|
Re: مقترحات من مواطن سودانى الى رئيس البرتمان (Re: مقالات سودانيزاونلاين)
|
السيد محمد عكاشة
خطابك هذا رغم الخلل الشكلي الكبير فيه ، والمتعلق باللجوء الى أجهزة النظام كالبرلمان بحثاً عن الحلول وهي في الحقيقة مصدر المصائب والكوارث الوطنية واللجوء الى اسوأ نماذج الكيزان وأتفه قياداتهم مثل ابراهيم أحمد عمر ، الا أنه من الناحية الموضوعية أيضا يتضمن مغالطات: أولاً: الولايات التي إقترحتها لا تمثل التنوع السوداني المطلوب ادارته بديمقراطية وعدالة وحكمة . فكردفان حين جاء الأتراك لم يكن بها فقط ولايتي كردفان والنوبة، بل كان هناك مملكة المسبعات وتقلي وغيرها. ودارفور لم تكن ولاية واحدة وأنما كانت هناك دار فور ودار زغاوة ودار الرزيقات ودار الهبانية ودار التعايشة ودار مساليت ودار بني هلية ودار قمر ودار برتي ودار....الخ. وكانت أول وحدة لهذه الديار تحت السلطة المهدية والانجليز من بعدها. وكذلك مناطق وسط وشمال السودان، حيث لم تكن ولاية الفونج التي اقترحتها تمثل هذه المناطق. فالى جانب الفونج في الجزيرة وجنوب النيل الأزرق، كان لكل القبائل كالشايقية والجعليين والبطاحين والنوبيين والبجا ممالك وسلطنات كما لغيرهم، فما هو المبرر الذي تختذل بسببه كل هذ الممالك والسلطنات وديار القبائل في الولايات التي تقترحها؟ ثانياً: إسم النيل أكثر إشكالية من إسم السودان. فالنيل لا يعني شيئاً لكل سكان غرب السودان في كردفان ودارفور والبحر الأحمر وشرق السودان. بل يعتبر الكثير من سكان هذه المناطق الإشارة الى السودان بإعتباره جزءا من وادي النيل أمراً إختزالياً استفزازياً مكرساً لهيمنة الأقلية التاريخية المرتبطة بمجري النيل الضيق الذي لا يشمل كل مساحة القطر. وهذا الإقتراح يماثل في عدوانيته واستفزازه وجهله الإقتراح الداعي لتسمية القطر بجمهورية سنار أو المقرن أو أم درمان. فهل يمكن لك أن تتخيل إقتراحاً يدعو الى تسمية القطر بجمهورية التبلدي أو عروس الرمال من أبناء كردفان أو جمهورية الصحراء من أبناء الزغاوة والمحاميد، أو جمهورية السافنا من أبناء البقارة أو جمهورية البن من أبناء البجة أو جمهورية الخ؟ إذن لماذا النيل الذي لم يره ولن يره من سكان السودان الا من عاش على ضفافه أو زار أحد مدنه؟ ان الويكة أكثر توحيداً وتجميعاً للسودانيين من النيل، فعلى الأقل هي منتج يأكله كل سكان السودان بما فيهم الجنوبيين المنفصلين.
ياخي لو عندك شوية مروة تقاوم بيها نظام الدكتاتورية ضعها مع القوى السياسية التي هي الآن في خضم المقاومة وتواضع في طرح الأفكار، فالشعب لا تنقصه الأفكار وإنما تنقصه طاقة المقاومة.
|
|
|
|
|
|