزبا، وكانت عروسه قد تزوجت من قبل، فيحق له ممارسة كل تلك الطقوس.
    وأختم ببعض الأساطير والخرافات المحيطة بالعرس الأمدرماني. من ذلك أنه إذا وضعت امرأة الحناء على يديها ثم أتت لحفل عرس في "ليلة الحنة"، فيجب عليها أن تبتعد عن العروس تماما. وينطبق ذات الشيء على المرأة التي تتحلى بالذهب وتذهب لحفل العرس قبل أن تلبس العروس حليها الذهبية. وإن لم تراع تلك "الاحتياطات" فقد تحيق "الكبسة" بالعروس. وفي حالة إقامة عرسين مختلفين في ذات الحي يحذر من أن ينظر المرء إلى العروس الثانية إن وقعت عيناه / عيناها على العروس الأولى.

    http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/135-6-9-7-6-0-3-2/93087http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/135-6-9-7-6-0-3-2/93087-

    *
                  

09-15-2019, 10:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    كتب الراحل الأكرم : عصمت العالم :


    هذا مقال كتبته قبل عدة اعوام عن حى بانت العريق..احببت ان اعيده لخواطر الذكرى...
    مع التحيه للجميع..
    حى بانت الشهير..احد اهم مداخل مدينه ام درمان

    هذا اجتهاد شخصى.مبنى على ظروف زمان ,ربطت بينى وروائع
    الاصدقاء من حى بانت العريق..وتجددت المعرف من خلال ترياق
    شريان الحياه المتدفق,ومنابع تفجره ,وراءها سعاده السفير الفنان
    جمال محمد ابراهيم,والاديب الشفيف عبدالله الشقلينى, وفاضت
    مياه الذكريات..اكتب بالحس الذى عشته مع اصدقاء ,وفنانين,
    وناس عاديين,اسياد بلد,وبعرفوا الواجب,وبكرموا الضيف,
    وبطعموا الجعان,وبغيثوا الملهوف..واعنقد ان ذلك الامتداد متواصل
    وحى,ومسترسل,ويكفى ما تلمسناه,وتعلمناه,وعرفناه,من خلال
    معرفتنا بالفنان السفير جمال محمد ابراهيم....ونرجع لصلب الموضوع...
    بتبدا من الشارع المتجه من كبرى النيل الابيض غربا,ويفصل بين حى
    بانت شرق,والذى يواجه السلاح الطبى..ويوصل مابين كبرى النيل
    الابيض ودوار الاربعين.بدايه مدخل امدرمان,,ويبدا شارع الاربعين
    وهو متجها شمالا..حيث يكون سلاح المهندسين جنوبا من شارع الاربعين.
    لا ادرى متى خططت بانت,بشقيها,لكن المؤكد ان شارع الاربعين
    يفصل مناصفه,مابين بانت شرق,وبانت غرب,بانت شرق تنتهى حدودها
    عند مدرسه المؤتمر,فى تداخل جغرافى عجيب ,بين حى الضباط من جهه
    وخور ابو عنجه من جهه,وشارع الفيل من جهه,ومن الناحيه الغربيه
    تقع سبعه بيوت,جنوب بانت غرب,وهى متاخمه لها,واقرب للعوده,,
    لكن بانت غرب تمتد غربا حتى مقابر الشيخ حمد النيل التى تفصلها
    عن مدينه ام بده,وشمالا يفصل استاد المورده بينها وبين حى الضباط
    ويفصل خور ابو عنجه بين ابوكدوك ,وحى فنقلر,احد تخوم العباسيه
    كل هذه المنطقه هى منطقه جغرافيه واحده,ومتداخله,فى كنتور واحد.
    والفواصل التى تحد بينها,مجرد شوارع,لاحدود,ولاجمارك,ولا جوازات.
    بانت علاقاتها الاجتماعيه ,مؤسسه,وواسعه,ومنفتحه,يقننها اطار الالفه
    والانسجام,والذى يجمع بين محافل هذا الحى العريق..
    وبانت شرق او غرب معلم بارز ,واشاره مضيئه فى تاريخ امدرمان,
    تجمع بين اعرلق ,واعراف,وامتدادات مختلفه,خلقت من احتكاكها,المزج
    الاجتماعى,والتداخل الفريد,والنضوج الاجتماعى الراقى..وهى وحده متماسكه
    وصلده,ومتعاضده,وشديد الاثر ,والتاثير المباشر.. لها دور وطنى رائد,خاصه
    فى القوات المسلحه,ومن ابنائها الرعيل الاول الذين حاربوا باسم قوات دفاع
    السودان,فى كفره,وطبرق,والمكسيك وواستعرض قواتهم فى طابور العرض
    الملك جورج الثالث,وكان قائد الطابور انذاك النقيب حمد النيل ضيف الله..
    لها ارثها العسكرى الذى لا يضاها..ولها دور رائد فى الاداب ,والفنون,
    والموسيقى,والثقافه,والابداع,والسياسه,والسلطه,والقو ات المسلحه,والديبلوماسيه
    وكانت محورا سياسيا,اساسيا,اثرت فى التاريخ السياسى السودانى,وكانت زاويه
    فى الادب السياسى,والفكر الثقافى..وكانت وظلت ,وستظل من اهم ملزمات
    كل امور الوطن,وقوميه الوطن,وهى من اهم واخطر مواقع,انصهارات التباين
    العرقى,والتباين الثقافى,النوعى,والكيفى,والكمى..
    خرجت عباقره,وعلماء,واساطين الموسيقى,والثقافه,والفنون,والرياضه,وعلوم
    المجتمع,وانارت دروب المعرفه....وعلمت كل المجنمع ,عفويه الخاطر,وسماحه
    النفس,فهى مدرسه....واهل بانت شرقها,وغربها ,اصحاب حميميه متفتحه ومتماسكه.
    ذات تدخل واسرى,واجتماعىعميق,والفه,وربط اجتماعى,لامثيل له...فى مناسباتهم
    وجلساته الخاصه,وزمن مباهجهم,وتجمعهم,ثقافيا,ورياضيا,وفنيا,واجتماعيا.
    يحتكمون ,ويفضلون الشلل,خاصه فى ارتباطات الصداقه أو المزاج او القعاد..
    احس من يهيئون سهرات الانس,ومرتع الفنون,ويشعلون القناديل,وفى مدى
    ضوئها.يرسمون معارف الحياه..ويحبون النقاش المفتوح,سياسى,برجوازى
    فنى,اجتماعى,ويدلون بارائهم فى وضوح,..كلهم فنانين ,وعباقره,ومضيافين.
    واصحاب لمسات جماله,ويجملون الدنيا,بتحركهم,وايماءاتهم,وظرفهم,ويعشقون
    الليل,وانسام الليل,ومدى الليل,ويدمنون السهر,ومناجاه الحبيب,ويسرحون مع
    الافلاك والمجرات,ويعدون النجوم,وهم دائما فى زمن التنزه,الفرح..ياسرهم الطرب
    ويملك زمامهم,ويعشقون الغناء,ياسرهم,ويملك مفاتيح وجدانهم,,ويكبلهم الجمال,
    وفيوض الجمال,واشراقاته,وتفرده,وسلطانه,وتستعبدهم الرقه,وتتطوعهم الحنيه,
    ويلونون كل الوجودوبالعفويه,والتسامح,والاخاء,الذى هو ديدن سلوكهم,وقانون
    تصرفهم,ومدار تعامله..متناغمون,يغنون لليل,وللضحك,ويسقطون الهموم
    موزونون فىانسياب حركتهم,وحريه انتشارهم,ومساحات تحلقهم, يشعلون
    كل قناديل الفرح,ويستدعون محافل البهجه,ويعقدون ليالى الطرب....
    ويتدافعون للترحيب بالضيف,ويفرشون الارض سندسا,و ازهارا,ورياحينا,
    ويفتحون كل الابوابات,ويلتقون الكل بطهر براءات الدنيا..
    مجاميع من نسج امدرمان الفريد,, ومدخل مخملى,مطرز بالتيه,والويه,
    بوارق الجمال وومقامات التفرد,والركوز الانسانى لكل خطب,وصوب..
    معلم,وركن,وركازه,امتداد,ومدرسه,واكاديميه علوم,,وبهذا الترسيب
    المركز,لمفهوم الالفه,والمعشره,البشاشه,والمعايشه,واتاحت ومنح اسباب
    الحياه,مع كل تدفق فيوض ندى الحى,من عفويه,وطيبه حاطر,تمددا وانتشارا,
    شرق الاستاد,غرب الاستاد,عندما تقطع مفاصل شارع الاربعين الطريق,
    شرقا,او غربا,او بين فواصل ,ابوكدوك,وحى الضباط,سبع بيوت,بانت غرب
    اة بانت شرق,ستبقى كل تلك الفواصل.مغزوله,ومشغوله,بدفق نبع المشاعر,
    التى تتدفق من كل زاويه,وركن من هذا الحى العريق.,.بانت الوضيئه...
    ........................................
    وفى خاطرى كل الصداقات القديمه,ورفقه العمر,وزماله الدراسه,واسباب الحياه
    وكل ذلك الارتباط الوثيق..والرحمه لمن رحلوا لعوالم اخر...
    واخص سعاده السفير الفنان جمال محمد ابراهيم...
    الشفيف عبد الله الشقلينى...
    وروح الراحل الموسيقار الفنان برعى محمد دفع الله..
    وروح الصديق سيف الدين حمد النيل..
    والطيب حمد النيل....وكابتن خليل ابو زيد..
    وانور محمد دفع الله,
    الصديق ..فاروق محمد دفع الله...
    وصلاح محمد دفع الله...وللفنان هاشم صديق...
    والصديق ....عبد الرحيم ميرغنى....وعبد المنعم عقيلى ..
    ولروح العم المهندس يوسف عبدالرحمن فرغلى...
    لابن عمى ..فيصل يوسف فرغلى...
    ولكل المجاميع التى اضاءت الليالى فى زمن مضى....
    وبكل الوفاء..والحب..والتمدد.....
    ولكل الذكريات.....
                  

09-16-2019, 06:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)



    من أوبريت الشريف زين العابدين الهندي:


    سَلاَمْ يَا الْقَلْعَة بِيبدُورَهَا وجَوَاهِرْ تَاجَها..
    سَلاَمْ يَا أبْ عَنْجَه خُورَكْ لاَقَى نِيلُو النَّاجَا ..
    سَلاَمْ يَا أبْ رُوفْ وودْنُوبَاوِي ضَوَّى سْرَاجَها..
    سَلاَمْ ديم أبْ سِعِدْ نَارَ الخِيمْ وجَّاجَه ..

                  

10-01-2019, 12:03 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)

    إلى العلا
                  

10-15-2019, 01:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها.. (Re: عبدالله الشقليني)
                  

10-09-2019, 05:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)


    الحاجة لإزالة الأحياء العشوائية الفقيرة في أم درمان الحاجة لإزالة الأحياء العشوائية الفقيرة في أم درمان .. ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي

    نشر بتاريخ: 02 تشرين2/نوفمبر 2016
    الحاجة لإزالة الأحياء العشوائية الفقيرة في أم درمان الحاجة لإزالة الأحياء العشوائية الفقيرة في أم درمان
    The Need for Slum Clearance in Omdurman
    John Wynn Kenrick جون وين كينريك
    ترجمة وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
    مقدمة: هذه ترجمة وتلخيص لمقال نشر في العدد الرابع والثلاثين من مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" الصادرة عام 1953م، عن تخطيط مدينة أم درمان الحديثة، خاصة حي الموردة.
    وعمل كاتب المقال (1913 - ؟) إداريا في القسم السياسي لحكومة السودان بين عامي 1936 - 1955م في جوبا وتوريت (مديرية الاستوائية) وتلودي ورشاد (مديرية كردفان) و أم درمان (مديرية الخرطوم)، وتطوع للعمل بقوة دفاع السودان في غضون سنوات الحرب العالمية الثانية (1941 – 1944م). وللرجل مخطوطة مذكرات وأوراق أخرى أودعها مكتبة السودان بجامعة درم البريطانية. وبالإضافة لهذه الورقة الحالية فله ورقة منشورة عام 1948م في مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" بعنوان "مملكة تقلي بين عامي 1921 – 1946م".
    الشكر موصول للدكتور محمد الصادق لجلبه لي هذا المقال للترجمة.
    المترجم
    **** **** ****
    كان القادم لأم درمان من الخرطوم عن طريق البر يرى أمامه على يسار الشارع وعلى شمال خور أبو عنجة حيا مبنيا من الطوب اللبن المتهالك أو الطين المعجون (عرفت موسوعة الويكيبيديا الطوب اللبن بأنه " نوع من أنواع القرميد البدائية التي عرفت منذ العصر الحجري الحديث". المترجم).
    وكان هذا الحي، والذي يعرف بالموردة، واحدا من أسوأ الأحياء بأم درمان اكتظاظا بالسكان. ولما صدر قرار بإعادة تخطيط وتنظيم المدن، بدأ العمل في إعادة تخطيط الموردة، وتحويل نصف سكانها لمناطق أخرى. وخلال عمليات التحضير اللازمة لتبرير ترحيل قسم من سكانها قمنا بإجراء مسح إحصائي تبين من نتائجه حالة الأوضاع السائدة في كثير من المدن السودانية الأخرى. وقبل الولوج في تفصيل تلك الأوضاع، فإنه من الواجب شرح الأسباب التي مهدت لحدوث تلك الأوضاع في مدينة كأم درمان، القريبة من مركز الحكومة (في الخرطوم).
    وبفحص خريطة مكبرة لأم درمان، أو أفضل من ذلك، إن نظرنا إلى الصور الممتازة التي التقطتها مصلحة المساحة من الجو في شتاء 1950 /1951م، يتضح لنا بجلاء وجود منظرين عامين مختلفين تمام الاختلاف. ترى في المنظر الأول أشكالا مستطيلة منتظمة تفصلها عن بعضها طرق وشوارع مستقيمة واسعة، وشوارع فرعية، تجد فيها هنا وهنالك مربعات صغيرة ومساحات (ميادين) خالية. أما المنظر الثاني، فترى فيه بقعا متناثرة غير منتظمة الشكل، بها قطع سكنية من كل صنف ومساحة يمكن لك أن تتخيلها، تشبه خلايا النحل، وبها طرق ضيقة متعرجة، لا يزيد طول بعضها عن خمسة أمتار، وتتفرع منها أزقة أشد ضيقا تؤدي إلى قطع أراض سكنية ليس لها منفذ إلى الشارع.
    وتقع تلك البقع أو "النقاط السوداء" في الموردة حول السوق الرئيس، وعلى جانبي الطريق المؤدي لأبروف، ولمنطقة "بيت المال"، و"أب روف" نفسها. وهذه ليست مصادفة. فإن قمت بمسح المنظر الأول للمدينة الحديثة، وتركت تلك النقاط السوداء فما سيبقى ستكون هي
    مناطق أم درمان خارج سور حي "الملازمين"، والذي كان يقطنه أولئك الذين لم يغادروا المدينة عقب معركة أم درمان وإعادة احتلال السودان في عام 1898م. ومنحت الحكومة الجديدة حق الملكية الحرة (freehold) لأي سوداني أثبت / زعم بأنه يملك أرضا في هذه المناطق. وعوضا عن إعادة تخطيط المدينة من جديد، آثرت الإدارة الجديدة الإبقاء على الأوضاع بحسب ما كان سائدا في عهد الخليفة عبد الله، وتعديل خرائطهم بما يناسب قوائم ملكية تلك الأراضي السكنية (بما كل فيها من تخطيطات غير منتظمة). وجعلت عمليات إعادة تقسيم تلك القطع السكنية الكبيرة على الوُرَّاث بالتدريج - بحسب ما تقتضيه أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية – أمر تخطيط تلك المناطق المكتظة بالسكان أشد عسرا وأكثر تشويشا.
    أما في المناطق غير المأهولة من المدينة، والتي بدأ المواطنون ينتشرون فيها، فقد ساهمت قوانين ملكية وتنظيم تسجيلات الأراضي، ويقظة مكاتب الباشمفتش وتسجيلات الأراضي ومصلحة المساحة والصحة العامة في حماية (جزئية على الأقل، ولفترة معقولة) لتلك المناطق السكنية الجديدة من التدهور والارتداد إلى حال المناطق القديمة التي تعد "مناطق عشوائية فقيرة slums" بكل المقاييس. والدليل على هذا الزعم هو النظر في خريطة المدينة وصورها المأخوذة من الجو، والتي لا توضح بالطبع أعداد البشر القاطنين في كل قطعة سكنية، ولكنها توضح (من ناحية اجتماعية وصحية عامة) أن القطع التي تم تخطيطها كانت تتمتع بشكل منتظم ومساحة كافية، وبها طرق فسيحة ومساحات فارغة، وأنها غير مزدحمة بالسكان. ولا يمكن تصور أن تعيش عائلة كبيرة ممتدة في قطعة أرض ليس له مدخل من أي نوع على شارع، وفي مساحة لا تزيد على 50 – 60 مترا مربعا. غير أن الواقع يثبت أن هذا هو حال الكثير من القطع السكنية في المدينة.
    وفيما يلي أقدم ملخصا مختصرا لنتائج إحصاء أجريته في فبراير من عام 1951م بمساعدة من عدادين من (طلاب؟) كلية غردون، ومن أحد خبراء مصلحة الإحصاء. ويجب أن أذكر هنا أن ذلك الإحصاء في حي الموردة يعد "حالة خاصة" لا يمكن أن تنطبق نتائجه بالضرورة على سكان باقي المناطق في السودان. غير أنه يصح القول أيضا بأن الأوضاع التي أبانها الإحصاء في الموردة قد يتوقع حدوثها في بعض الأحياء القديمة بأم درمان نفسها، وربما بعض أحياء مدن سودانية أخرى. ولا أستطيع أن أجزم هنا بصحة كل الأرقام الواردة في هذا الإحصاء، إلا أننا نؤكد أن التحضير البشري لإجراء الإحصاء وإعادة التخطيط كان في غاية الدقة، وكان العمل فيهما يتم في أجواء من التعاون والمشاركة. وفي حالة أو حالتين تشككنا في بعض صدق أو كمال الإجابات على أسئلة محددة تتعلق بدخل العائلة، فقمنا باستبعاد تلك الاجابات من التحليل الإحصائي. وافترضنا أن الأرقام المتعلقة بعدد السكان وكثافتهم وغير ذلك قريبة جدا من الصحة، هذا إذا لم تكن صحيحة بنسبة 100%.
    وكانت المنطقة التي أجرينا فيها الإحصاء واضحة الحدود، فقد كانت تحد من جهتي الشرق والغرب بطرق واسعة، ومن الشمال بسوق الموردة، ومن الجنوب بخور أبو عنجة. وقمنا بتقسيم المنطقة إلى مربعات صغيرة بحسب الأزقة الصغيرة داخلها (التي لا يتعدى عرضها عادة خمسة أمتار). غير أننا كنا نجد في داخل تلك القطع الصغيرة ما يشبه خلية النحل من قطع سكنية متداخلة ومزدحمة بالسكان، وكثير منها كانت قطعا سكنية صغيرة مقسمة إلى قطع أصغر ليس لها من منفذ إلا عبر الجيران، أو تنتهي بزقاق ضيق مسدود (cul-de-sac) .وكانت كل المساكن مملوكة لساكنيها ملكا حرا، ويندر جدا أن تجد فيها قطع أرض مبنية بالطوب الأحمر.
    ومن بين 291 قطعة سكنية في المنطقة كانت هنالك 8 بيوت / حيشان (plots) غير مأهولة، و24 مهدمة تماما. لذا تم الإحصاء على أساس أن هنالك 259 قطعة أرض مسكونة. وكان يعيش في هذه البيوت 2273 فردا، منهم 1432 من البالغين (636 من الذكور و797 من الإناث) و841 من الأطفال. واعتبرنا كل من بلغ الثامنة عشرة من عمره رجلا بالغا، وكل من بلغت السادسة عشرة من العمر امرأة بالغة. ولم نعتد في الإحصاء بتسجيل أعداد الأطفال الذين لم يكونوا موجودين ساعة الإحصاء (مثل الذين كانوا في المدارس أو لم يكونوا من سكان المنطقة في يوم الإحصاء). ووجدنا أن عدد العاملين في أعمال تدر عليهم دخلا كانوا 591 (من أصل 635 رجلا) و26 امرأة (من أصل 797 امرأة). وكان الذكور في مراحل عمرية مختلفة، كان من بينهم 93 رجلا بين سن الـ 18 – 22عاما. ومن بين الـ 591 رجلا بالحي كان هنالك 365 يعملون في أم درمان نفسها، و136 يعملون في الخرطوم. وكان الرجال يعملون في مهن مختلفة. فمن بين 302 رجلا وجدنا أعداد الرجال العاملين كما يلي: تجارة التجزئة (76)، والعمال (63)، والصيادين (56) والخدم من كل الأنواع (55) والكتبة والمحاسبين (52). ومن بين جميع أفراد الحي (2273) كان هنالك 506 فقط سكنوا/ سكن في الحي منذ فترة تقل عن عشرين عاما، وأتوا / أتين للسكن فيه من مناطق أخرى). أما البقية فقد كانت تسكن ذلك الحي منذ أكثر من عشرين عاما، أو قد ولدوا فيه.
    وكان معظم سكان الحي من الفقراء أو من ذوي الدخول القليلة الذين كانوا يعولون عائلات كثيرة العدد. وكان من بين السكان أيضا عدد قليل جدا من الأثرياء.
    ولغرض هذا البحث، عرفنا المقصود بكلمة "عائلة / أسرة household" بأنها "مجموعة من الناس تعيش في بيت/ قطعة أرض واحدة وتتشارك النفقات". وبهذا التعريف يتضح أنه يمكن أن يكون هنالك أكثر من مجموعة بتلك المواصفات تعيش في نفس البيت. بل إننا وجدنا في الموردة 356 عائلة تعيش في 259 بيتا.
    ومن المعلومات التي وجدناها في ذلك الاحصاء أيضا أن هنالك 91 أسرة / عائلة فقط ليس فيها أشخاص غير متزوجين، و265 أسرة بها وأحد أو أكثر من الأزواج، وفي هذه الأسر المذكورة الـ 265 كانت هنالك 135 أسرة في كل واحدة منها أكثر من ستة أفراد. وتوصلنا إلى أن متوسط عدد الزوجين في كل أسرة يبلغ 1.25.
    ولمراجعة الأرقام مرة أخرى نذكر أننا وجدنا أن عدد سكان حي الموردة كان قد بلغ يوم الإحصاء 2273 فردا، يعيشون كعائلات بلغ عددها 356 عائلة، وذلك في 259 بيتا. وكان من بينهم 325 من الأزواج، وبلغ متوسط عدد الأفراد في كل عائلة في المنطقة 6.38 فردا. وعند دراسة نسبة العائلات إلى البيوت نجد أن 55.6% من الـ 356 عائلة كانوا يعيشون كعائلة واحدة في قطعة أرض واحد، و20.8% منهم يعيشون عائلتين في قطعة أرض واحد، و11.8% يعيشون ثلاث عائلات في قطعة أرض واحد، و9% يعيشون أربع عائلات في بيت واحد. ويتضح من ذلك أن 45% من قاطني الموردة كانوا يسكنون بمعدل كثافة سكانية تبلغ 12.5 فردا (أي عائلتين) أو أكثر في كل بيت/ قطعة أرض واحدة.
    وبالطبع لن تكون الكثافة السكانية المذكورة أعلاه بالضرورة غير مريحة إن كانت مساحة كل قطعة أرض كبيرة نسبيا وتحتوي على عدد من الغرف. غير أن هذا لم يكن هو الواقع. فقد كانت المساحة الرسمية المعتمدة للقطع السكنية، لسنوات طويلة هي 300 م م، بل كانت قبل سنوات 200 م م فقط، إلى أن تبين للمسئولين أن تلك المساحة صغيرة جدا. ووجدنا في إحصائنا أن مساحة 67.5 % من بيوت الموردة كانت تقل عن الحد الأدنى (300 م م)، ومن هذه البيوت كانت مساحة نحو 66.8 % منها تقل عن 200 م م، وكان هنالك عدد كبير نسبيا من البيوت تقل مساحتها عن 100 م م.
    أما عن الغرف في بيوت الـ 356 عائلة فقد كانت 50 منها فقط تحتوي على ثلاث غرف للمعيشة، و121 منها تحتوي على غرفة واحدة فقط، بينما احتوت 139 منها على غرفتين فقط. وفي النوعين الأخيرين كانت هنالك 19 عائلة تضم رجلين مع زوجيهما.
    وكانت الأوضاع العامة في بيوت الطين القديمة بائسة بالفعل، والغرف ضيقة، ومنخفضة، وسيئة التهوية، وكثيرا ما تكون في غاية القذارة.
    أما الكثافة السكانية على الأرض (منسوبة لمساحة كل قطعة أرض) فقد كانت 3.25 فردا لكل 100 م م. وهذه الأرقام تتحدث عن نفسها.
    أرجو أن أكون قد قدمت صورة حية عن الازدحام المفرط في مدينة أم درمان للذين لا يعرفونها. ولا يعرف قدر المعاناة من الازدحام مثل رجل يسكن في أحد تلك البيوت الضيقة وعنده زوجتين وعائلتين. فكان كل أفراد العائلتين يقيمون في ذلك المكان الضيق نهارا. غير أن رب العائلة أضطر لاستئجار غرفة في مكان آخر لأفراد إحدى عائلتيه للنوم فيها ليلا.
    لقد كان الغرض من هذه الورقة هو توضيح الحاجة إلى التخلص من الأحياء العشوائية، وليس لوصف الطريقة التي يمكن بها فعل ذلك. غير أن بعض القراء قد يهمهم معرفة الفوائد التي قد تجنى من إزالة تلك الأحياء. لقد تم إعادة تخطيط حي الموردة بتخصيص فضاء (ميدان) واسع في منتصفه، مواجها للمسجد. وأقيمت حول ذلك الميدان شوارع يبلغ عرضها 10 – 12 مترا، بعد أن كان عرضها 4 – 5 أمتار قبل ذلك. وأقيمت أيضا امتدادات للشوارع الكبيرة التي كانت موجودة سلفا لتقسم الحي لمربعات معقولة المساحة. وحرصنا على أن يكون لكل بيت مدخل يطل على شارع، وحرصنا أيضا على المحافظة على "حدود" كل قطعة سكنية كما كانت قبل إعادة التخطيط بقدر الإمكان، وأن نقلل من نقل السكان من بيوتهم لأماكن أخرى ما أمكننا ذلك. ورفعنا تصنيف ثلاثة من أجزاء المنطقة إلى "الدرجة الثانية" حتى يمكننا تحسين نوعية المباني التي ستقام عليها في المستقبل. وسنعمل على تقليل عدد القطع السكنية في المنطقة إلى 150، بعد أن تدفع تعويضات نقدية للمتضررين، أو بعد منحهم قطعا سكنية في مناطق أخرى غير الموردة.
    ولا شك عندي أن النتيجة النهائية لإعادة تخطيط حي الموردة ستفضي لتحسن مباشر وكبير في مستوى حياة القاطنين به ولسكان أم درمان قاطبة، إذ أن إزالة المناطق العشوائية تلك من شأنه إزالة بقعة كبيرة مهددة للصحة العامة. لقد كانت كُلْفَةُ ذلك العمل كبيرة جدا، ولكن طالما كان احتياطي المدينة النقدي مستمرا في التدفق، فستستمر عمليات إعادة التخطيط والتحسين في الأحياء العشوائية، والتي ستزال تماما مع مرور السنوات.
    http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/135-6-9-7-6-0-3-2/95255-الحاجة-لإزالة-الأحياء-العشوائية-الفقيرة-في-أم-درمان-الحاجة-لإزالة-الأحياء-العشوائية-الفقيرة-في-أم-درمان-ترجمة-وتلخيص-بدر-الدين-حامد-الهاشميhttp://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/135-6-9-7-6-0-3-2/95255-الحاجة-لإزالة-الأحياء-العشوائية-ا...مد-الهاشمي


    *
                  

10-26-2019, 11:30 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)

    إلى العلا
                  

11-06-2019, 10:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)

    نحلم أن نحكي عن أم درمان فقد كان أجدادنا يسكنون الفتيحاب قبل أن يأتي إليها المهدي وخليفته
                  

12-01-2019, 01:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)
                  

12-01-2019, 01:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)

    بيت البكا أو بيت الفراش من كتاب أمدرمانيات حكايات عن امدرمان زمان وقصص قصيرة أخري


    ما زلنا في ربوع أمدرمان الغنية بأهلها الميامين وممارساتها المترعة بالإنسانية والحنان والبر ونتناول منها ما كان يحدث في الأتراح عند فقد عزيز بالموت في بدايات ومنتصف القرن العشرين ، وكان النذير بحدوث وفاة في الحلة هو صياح النسوة من منزل المتوفي ، وعقب ذلك مباشرة يهرع الرجال والنساء الي المنزل سائلين أولا" عن المتوفي ، ثم يعزون أهل الفقيد برفع أكفهم بالفاتحة متمتمين بكلمات العزاء التي منها ـ البركة فيكم ـ الله يجبر كسرك ـ شد حيلك أنا لله وأنا أليه راجعون ـ وغيرها من كلمات التعزية وتلك وغيرها ما زالت تردد حتي الآن في في مجال التعزية في بيوت البكاء، ونقف هنا وقفة قصيرة لنعرف من أين أتت تسمية المنزل الذي يقام فيه مأتم العزاء فتسميته بيت البكا أنما تدل علي البكاء علي الميت من أهل بيته وبخاصة النساء ثم من أحبابه وأصدقائه وربما معارفه أن كان محسنا" في حياته ، وأما تسمية بيت الفراش فقد جاءت من أن المعزين كانوا يجلسون علي الأرض فوق البروش أي الفراش واستعير الفراش للدلالة علي المأتم ،
    وكان أهل الدار يقومون بترتيبات معينة قبل الإعلان عن المأتم وهي الاتصال بالأقارب والذهاب الي دار الإذاعة للإذاعة النبأ وميعاد دفن الجنازة ومكان الدفن ، كما يقوم الجانب النسوي ( بمضايرة ) أي ترتيب المنزل بوضع كراسي الجلوس ـ أن ـ وجدت علي جانب وفرش الغرف بالبروش ، ولاحقا صارت الجمعية الخيرية في كل حي والتي يشترك فيها جميع أهل الحي تقوم بأعداد الصيوان ورص الكراسي وجدلب الثلج للماء وحفاظات الماء ، وقبل ذلك كله تجهيز الكفن والبدء في غسيل الميت وتكفينه وأعداد عنقريب ليحمل عليه الجثمان ، وهناك في كل حي أناس متخصصين متطوعين يقومون بهذه الأمور ، ومنها حفر القبر استعدادا" لاستقبال الجنازة ودفن الميت ، ويقوم الأشخاص المتطوعين بالقيام بهذه الأعمال بدون أجر مبتغين الأجر عند الله تعالي ، وبعد تجهيز هذه الترتيبات يعلن المأتم رسميا" بعويل النساء فيتقاطر أهل الحلة مسرعين ويعزون اهل الدار وينتظرون الي أن تجهز الجنازة ليحملوها الي المقابر . وكان هذا واجب لا يتأخر عنه أحد ، وأهل السودان قد يغفرون لك تخلفك عن تلبية دعوة عرس ولكن لا يغفرون التخلف عن التعزية وبخاصة النساء وتقول الواحدة منهن : (فلانة ) ما عزتني في أبوي ، وفلانة ما عزتني في ود اختي ) ولاتنسي ذلك ولو انقضت السنين ، وخلال الانتظار تسمع كلمة ( الفاتحة ) من كل وافد جديد وترتفع أيدى الناس وتنخفض في آلية رتيبة سريعة ومنهم من يتمتم بكلام غير مسموع أو مستبين ، هذا عن الرجال ، وأما النساء فنحيبهن وصراخهن وعويلهن يشق عنان الفضاء وهن يصحن ( حي ووب ـ حي ووب ) ، وأهل الوجعة أي صاحبات الميت يعفرن رؤوسهن بالتراب أو بالرماد من طشت مملوء به لهذا الغرض ويقفزن عاليا" مع البكاء والعويل ، ويعددن مآثر الفقيد : ( يا جمل الشيل ـ يا اخو البنات ـ يامقنع الكاشفات ـ يا ا لدخري أحي أحي ـ ووب ووب ) ، والبعض منهن ( يدردقن ) علي الأرض ، وفجأة يشتد النحيب والهياج والصراخ عندما يخرج العنقريب المسجاة عليه الجنارة من الحجرة ، وتتشبث بعضهن به ممسكين بجوانب العنقريب ، واقاربهن من الرجال يزجروهن ويدفعون بهن بعيد" ، ويهب الرجال في قومة رجل واحد متزاحمين حول العنقريب وكل واحد منهم يريد أن يمسك ويحمل ( برجل ) من العنقريب ، وتسير الجنازة مسرعين بها في مشي أشبه بالهرولة أو الرمل في الحج بين الميلين الأخضرين بين الصفا والمروة والمشيعون يتداولون حمل العنقريب من ارجله الأربع علي أكتافهم، ، وكثير من المارة أو أصحاب السيارات يتوقفون ويهرعون ليحملوا الجنازة لمسافة قصيرة ثم يعودون ، ولا أذكر انني حملت جنازة أكثر من دقائق قليلة لأجد من ( يخطف ) رجل العنقريب مني ، وهكذا يسير تشييع الجنازة نحو المقابر في اسراع وتداول الحمل حتي الوصول الي المقابر ، ولن أصف ما يحدث هناك فأنا معني ببيت الفراش ، وعندما يدفن الميت ويرجع المشيعون الي دار الميت ويجلسون يستقبلونهم ويعطونهم الماء البارد أو الأبري أو الكركدي الذي ينزل في الحلوق سائغا "مريئا" بعد مشواري الذهاب والإياب في شمسنا المحرقة !
    ورغم مظاهر الحزن الشديد فأن أهل الدار لا يغفلون عن تهيئة الطعام والشراب للمعزين ، والمألوف أن يقوم بهذا العمل نساء الحلة ، فعندما يكون الرجال في المقابر تقوم النسوة بأعداد الشراب البارد والشاي والقهوة والطعام ، ولكن جري العرف والعادة علي أن يحضر الجيران صواني الطعام من منازلهم الي بيت الفراش ، فتري رب كل دار من الجيران أو أبنه يأتي حاملا" صينية الأكل عند الغداء بالذات ، وهناك مساهمات أخري عينية ومالية ، فهناك من يأتي يحمل بعض الشاي والسكر أو البن كما أن الجمعية الخيرية تمنح أصحاب المأتم شيئا" من النقود ، وكان الفراش يستمر لمدة سبعة أيام ثم أختصر الي ثلاثة أيام، وفي اليوم الأخير تكون ( الكرامة ) وهي ذبيحة أو أكثر وتعد صحون الفتة بالخبز والأرز واللحم للفقراء والمساكين ، كما توزع عليهم قطعا" من قماش الدبلان تكفي القطعة الواحدة منها لعمل جلابية ، ويتميز يوم الكرامة بحضور جماعة من صبيان وشبان الخلاوي بالاتفاق سلفا" مع الفكي ، وهؤلاء يجلسون في دائرة وتوزع عليهم أجزاء من القرآن الكريم يحضرونها معهم ويبدأون في القراءة بصوت عال الي أن يكملوا ختم المصحف ، ثم يدعو كبيرهم للميت وهم يؤمنون ورآءه ، وبعد أن يأكلوا الكرامة يعطي كل واحد منهم قطعة قماش ، وهناك جماعة أخري يسمونهم ( الفتاتة ) ، وهؤلاء متخصصون في أكل الكرامات وتتبع أماكنها ورئيسهم يداعبه الناس ، ويسألونه : المباراة الجاية وين ، ويجيب المبار آة خطيرة بين الهلال والمريخ ، ويقصد ان الكرامة ستكون دسمة الأكل وغالبا" يكون الميت من الأثرياء ، أو يقول : اللعبة ودية ساكت ، ويأكلون في دايرة خاصة بهم / ويقوم رئيسهم بتوزيع اللحم علي الجماعة . وكان اليوم الأول للمأتم والناس في وجوم مظهرين الحزن وبين قيام وقعود ( لشيل الفاتحة ) ، الشيء الذي يذكر الواحد بأيام المدرسة والألفة وهو يصيح (قيام ) عند دخول المدرس ورده ( جلوس ) كالتمارين الرياضية ، وهكذا دواليك بين قيام وجلوس كل ما جاء وافد جديد وقال ـ الفاتحة ـ ويوجد من أصحاب المأتم العجوز والمريض الذين لا يقدرون علي هذا ، وقد أعجبني ما يحدث في العزاء في المناقل فأصحاب المأتم يكونوا جالسين علي البرش ولا يقفون ويجلس المعزي قبالتهم ويرفع يديه بالفاتحة وكلمات التعزية .
    وأما في اليوم الثاني فيتحول بيت البكا الي منتدي سمر والناس يتوزعون الي جماعات أو كيمان للونسة ، وتدار عليهم أكواب الشاي وفناجين القهوة والماء البارد ، وأما النسوة فيعزين بالبكاء ـ قليله صحيح وأكثره مصطنع ـ وهو بكاء بالصوت ( ـ ييي يي ـ ) ، وتضع كل من المعزيات يدها علي رأس صاحبة المصاب ، والعيون جافة من الدموع ولكن البعض منهن تتحدر دموعهن حقيقة ، وصاحبة المصاب رغم تجاوبها وحزنها ترصد طريقة تعزية كل واحدة ليأتي الحساب فيما بعد مثل ( سميرة ما عزتني وما بكت متل ما بكيت ابوها لمن مات ) و( فوزية عيونها بيضة زي الفنجال زي التقول شمتانة ) ، وجرت العادة أن يبيت الاقربون كل ليلة علي البروش في بيت البكا حتي رفع الفراش أي انتهاء العزاء في اليوم الثالث وبعد الفراغ من صلاة المغرب يقوم كبير العائلة أو من يقوم مقامه بشكر الجميع والترحم علي الميت ويسأل الله أن لا يريهم مكروها" .
    ومن المحدثات القبيحة عند بعض النساء صار بيت البكا أو بيت الفراش مؤخرا" مكانا" لاستعراض آخر الأزيآء من الثياب والحلي وتجيئ الواحدة منهن وكأنها ذاهبة الي بيت عرس في كامل ز ينتها ( مدخنة ومكبرتة ) ،
    وأما اليوم فقد أصبح بيت البكا أو بيت الفراش من آثار الماضي لأسباب عديدة أبرزها الحالة الاقتصادية المتردية لغالبية الناس واصبحت الجنازة تنقل بالعربة وأصبح العزاء ليوم واحد أو ينتهي بانتهاء الدفن .
    هلال زاهر الساداتي 14 مارس 2016





                  

01-03-2020, 09:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)

                  

01-06-2020, 09:56 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم درمان في عيون ساكنيها..( أم درمان القديم (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de