بقدر ما أثارت جدلاً وأربكت تصريحاته لوسائل الإعلام الروسيه والعالميه العديد من المراقبين لغرابتها وفجائيتها وأخفق معظمهم فى تفسير تلك التصريحات الساخنه تبقى الزياره التاريخيه التى قام بها الرئيس عمر البشير الى روسيا ـ تبقى فى حد ذاتها تحتاج الى تفسير لن يتأتى إلا بكلفه عالية الثمن وفادحه على مستوى العصف الذهنى الذى سيتكبده المرء فى سبيل الوصول لتحليل منطقى وفهم ماهية تلك التصريحات الخطيره التى تناقلها العالم بحيره وإرتباك واضحين ومن خلال الغوص فى كليهما أى تصريحات السيد الرئيس والتفاهمات التى تمت بين الجانبين الروسى والسودانى وعبر عنها العديد من المسؤولين فى البلدين يتضح جلياً إن الهدف الأول والرئيس للزياره كان هدفاً عسكرياً وأمنياً بالدرجه الأولى . فطلب الرئيس البشير من نظيره الروسى حماية السودان من البلطجه الأمريكيه وبسط سيادتها الكامله على البحر الأحمر الذى يطل منه السودان على العالم يشئ بوضوح إن الأمن القومى السودانى مهدد من قِبل هذا الوجود الأمريكى الضخم فى البحر الأحمر عدا قواعده الكبيره المنتشره فى كامل المنطقه التى يقع السودان فى حيزها . ومعززاً لطلب الحمايه الأول فجر الرئيس البشير مفاجأه ثانيه من العيار الثقيل وذلك بعرضه على الروس إقامة قاعده عسكريه فى عمق المياه الإقليميه للسودان فى البحر الأحمر ! وهو الطلب الذى عبر عنه السيناتور ( فرنتس كلينتسيفيتش ) النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي الروسي بالقول إن روسيا ليس لديها أى سبب يجعلها ترفض هذا العرض وأردف بالقول نسجاُ على منوال البشير وإتهامه لأمريكا بالعربده فى المنطقه وقال إن الوجود العسكري الروسي على أساس دائم في تلك المنطقة سيشكل عامل استقرارــ وإن الولايات المتحدة الأمريكيه خلفت ذكرى سيئة في تاريخ عدد كبير من الدول ، ومنها السودان ، لذلك فإن السعي للاعتماد على قوة تعارض السياسة الأميركية أمر طبيعي ... تصريح هذا السيناتور يعد بمثابة ( عدم ممانعه ) من مجلس الأمن والدفاع الروسى وإشاره للقياده التشريعيه فى روسيا ـ ( يوري شفيتكين ) ، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما وهو البرلمان الروسى ـ شفيتكين يلتقط الإشاره ويقول ـ إن القاعدة العسكرية الروسية في السودان قد تظهر بعد نصف عام !! أى عقب ستة أشهر فقط لاغير من تاريخ الزياره وهذه الستة أشهر هى الوقت الذي يتطلبه إنشاء القاعدة وذلك يعنى إن ( الروس قادمون ) .
وهذا تحول كبير وخطير بالنسبه للسودان الذى إتجه شرقاً ـ أما لماذا ؟ فهذا السؤال يجيب عنه الرئيس البشير بنفسه ويقول ، إن النيه مبيته ( رغم رفعها للحظر ) لدى الإداره الأمريكيه للعمل على تقسيم السودان لخمس دول ! هذه المعلومه الجديده ( قديمه ) ـــ أميركا ليست لديها النيه لتقسيم السودان الى خمس دول ( مثلث حمدى ) فحسب بل تسعى لتقسيم كل الدول العربيه لدويلات متناثره تعج بالفوضى والتقتيل الداعشى الذى يجرى إعداده الأن بقوه والعمل على نشر الفوضى الشامله والداميه لتكون يوميات العرب والشرق والأوسط عدا إسرائيل بالطبع وهذه هى الفوضى الخلاقه التى تحدثت عنها كوندليزا رايس قبل سنوات وهذا هو الشرق الأوسط الجديد الذى تخطط له الولايات المتحده الأمريكيه ـــ بالنسبه للسودان وهو واحد من كل الدول العربيه المهدده بالفوضى الداميه والتقسيم ينبغى السؤال ويبقى التساؤل ـ هل بإمكان روسيا بوتين اليوم الوقوف فى وجه هذا المخطط الأمريكى الجهنمى وإجهاضه ؟؟؟ روسيا قد تمثل ( كابحاً ) الى حدٍ ما وفقاً لمصالحها فى المنطقه لكن أن تقف ضد المخطط الأمريكى الإجابه قطعاً هى لا . والتاريخ يثبت ذلك ويحدث بإن روسيا هذه وقفت موقف المخذل والمتفرج وأكبر داعميها وحلفاءها فى الشرق الأوسط نُكل بأنظمتهم وبدولهم تنكيلا وهما عراق صدام حسين وليبيا معمر القذافى !! الروس شريك لا يمكن الوثوق به على الإطلاق مثله فى ذلك مثل كل الدول العربيه وإيران ! قاعده عسكريه روسيه فى البحر الأحمر أو حتى فى خلاء هذا السودان الشاسع لا مانع أما الحمايه فلا روسيا لا تحمى أحداً وأمر حماية السودان وضمان إستقراره وأمنه هو واجب وطنى سودانى فى المقال الأول وهو فرض عين على كل مواطن سودانى وليس فرض كفايه . وما يهدد أمننا القوى الأن وفى المستقبل القريب هو مصر ! وليس الولايات المتحده الأمريكيه ودونك تدخلاتها العسكريه السافره وبشكل مباشر فى دارفور والأليات التى ضبطت . مصر لم تتوقف يوماً عن التحرش بالسودان وتسعى جاهده وبأى وسيله لجره الى حرب ( محدوده ) لتجريده من أدوات التواصل بينه وبين دول الخليج ــ الإستفزازات المصريه تتصاعد وتيرتها يوماً بعد الأخر وإعلامها البذئ ما ينفك عن التعريض بالسودان . يحدث هذا والنظام المصرى القائم الأن والدائم التحرش بنا عباره عن صناعه خليجيه بإمتياز لا ينكرها إلا مكابر ـ وفى الوقت الذى تقود فيه دول صنيعة نظام سامح شكرى هذا تحالفاً عسكرياً تخوض به حرباً عويصه فى اليمن يلعب فيه السودان دوراً محورياً وعميقاً وهو مع السعوديه والإمارات فى خندق واحد ـ تتخندق مصر المهدد الأمنى المباشر والعدو الأول للسودان الأن مع نفس الدول وتنضوى تحت لواءها فى تحالف ( حصار وقطيعة قطر ) !!! ... أى سياسه هذه ؟ سياسة جمع الأضداد . والأسطر الأخيره هذه هى مفتاح لفهم زيارة الرئيس البشير لروسيا ــ دخول مصر فى تحالف مع أهم دولتين فى المنطقه الأن هو دخول يشبه قانون الإزاحه ـ تدخل مصر فى تحالف مع السعوديه والإمارات والبحرين ضد قطر ينزاح تلقائياً السودان من وعاء تحالف السعوديه والإمارات ضد اليمن ـ مصر عنصر طارد وشغاله بسياسة ( لزلزة الكيعان ) لذلك السودان إتجه شرقاً ونواصل
11-29-2017, 06:13 AM
علاء خيراوى علاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ياسر قطيه
علاء خيراوى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست