العقل الباطن؛ الدين هو الدولة التي تعتنق الرفاهية والعدالة الاجتماعي بقلم ابراهيم اسماعيل ابراهيم ش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2017, 08:30 PM

ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
<aابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
تاريخ التسجيل: 05-01-2014
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العقل الباطن؛ الدين هو الدولة التي تعتنق الرفاهية والعدالة الاجتماعي بقلم ابراهيم اسماعيل ابراهيم ش

    07:30 PM December, 16 2017

    سودانيز اون لاين
    ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لقد نجحت الثورة الصناعية في الغرب في تحقيق ما فشلت عنه الكنيسة طوال الحقبة التي سيطر فيها رجال الدين على الدولة وتحكموا في حياة الناس ومارسوا الارهاب الفكري على المفكرين والمبدعين ولكن بعد تحرير الدولة من قبضتهم تمكن الغربيون من ارتياد الفضاء والتفوق التكنلوجي فازدهر الانتاج ولذلك اضحت اميركا واوروبا قوى عظمى وهو ما يؤكد فشل الدولة الدينية ونجاح الدولة المدنية الديمقراطية التي تقف على مسافة متساوية من كل الاديان دون ان تنحاز لاي عرق او قبيلة او لون فالدين هو الدولة التي تعتنق الرفاهية والعدالة الاجتماعية.

    وتمخض فصل السودان عن دولتين فاشلتين ولم تدع الحرب اوزارها في الشمال والجنوب وفيما الحرب القبلية مستعرة بالجنوب ذات الاغلبية المسيحية مازالت مشكلة الهوية قائمة ولم تحسم بعد في ظل تمثيل غير العرب اغلبية ديمغرافية بالشمال الذي يشهد حرب اهلية ويعود ذلك الى سيادة العقل القبلي السلفي للسودانيين؛ فالهوية بمفهومها الحديث المعمول به في الغرب والدول المتحضرة تقوم على اساس المواطنة والمصالح المشتركة لا على العرق او اللون او الدين ولذلك تلاشت القبيلة واختفى دورها تماما عن الحياة السياسية باوروبا والولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال لا الحصر وحلت محلها المواطنة على اساس الحقوق والواجبات.

    يجب توظيف الدين والدولة في خدمة الشعب طالما التدين مربوط بمصلحة مادية افتراضية تفرضها الدولة على ارض الواقع وهي مصلحة تنطوي على حقائق ملموسة في حياة الناس من حيث الرفاهية والترف والراحة المطلقة؛ توفير الخدمات الاساسية بحيث تتضمن مجانية والزامية التعليم الاساسي ومجانية العلاج ودعم السلع الضرورية بما فيها المحروقات.

    وادى الجدل الدائر بين العلمانيين والمتدينين السودانيين حول علاقة الدين بالدولة وفصلهما عن بعض الى صراع دموي بين الحزبين صرفهما والشعب عن الاهتمام باالقضايا الاساسية وبما ان الدين والدولة غايتهما تحقيق مصلحة مادية للمتدينين فان الدولة كذلك من واجبها توفير الرفاهية والعدالة الاجتماعية للمواطنين ولكن ما زال السودان يتربع عرش الدول الفقيرة ويتصدر كل عام قوائم الدول الفاشلة. وبينما القائمين على امر البلاد التي تعاني ازمة اقتصادية طاحنة منشغلين بقضية الشعب الفلسطيني الذي ينعم باستقرار اقتصادي ومستوى معيشة مرتفعة مقارنة بالشعوب السودانية التي ترزح تحت وطأة الحروب العبثية والفقر المدقع يخرج ائمة المساجد ووجهاء المجتمع في سذاجة منقطع النظير مطالبين الناس بالاحتجاج على قرار ترمب اعلان اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لاسرائيل؟؟

    ويظهر هذا الصراع العبثي بين الفريقين والتفكير العقيم المنهمك في الاهتمام بالمشاكل الخارجية والذي ينطوي على اثار سلبية تضر بالمصالح الوطنية خلل في بنية وعي العقل الجمعي السوداني على المستوى الرسمي والشعبي بمصالحه المادية. فالاولى ان ينشغل السودانيون بازماتهم المتفاقمة والمتكاثرة التي ارهقت المجتمع الدولي واثقلت كاهل المنظمات الانسانية؛ فهناك اكثر من 10 الف جندي اجنبي لحفظ السلام في اقليم دارفور تتكفل بهم الامم المتحدة وملايين من النازحين واللاجئين يعتمدون في معاشهم على منظمات الاغاثة التابعة لها ولكن رغم مليارات الدولارات التي انفقت في ادارة الازمة الانسانية والسياسية مازال الوضع يراوح مكانه في خضم استمرار الحرب وعدم قدرة اطراف النزاع للتوصل لاتفاق ينزع فتيل الازمة المستمرة منذ عقود.

    وخلفت الحرب الاهلية الدائرة منذ اغسطس 1955ف الملايين من الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد كما حرمت البلاد من النمو والتطور فضلا عن تدميرها لوسائل الانتاج ما نتج عنه تدهور اقتصاد البلاد وانهيار البنية التحتية. وتمخض عن استمرار الحرب تعطيل قطاع الزراعة بشقيه الحيواني والنباتي واحالت المزارعين الى متسولين يستجدون الطعام من منظمات الاغاثة الدولية ومع تدمير القرى اكتظت المدن بالسكان الامر الذي ساهم في انتشار الاوبئة والامراض مثل الكوليرا.

    وكان بامكان السودانيين الارتقاء ببلادهم وانفسهم الى مراق الدول والشعوب المتحضرة فيما لو انفقوا الاموال المهدرة في الحروبات الاهلية المستمرة منذ خروج الاستعمار في جانوير 1956ف ولكن انعدام الرؤية للانظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في البلاد منذ ذلك الوقت والى الان ادى الى هذه الكارثة التي دمرت الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي وكرست لثقافة عنصرية وكراهية متزايدة بين القوميات السودانية.

    ويفسر تزايد حالات الاصابة بالامراض النفسية وادمان المخدرات وازدهار ترويجها هالة الاحباط التي اجتاحت السودانيين وهم يشاهدون احلامهم تتحطم مع مرور الوقت بسبب الحرب المستمرة والتي قتلت اي امل في انفسهم بحلول انفراج قريب للازمة يحدث تغييرا جذريا في نمط حياة السودانيين التي اضحت مثيرة للاكتئاب والملل ولذلك تزايدت موجات الهروب والهجرة الى الخارج. ولكن وضع الحلول لمثل هذه الازمات لن تتم باستضافة الضحايا في مستشفيات الامراض النفسية وانما باحتواء وتدمير الاثار والمسببات بوضع حد لانتشار البطالة واستئصال جذور الفتنة التي تغذي الحروب.

    وخرج البريطانيون مخلفين وراءهم تركة كبيرة من الازمات والقنابل الموقوتة بسبب سياسة التفرقة التي انتهجوها خلال فترة الاستعمار التي امتدت لاكثر من نصف قرن ومنها حرب الجنوب والصراع الطائفي الذي تمخض عنه تمزيق الوحدة الوطنية وانتشار الكراهية بين المسلمين والمسيحين المنحدرين من اصل سوداني واحد. ولكن لا يزال الحل بيد السودانيين اذا امتلكوا ارادة سياسية واعية بحقوقهم ومصالحهم المادية.

    ان العلاقة بين الدين والدولة علاقة عضوية لا يمكن فصلها البتة ذلك ان الدين يتضمن بالضرورة ليس فقط الطقوس الروحية او الهوية الثقافية؛ بل يتعدى تلك الحدود الضيقة ليشمل المصالح المادية للشعب وبينما غاية الدولة تتجسد في توفير الرفاهية والعدالة الاجتماعية للشعب يتعين عليها كذلك رعاية هذه المصالح والدفاع عنها بكل الوسائل الممكنة متى ما تعرضت تلك المصالح لتهديدات من الداخل او الخارج ولكن وحدة الجبهة الداخلية تعتبر حجر الزاوية في بناء وعي وطني صادق والمناعة التي تحصن الامن القومي.

    ان بقاء السودان ضمن دائرة التخلف التي تتصدر قوائم الازمات والامراض هو نتيجة لجهل السودانيين بحقوقهم ومصالحهم المادية الناجم عن ايمانهم الراسخ بدور قوى خفية وليست سياسة الانظمة والاحزاب الراديكالية الحاكمة في تحسين معاش الناس وتحقيق العدالة الاجتماعية الذي يكمن في تعزيز الديمقراطية ومحاربة الفساد ولذلك يتفاعل السودانيون مع الخطاب الديني العاطفي الذي يكرس لهذا الفكر التضليلي متجاهلين مصالحهم السياسية والاقتصادية.

    ويمثل الاستقرار الامني ومحاربة الفساد العمود الفقري للتطوير الاقتصادي والاجتماعي؛ ان الدول لا تدار بالامزجة والقرارات الفردية الاعتباطية وانما عبر المؤسسات التي تصيغ القوانين والسياسات ليترجمها التنفيذيون الى واقع يحياه جميع المواطنين دون اعتبار للعرق او اللون او الدين او النوع او اي شكل من اشكال التمييز فالجدل الدائر حول اصلاح اقتصاد البلاد وتحسين معاش الناس عبر الاعلام لن يجدي نفعا مالم يسبقه فعل ملموس نابع من ارادة سياسية مستقلة همها الوطن والا فان الحلول المطروحة لا تعدو ان تكون محض مضيعة للوقت ودوران في حلقة مفرغة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de