خطأ استراتيجي وقع ويقع فيه كل من تصدى لقراءة أو تحليل وقائع رحلة الرئيس والوفد المرافق له إلى جمهورية روسيا الاتحادية الأسبوع المنصرم.. مصدر الخطأ هو تأسيس التحليل على وقائع الرحلة.. وللدقة جعل تصريحات الرئيس حول العلاقة مع الولايات المتحدة نقطة انطلاق التحليل وقراءته بمعزل عن وقائع عديدة سابقة.. وحتى الذين عادوا إلى وقائع سابقة انتهجوا نهجاً بعيداً عن منهج التحليل العلمي.. ونعني به افتراض النتائج أولاً.. ثم الذهاب من بعد لحشد الحيثيات لتعزيز تلك النتائج المفترضة مسبقاً.. فمثلاً.. مما لاحظت في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي افتراض أن ثمة صراعاً بين الرئيس والنائب الأول.. ثم سارع أصحاب النظرية إلى استدعاء واقعة حديث الرئيس حول دعمه ترشيح أيلا لرئاسة الجمهورية.. وقد فات على هؤلاء أن دعم الرئيس كان له شرط وجوب.. وهو ترشح أيلا لرئاسة الجمهورية.. فهل سيفعل؟.. حتى صديقنا عبد الرحمن الأمين الصحافي السوداني الأشهر والكاتب بصحيفة السياسة الكويتية ومدير مكتبها بواشنطن سابقاً.. وهو من نشهد له بأنه الأكثر استحواذاً على المعلومات والأعلى كعباً في التحليل، قد ذهب في ذات التناول الخاطئ.. وهو يحيل تصريحات الرئيس لأسباب ذات صلة بالصراع الداخلي.. ولعل السؤال المنطقي.. هل كان الرئيس.. الذي نعرف.. في حاجة لحمل صراعاته الداخلية إلى موسكو.. ليجد لها حلاً هناك..؟ كل من يتابع تطور الأحداث خلال الثمانية عشر عاماً الأخيرة لن يعجز عن الإجابة الصحيحة..! ثم.. وعلى طريقة الصديق الجاهل.. ذهب بعض المحسوبين على النظام.. ظناً منهم أنهم يخدمون الرئيس.. في نفي ما نُسب إليه.. علماً بأن أحداً لم ينسب شيئاً للرئيس.. ولَم يبهته.. بل سمعوا ما قاله عبر الوسائط مباشرة.. فكيف ارتضى هؤلاء أن يغالطوا الناس في ما سمعوه..؟! إذن.. فقد قال الرئيس ما سمعه الناس.. ولسنا هنا في ساحة جدال.. هل أصاب أم أخطأ الرئيس..؟ بل الأهم من ذلك في ظني.. وما يشغل الكثيرين.. لماذا قال الرئيس ما قال..؟ وهل يعني ما يقول حقاً..؟ ذهب البعض أيضاً إلى القول أن الرئيس غاضب على أمريكا.. وهذا صحيح.. ولكن ليس صحيحاً أن غضب الرئيس تراكمي.. أو ذو صلة بالسياسات الأمريكية المعادية للسودان.. كلا.. بل للغضبة الرئاسية صلة مباشرة بالزيارة نفسها.. فمصادر وثيقة الصِّلة أكدت أن واشنطن.. فعلت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الرئيس إلى روسيا.. وقد تتباين الدوافع وتتعدد.. ولكن المؤكد أن هذه المعلومات كانت بين يدي الرئيس فور أن وطئت قدماه أرض العاصمة الشتوية الدافئة سوشي.. فكان طبيعياً أن توغر صدره تجاه واشنطن.. ولا بد للمتلقي أن يأخذ في اعتباره ما يعتمل في نفس المتحدث من أحاسيس.. ولكن.. هل كان ذلك كافياً ليرتفع الرئيس بمطالبه حد طلب الحماية من بوتين..؟ قد يختلف الناس في الإجابة أيضاً.. ولكن المؤكد أن طلباً روسياً ظل على منضدة الرئيس منذ سنوات.. دون أن يبت فيه.. خلاصته.. أن الدب الروسي يبحث عن موطئ قدم في البحار الدافئة.. وإن شئت الشرح.. فالطلب الروسي كان يتحدث عن قاعدة في البحر الأحمر.. وهكذا فالرئيس الحانق على واشنطن.. الجالس إلى زعيم (الكرملين) لم يجد لحظة أنسب من تلك للرد الإيجابي على الطلب الروسي..! إذن.. فالرئيس قد قال ما قال.. والرئيس كان يعني ما يقول.. ويمكنك أن تراهن مطمئناً على أنه.. لو أن صحافياً سأل الرئيس الآن عن نتائج زيارته لروسيا.. لقال لك إنها الأفضل وإنها ناجحة.. بل إنها (واحدة من أفضل زياراتي الخارجية)..!! والواقع أن قناعة الرئيس.. الآن.. بل ومرافقيه.. أنه بعد الزيارة.. وليس قبلها.. بات للسودان حليف قوي.. يعتمد عليه..! وغداً: سوشي بوابة الخروج.. من اليمن؟!
نعم قالها لانه جبان وحيوان وذليل وما اتربى على العز ةالانفة والكبرياء حتى في طلب حماية ما بكون بالصورة الذليلة دي وبكون عبر القنوات التانية عبر وزير الدفاع وعبر المخابرات لكن مش في لقاء بروتوكلي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة