رباح الصادق المهدي تشع الحروف من سطور مناحتها في رحيل مبدعة الوطن د. عفاف الصادق بقلم صلاح الباشا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2018, 07:21 PM

صلاح الباشا
<aصلاح الباشا
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 659

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رباح الصادق المهدي تشع الحروف من سطور مناحتها في رحيل مبدعة الوطن د. عفاف الصادق بقلم صلاح الباشا

    06:21 PM January, 07 2018

    سودانيز اون لاين
    صلاح الباشا-السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر


    .. الخرطوم
    في دار ابوعركي بحي العرضة . قابلت ظهر امس السبت زميلتنا الكاتبة الصحفية ذات العطاء المنهمر دوما عبر صحافتنا ووسائطنا السيدة رباح الصادق المهدي وقد كادت العبرة تخنقها والدمع يهطل مدرارا من مقلتيها .. وكانت معها الاستاذة سارة نقدالله .. وهما تطلبان عركي من بين الجموع لتقديم واجب العزاء في فقيدة الادب والثقافة والابداع د. عفاف الصادق حمد النيل.
    ولان لي صداقة ممتدة مع د. عبدالرحمن الغالي الطبيب الاختصاصي بمدينة ابها بجنوب المملكة فقد كنت اعلم ان حرمه السيدة رباح كثيرة الترحال الي تلك البقاع . وقد ظلت رباح تبحث في تلك البقاع عن د. عفاف التي تعمل ولمدة سبعة عشر عاما في تلك البقاع ايضا وبرفقتها ابنها المحاسب يزن ابوعركي.
    وقد كفتني زميلتي رباح مشقة البحث عن تسطير كلمات وفاء لماقدمته فقيدة الاغلام السوداني د. عفاف الصادق.. فقد كنت محظوظا حين طالعت اليوم ما كتبته رباح في مجموعتنا الاعلامية والصحفية الخيرة وهو قروب Super VIP بتطبيق الواتساب.
    لذلك يسرني جدا .. بل وافاخر بذلك وانا انشر هنا ما كتبته استاذة رباح الصادق .
    ورحم الله د. عفاف وانزل صبرا جميلا علي عركي وابناءه وبناته.
    والحمد لله علي كل حال ..
    كتبت رباح الصادق👇🏾
    فقر الروح ورحيل عفاف الصادق
    رحيل عفاف: فقر روح
    (1)
    استقبلنا عام 2018م بالأماني، فعاجلنا بالطعنات. الحمد لله الذي لا يحمد على كرب سواه.
    أيُّ فقرٍ روحٍ، في بلاد لا تأتيها بشوقها (ماما عفاف): ماما عفاف الطيبة، ماما عفاف الحلوة، ماما عفاف حنينة خلاص!
    قُبضت روحها الطاهرة صباح اليوم السبت السادس من يناير.
    كانت تراكم الأشواق للوطن، لعركي، لأبنائها وبناتها، للنيل، لكل شيء يرقد منتظراً على الضفة الغربية من البحر الأحمر، منتظراً مقدمها المُجَدْول يوم الأربعاء العاشر من يناير.
    تبقت أربعة أيام فقط على الموعد، وهي في صبيا، نواحي جازان، بالمملكة العربية السعودية شرقي الضفة، كانت ماما عفاف تراكم الشوق حتى بلغ حداً لا يطاق.
    (2)
    قبل نحو أسبوعين، في الثاني والعشرين من ديسمير حينما كنت متجهة من أبها إلى أمدر، وادعتها هاتفياً، كتبت لي: حينما تصلي هناك قبليه في الجبين، قولي له أني أحبه وسأظل على عهده، كلمات أضاعها عبث التكنلوجيا حينما تعير وتهزأ بنا، لكنها ظلت محفورة في ذاكرتي. رددتُ عليها: سأفعل، سأنقل شوقك الدفاق، ووعدك وعهدك. حدثتني عن مرارة الغربة، قلت لها: مثلك لا يغترب، يحملُ معه الوطن أينما حل أنت هناك في صبيا بؤرة لا تقل حضوراً عن أمدر ويكاد الناظر يلمس فيك الطوابي، ويرى (حمد النيل)..
    (3)
    دكتورة عفاف الصادق حمد النيل، جداتها شاعرات ماجدات، منهن بلالة بابكر الزيلعي صاحبة مناحة الشيخ عبد الباقي حمد النيل (غرارة العبوس دار الكمال ونقاص) التي يتغنى بها ود اللمين، وكذا والدة بلالة بشة علي الصادق صاحبة المناحة الشهيرة (متين يا علي تكبر تشيل حملي)، فهن نساء صاحبات كلم سارت به الركبان..
    أما هي فقد أتحفتنا شعرا يحمل المحبة والوفاء والوطنية والنبل. حملها المذياع صوتاً يدخل الأفئدة بلا استئذان، كأنما النسيم في لظى الهجير، والدفء عند الزمهرير.
    غناها أبو عركي (سماح عينيك)، و(غنوا معانا غنوة العيد والفرح) وغيرهما، وغنى لها (يوم رحيلك من البلاد).
    صارت عفاف أستاذة جامعية تنشر العلم وتنوّر به. ورحلت لخارج البلاد وعملت محاضرة بجامعة جازان. رحلت لئلا تنحني أمام عواصف التدجين والتمكين، عبّأت هنالك محبتها وأرسلتها عبر الأثير، ففي كل يوم كانت تراسل أحبابها الكثر رسائل المحبة والوطنية، نصاً أو تسجيلات صوتية، أو مقاطع فيديو، كانوا كثر، بوسع شبكتها التي تجذب كل يوم محباً أو مُحِبة. كلهم اليوم في حالٍ لا يعلم بها إلا الله.
    (4)
    جذبتني شبكة عفاف قبل أسابيع ثلاثة. قبل نحو عامين قال لي الصديق كمال الجزولي حينما علم بإقامتي بأبها: معكم عفاف الصادق، ضروري تلاقيها. طفقتُ أبحث عنها بلا دليل، حتى جاء لأبها محاضراً جامعياً عوض إبراهيم عوض، فوصلنا بها.
    حينما ردت على الهاتف كان صوتها ثقيلاً على غير العادة، بادرتها بدون أي سابق تعارف: مال عدوك يا دكتورة؟ تقبلت سؤالي بحميمية كأنها تعرفني لدهور، قالت إنها متعبة فقد كان أوان الامتحانات، عرّفتها بنفسي فقالت لي: ذكرتكِ قبل يومين وقد استمعت لعديلتك وذكرتُ شقيقتك مريم، حادثتني بودٍ كأنه ولد قبل دهور. ذكرتُ لها استيائي من مقطع الإساءة الجهولة للفنان الإنسان، قالت إنه غمها لدرجة قصوى وهو سبب الكدر البادي في صوتها، قالت إن "عركي" هدّأ من روعها وذكر لها عدم تأثره وطلب منها ألا تأبه له، حمدتُ الله أن عركي الرقيق لم يهزه ذلك الهراء وقلتُ لها كقوله ألا تأبه، وإنه كان كقول الشاعر:
    وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
    لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
    فقد كان مناسبة لنشر أفضال عركي المنسية، حدثتني كيف أن ابنتها "نيلوفر" كانت أصلاً وقبل التجني قد كتبت عن صمت والدها وعن أعماله والتسجيلات الأخيرة، وأن هذا المقال صار مادة خصبة للمدافعين إذ وقعوا عليه فانتشر كالنار في الهشيم، وأنها مذهولة من حجم المحبة التي انحدفت عليهم، وكم الصور التي نشرت له ولها صور قديمة ما كانت هي ذاتها تذكرها، وبلطفها الذي عايشته لهذه الأيام القليلة بشكل يومي قالت إن اتصالي كان بلسماً..
    كتبت لي بعدها: تاني ما في ليك مني فكاك. قلت: ومن يبغي منك فكاكاً!
    وادعتني وهي تقول: خسارة، ما صدقت وجدتك وها أنت تسافرين، لكني سأحضر للسودان في العاشر من يناير، افترقنا إذن على موعد محبين.
    جذبتني شبكة عفاف الجبارة، مثلما جذبت الملايين. أخذتني تلك السيدة بالكامل ووضعتني مثل بذرة شر عاطف خيري (في شنطتها)..
    (5)
    ما بين عفاف وعركي وطن وقفوا معه وغنوا له، نحن جزء مما بينهما.
    ما بين عفاف وعركي صلة طفرت بالعلاقة الزوجية لتؤطر الشراكة العضوية، والاندغام، والمحبة السرمدية، والبوح المشع نبلاً الذي يعطي للصلة معناها الأصيل الكامن في مفردة (زوج)، في المودة، في السكنى والسكينة.
    قلتُ لها: ما زلتُ أرى فيما بينكما مغسلة لأدران الميديا العصرية التي جعلت الزواج كأنه شراكة بين غريمين يسعى كل منهما للتكسب على حساب الآخر.
    كتبت له عفاف وهي تودعه (يوم تقول داير تسافر/ بستف الحب بين ملابسك/ شان يلامسك كل هدماً ترتديهو/ تلاقي فيهو قليبي حارسك)، وغنى لها يوم شدت الرحال شرقاً (يوم رحيلك من البلاد/ دارك موشحة بالسواد/ غيَّم حزن كل اليتامى/ واتنشر بين العباد/ وفارقت الناس السلامة)..
    (6)
    لم تكن عفاف تشكو سوى الشوق، ورهق الجامعة، كانت ترسل رسائلها حتى آخر الساعات ليل أمس، الله أعلم كم من المواعيد ضربتها وهي تستعد للوطن الذي أرسلت له القُبَل مراسيل.
    جاء خبرها كالطامة، لم يتشح دارها فقط بالسواد، قطعاً، فأحبابها ممددون على جسد الوطن. لكن دارها كان يقطر دمعاً غزيراً، تماما كذلك الدمع الذي انسرب على جدها الشيخ عبد الباقي حمد النيل وقد رثته جدتها بلالة بـ(غرارة العبوس دار الكمال ونقاص/ دوبى حليل أبوي اللي العلوم دراس/ تبكيك الجوامع الانبنت ضانقيل/ لقراية العلم وكلمة التهليل/ بتصادم المغارة خيولا بجن بالليل/ يا ود نيل البحور يا الجدك المانجيل).. ونحن نقول مثلها معدّلين في المناحة:
    في يوم السبت جانا الخبر وانشاع
    في الأربع قبل زرقا وطويلة باع
    تبكيك الخلوق بي اغزر الدمّاع
    (7)
    حقاً: غرارة العبوس دار الكمال ونقاص.
    هذا العام كم انتظرناه ليطوي نكداً أقام عقوداً ثلاثة. فكانت فاتحته فقراً مقيماً في قرارات اقتصادية أعزت الخبز وجعلت الجوع يلقي بكلكله. فقرُ مال صحبه بالنسبة لي فقر دمٍ هدّ الجسد. ثم جاء هذا اليوم معلناً فقر روح، كانت عفاف الصادق بعض ينابيعها وكواتها المشعة..
    ألا رحم الله عفافاً وأجزل عطاها إحساناً فكم أحسنت لوطنها ولزوجها ولذريتها ولمحبيها وللإنسانية.
    اللهم أحسن عزاءهم وعزاءنا واجبر كسرهم وكسرنا واكفف يتم روحهم وروحنا إنك على ما تشاء قدير.
    اللهم أحسن وفادتها فقد كانت تحسن وفادة خلقك وتشعرهم على بؤسهم بأنهم من خزائن الله في الأرض، اللهم لا تفتنا بعدها ولا تحرمنا أجرها، وارحمنا إذا صرنا إليها يا أرحم الراحمين.
    وليبق ما بيننا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de