:: مايو 2017، كان الخبر عن تسليم الجهاز المركزي للإحصاء نتائج مسوحات الفقرإلى وزارة المالية، و لكن رفضت وزارة المالية الإعلان عن نتائج المسوحات بحجة وجود ملاحظات عليها.. والجمعة الفائتة، أي بعد ستة أشهر من رفض اعلان تلك النتائج، كان الخبر بصحف الخرطوم : أظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أن نسبة الفقر في السودان تراجعت إلى ( 36.1% )، وأكدت الدراسة أن 25% من سكان السودان يقعون تحت دائرة (الفقر المدقع)، وكان آخر إحصاء - في العام 2009 - قد أظهر أن نسبة الفقر (46.5%)..!! :: ولكن في اكتوبر 2016، عندما قالت وزارة الرعاية الاجتماعية، على لسان وزيرها ابراهيم آدم : (تدنت نسبة الفقر في البلاد إلى 28%، عما كانت عليها في العام الماضي 46%)، كتبت قائلاً هذا يعني أن هناك نهضة إقتصادية أخرجت (18%) من الفقراء من دائرة الفقر خلال (عام واحد فقط لاغير)، وهذه النسبة لا تحققها - خلال عام - حتى الدول التي معدل نموها الإقتصادي خمسة أضعاف معدل نمو إقتصاد بلادنا، أي لنا حق التشكيك .. واليوم، أي بعد عام من نسبة الفقر حسب احصاء وزارة الرعاية (28%)، تردنا نسبة الفقر حسب إحصاء الجهاز المركزي للاحصاء (36.1%).. فأيهما نصدق ..؟؟ :: والمهم ..صديقنا علي الدويد، الكاريكاتيرسيت الرائع، من ذوي الخيال الخصب والفكرة المدهشة..شاهد ذات ليلة مسؤؤلاً يعد الناس - عبر التلفاز - بمكافحة الفقر..ولم يعجبه حديث المسؤول، ولم يصدق وعده، فرسمه جالساً على مكتبه الأنيق ومتحدثاً للمذيع بالوعد القائل : ( ونحسب أننا بنهاية هذا العام سوف نقضي على الفقر أو الفقراء)، أو هكذا أنقذ الدويد ذاك المسؤول من قيود الوعد ..أي، إن لم ينجح في القضاء على الفقر خلال العام، فالقضاء على الفقراء - خلال عام أو أسبوع - ليس بحاجة إلى عبقرية في أزمنة الحرب والفقر..!! :: ويبدو أن الحكومة قضت على الفقراء حين عجزت عن القضاء على الفقر ..فالنسب الصادرة عن الأجهزة الحكومية بحاجة إلى بعض النقاش .. إقتصادياً- وليس من وحي أحلام اليقظة - لاتوجد دولة قادرة على إخراج تلك النسب - 18%، - من شعبها من دائرة الفقر خلال ( سنة واحدة)، هذا باعتبار أن وزارة الرعاية مصدر موثوق به وأن نسبها حقيقية .. حتى الدول النهاضة لم تنهض بهذه السرعة التي لا توجد إلا في خيال وزارة الرعاية الإجتماعية .. ربما أمطرت السماء ذهباً ودولاراً في بعض مناطق السودان التي يعرفها الجهاز المركزي للإحصاء، أي الجهة التي مدت وزارة الرعاية بهذه النسبة (18%)..!! :: وما لم يكن قد قضى الجهاز المركزي للاحصاء على بعض الفقراء ، فأن الأزمة الإقتصادية لتي تعيشها البلاد لم تخرج الفقراء من دائرة الفقر إلا إلى المشافي والمقابر ..هل إنخفض سعر الدولار من ( 30 جنيه) إلى ( 3 جنيهات)، أم تصاعد من هذا السعر إلى ذاك؟.. وهل صدرنا من البترول ضعف صادر ما قبل الإنفصال؟..(لا)..هل أنتجنا وصدرنا من الزرع ما يوازي عجز صادر بترول ما قبل الإنفصال؟..(لا).. وعليه، ما هو العامل الذي ساهم في تراجع نسبة الفقر - من (46.5%) إلى (36.1%) - حسب مسوحات جهاز الاحصاء المركزي؟..لايوجد أي عامل .. عفواً، فالموت من العوامل التي تساهم في تخفيض عدد الفقراء و ( نسبة الفقر)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست