:: (البدون)، مجموعات سكانية تعيش في بعض دول الخليج، ومنها الكويت .. وأسموهم بالدون لأنهم (بدون هوية)، أي عديمي جنسية أو غير محددي الجنسية.. وتقدر المنظمات عددهم بأكثر من نصف مليون نسمة، وبالكويت ما يزيد عن المائة الف نسمة.. ومنذ إستقلال وتأسيس تلك الدول، ولأسباب ذات صلة بالتوازنات السكانية، ورغم رفض واستنكار منظمات حقوق الانسان الدولية، ترفض حكومات دول الخليج منح مجتمعات البدون وثائق هويتها وحقوق المواطنة، وتفضل التخلص منها ..!!
:: وبين الحين والآ خر، تًعيد بعض الصحف والقنوات العربية أسطوانة قبول حكومة السودان توطين البدون في بلادنا بعد تجنيسهم، أو تكون الأسطوانة على شاكلة قبول السودان بالبدون مقابل المال..وبعدد الجمعة الفائتة، أعادت صحيفة النهار الكويتية نشر ذات (الأسطوانة المشروخة).. نعم، حسب التقرير الاخباري للصحيفة، لم يعرضوا اقتراح توطين البدون في بلادنا على الحكومة السودانية، ولم توافق الحكومة السودانية ، أو هكذا كانت تقول أخبار والتقارير الأسطوانات السابقة..!!
:: ,يقول تقرير النهار الكويتية : ( سينقسم حلهم الى فئتين، الاولى من غير المقيدين أمنيا، والثانية من المقيدين امنيا، وسترفع بشأن الفئة الاولى كشوف الى الحكومة باستحقاقهم التجنيس.. والشريحة الأخرى هم الموجودون في الكويت من البدون من العام 1966 وحتى 1979، وان هذه الشريحة من المقترح ان تتولى الحكومة إصدار جوازات رسمية لهم من احدى الدول، وبالتالي بوسعهم الإقامة في الكويت بهذه الجوازات او استخدامها للمغادرة او البحث عن جنسية أي دولة من دول العالم، مبينا ان الدولة المرشح إصدار جوازات لهم منها هي السودان )..!!
:: وعليه، فان السودان في قائمة الدول المرشحة بالتفاوض معها لقبول البدون أو لرفضهم .. قد يقبل توطينهم أو يرفض، ولكن يبقى السؤال المُر، لماذا وضعوا السودان في قائمة الخيارات؟ .. فالشاهد أن سياسات السودان وتعاملها مع اللاجئين العرب هي التي تضع السودان في قائمة خيارات الكويت .. للأسف، لايزال السودان يًعامل اللاجئين كمواطنين، أو هكذا تكتب صحف العرب، فيتوافدوا .. وكثيراً ما نصحنا الحكومة بتغيير سياسات (التساهل والهوان ).. وقلنا ان الإنسانية ( شئ)، والعبث بسيادة الوطن وسلامة المجتمع ( شئ آخر)..!!
:: وكثيراً ما نبهنا إلى أن بعض أهل الدول المنكوبة بالحرب يقيمون في دول الخليج بكثافة عالية، وفيهم من يرتكب الجرائم ويخالف القانون..وقد يتم إبعاد هؤلاء - غير المرغوب فيهم - إلى السودان بحجة أن السودان يستقبل اللاجئيين (بلا شروط ).. وهذا ما حدث، إذ أبعدت احدى دول الخليج بعضهم لمخالفتهم القانون، وإختاروا بلادنا لأنها يستقبل اللاجئين ( بلا شروط)، و أعادتهم سلطات المطار.. ليس هناك ما يمنع عودتهم عبر مداخل اللاجئئين (بلا شروط)..فكيف لمن يستقبل اللاجئ بلا شروط أن يرفض استقبال البدون ؟، أو احساس من وضعوا بلادنا في قائمة (دول البدون)..!!
:: لماذا نعبث بسيادة بلادنا بحيث يختارها كل من هبً و دبً - كدولة منفى - حين تحكم عليه محاكم تلك الدول بالنفي والإبعاد، وما الفرق بين هذا العبث وتوطين البدون؟ ..هذه الثغرة قد تحول آمن مجتمعات بلادنا إلى (مخاطر)، ولذلك ناشدنا الحكومة بسد كل الثغور وإعادة النظر في القرار الخاطئ ( إلغاء التأشيرة ).. فالتأشيرة تعني أن هناك دولة ذات سيادة، وتفحص القادم إليها، ثم تأذن له بالدخول وفق شروط وأسباب، فلماذا يتم تحويل بلادنا إلى سلة مهملات الآخرين؟.. وبمثل هذه الفوضى نضع بلادنا في قائمة (دول البدون)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست