:: باحدى الحظائر، تم فصل الأبقار عن الثيران بالأسلاك الشائكة لغرض التلقيح.. ولكن عجز أحد الثيران عن الصبر لحين موعد التلقيح ثم قرر تجاوز السور إلى حيث الأبقار، وعجز.. فأرشدته الابقار إلى ثور كبير يجلس بعيداً، ويحمل لقب الخبير الاستراتيجي ..فذهب اليه الثور الحائر ليساعده على تجاوز سور الأسلاك ، فأجابه : ( تبتعد عنه 100 متر، وتجرى بسرعة 60 كم في الساعة، ثم تقفز بزاوية 60 درجة، عندها ستجتاز السور الى حيث الأبقار، ثم تعود بذات الطريقة)، فسأله الثور الحائر: و لكن ماذا لو أخطأت في حسابات السرعة والزاوية ثم وقعت فوق الأسلاك الشائكة؟، فأجابه الخبير الاستراتيجي : (لو أخطأت و وقعت تجلس بجواري كخبير استراتيجي آخر )..!!
:: ويبدو أن السادة الخبراء الذين إختارهم رئيس الوزراء ليديروا اقتصاد بلادنا قد تأهلوا بتجارب أسوار الأسلاك الشائكة، وليس بعلوم الاقتصاد .. وعلى سبيل المثال الراهن، كان هذا النص الغريب من أهم أخبار صحف البارحة، إذ يقول النص : اعتبر وزير الدولة بوزارة المالية الد كتورعبد الرحمن ضرار أزمة سعر الدولار الحالية بانها ( أزمة نفسية)، وقال ضرار - في اجتماع بالبرلمان مع لجنة الصناعة - ان كل مايقال في وسائل الإعلام والوسائط حول سعر الدولار (غير حقيقي)، واضاف ( المشكلة نفسية).. لاتوجد أزمة إلا في خيالك، أو هكذا لخص وزير الدولة بالمالية (الأزمة )..!!
:: وليس في حديث ضرار ما يستدعي الدهشة، فللهروب من المسؤوليات - بمثل هذه التصريحات - سوابق .. بمنطقة الخوي - بشمال كردفان - تفاجأ بعض الأهل بموجة ضحك عارمة لحد القهقهة والدموع ..علماء الطب أسموا الحالة بالضحك الهيستيري.. وزارات الصحة - المركزية والولائية - لم تجد تفسيراً لذاك الضحك، ولا علاجاً أيضاً..فالأهل ضحكوا أسبوعاً ونيف، ثم سكتوا ( براااهم).. وحكومة ولايتهم، وكان واليها أبوكلابيش، هي الجهة الوحيدة التي أتحفت الصحف بالأسباب، إذ قالت على لسان واليها : (السحر أو الجن يقف وراء هذا الضحك الجماعي )..وتحت هذا الستار - الخٌزعبلي - هربوا من مسؤولية داء الضحك الهستيري..!!
:: وبالولاية الشمالية أيضاً، قبل ثلاث سنوات تقريباً، وخلال ثلاثة أيام فقط لاغير، تعرضت ( 24طالبة) بمدرسة السرايا الثانوية لعمليات جراحية، وتم إستيصال زائدتهن الدودية، وتم تعليق الدراسة.. وأمام وضع كهذا، كان على الساسة إلتزام الصمت حتى يتحدث الطب ويكشف الأسباب والعلاج ..ولكن (لا)..كالعهد بهم دائماً في الهروب من المسؤوليات بالخزعبلات، قالوا بالنص : ( الإنتقال المفاجئ من فصل الشتاء إلى فصل الصيف هو سبب الزائدة الدودية)، وزير التربية والتعليم لصحف ذاك العام .. وتحت هذا الستار - الخٌزعبلي - هربوا من مسؤولية إصابات الطالبات ..!!
:: وكثيرة هي الكوارث التي تمت تغطيتها بالتصريحات المسماة شعبياً (كلام ساكت)، ومراد به الهروب من المسؤولية.. وفي مناخ الخداع، من الطبيعي أن يصف وزير الدولة بالمالية الأزمة الحالية ب ( الأزمة النفسية)، أي لاتوجد أزمة إلا في مخيلة الناس..ولكنه - ضرار - قال في ذات الاجتماع أن هناك تفاهمات مع بنوك مركزية خارجية لإدخال عملات أجنبية (قروض وودائع وكده)، ثم أضاف أن مشكلة سعر الصرف تعود لقلة الصادرات مقارنة بالواردات، أو هكذا اعترف بالعجز والفشل..وبالأمس ذاته، رفع بنك السودان السعر التأشيري للدولار إلى ( 30 جنيه).. وعليه، فالبنك المركزي أيضا (عنده نفسيات )..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة