:: ومن الاعترافات النبيلة، ما يلي : ( أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني، خصصت موارد الدولة للتعليم، و غيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة، هو من أنتج جيلا متواضعا يحب العلم و الأخلاق، بعد أن كنا شعبا يبصق و يشتم بعضه بعضا في الشوارع)، هكذا أجاب لي كوان يوم، مؤسس سنغافورة الحديثة، حين سألوه عن نهضة سنغافورة .. فالمعلم هو من صنع المعجزة ..!!
:: أما الحال في بلادنا، كما وضح رئيس نقابة المعلمين السودانيين في تقرير صحفي - الصحافة، نوفمبر الفائت - تعكسه استقالات تقدم بها ما يقارب الالف معلم بالخرطوم والجزيرة - خلال 2016/2017- بواقع خمسمائة استقالة من كل ولاية في العام، وذلك لضعف المرتبات، واصفاً مرتبات المعلمين بالأضعف مقارنة مع جميع الوظائف الأخرى، وموضحا أن متوسط دخل المعلم في اليوم حوالى (دولارين فقط)، مطالباً بضرورة إعادة النظر في نقص المعلمين بالمدارس، وقال : ( هذا النقص يعتبر عبئاً اضافيا على التعليم ويحمل المعلم ثقلا كبيرا اكثر من طاقته)..!!
:: و في ذات التقرير، يكشف رئيس لجنة التعليم بالبرلمان بان الحكومة لا تستطيع دعم التعليم نسبة للأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان، ويقترح إنشاء صندوق لدعم التعليم ليساهم في توفير الأموال اللازمة ، وينتقد التعليم المجاني، منوهاً إلى تسببه في الطعن في أخلاق المعلمين لتحصيلهم مبالغ مالية من الطلاب لتوفير بعض احتياجات المدارس ، مضيفاً: (أصبح المعلمون مثل المتحصلين، الأمر الذي طعن في أخلاقهم) .. هكذا بعض الحال الوارد ذكره في (تقرير صحفي)، علماً بان حال المعلم يغنيك عن السؤال والبحث عن التقارير، اعلامية كانت أو رسمية ..!!
:: وفي وضع بائس كهذا، ليس بمدهش ان تكشف وزارة العمل - كما جاء باليوم التالي - عن إختيار (341 معلماً) للعمل في دولة قطر، وأن امتحانات هؤلاء المختارين قد بدأت الجمعة الفائتة وتتواصل حتى الاربعاء القادم.. والتفويج المرتقب لهذا الحجم ليس بمدهش، ولكن المدهش هو أن وزارة العمل تطالب - وزارتي التربية والتنمية البشرية – بتأهيل المعلمين ورفع قدراتهم بغرض المنافسة (خارجياً) ، و الحرص على التأهيل ورفع القدرات مفقود (داخليا).. وتستهدف الوزارة ثلاثمائة معلماَ لوظائف قطر.. أي التأهيل الجيَد ورفع القدرات من أجل المنافسة الخارجية، ولتحقيق الربط القطري المقدر (300 معلم)..!!
:: والمهم.. ليس هناك ما يمنع الحكومة عن تصدير الكفاءة إلى قطر وغيرها .. ولبلادنا في هذا النوع من التصدير تاريخ ناصع البياض عندما كانت ساقية الأمور فيها تدور بقواديس (التخطيط الجيد والتنفيذ المثالي)..ولكن التصدير الراهن - للكفاءة - لا يتم وفق خطة توفق ما بين (التصدير والإنتاج).. ما يحدث محض تفريغ للمدارس من الكفاءات قبل أن تحل محلها (كفاءات أخرى).. فالحال يعكس مدارس ( بلا كفاءة).. وعليه، قبل تأهيل المعلمين لسد العجز بمدارس قطر، كان يجب تأهيل المعلمين لسد العجز بمدارس السودان (أولاً).. أو تتعاقد مع قطر على إعارة تلاميذنا أيضاً..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست