تحرير المطلقات ،و الأرامل ،و العوانس ،و القصر من السجن التقليدي اللاإنساني بقلم عبير المجمر (سويك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 07:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2017, 06:43 PM

عبير سويكت
<aعبير سويكت
تاريخ التسجيل: 08-07-2016
مجموع المشاركات: 624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحرير المطلقات ،و الأرامل ،و العوانس ،و القصر من السجن التقليدي اللاإنساني بقلم عبير المجمر (سويك

    05:43 PM November, 07 2017

    سودانيز اون لاين
    عبير سويكت-France
    مكتبتى
    رابط مختصر






    لطالما راودتني الأسئلة عن حياة بعض النساء السودانيات من أرامل، و مطلقات، و عوانس، و زواج القاصرات.

    و أتسائل دائماً ما ذنب هؤلاء النساء الضعيفات؟ لماذا وإلي متي يعشن في قفص السجن التقليدي الأبدي و تحت ظلم المجتمع؟ هل هذه هي العدالة الاجتماعية والإنسانية والإسلامية والعربية ؟ فعلي سبيل المثال القبائل العربية السودانية كحال بقية العالم العربي و الإسلامي اعتادت في الماضي وحتي قريبا تزويج القصر من بناتهم، والجميلات بشكل خاص مع رجال يكبروهن في السن بشكل كبير جداً فقط لأنهم متيسري الحال، وأنا ليس لدي مشكلة في أن يكون الرجل أكبر سناً من المرأة، و أكثر نضوجاً ، لا ليست هذه المشكلة إذا كانت المرأة قد تجاوزت الخمسة و العشرين من عمرها، و نضجت فكرياً و كان هذا إختيارها الشخصي فالفرق في العمر ليس مشكلة، و لكن المشكلة هي زواج القصر وإستلابهم هذه المرحلة الطفولية من العمر و إخراجهم من عالم الطفولة إلى عالم الجنس و الزوجية و الحمل والولادة، فهذا أفظع ما يكون و أكبر جريمة في حق الطفولة.

    أما الشريحة الثانية المتمثلة في الأرامل، حيث أن هنالك العديد من النساء يموت أزواجهن و هن في ريعان الشباب، و لكن كعادته المجتمع السوداني الذي يخلط بين العيب و الحرام، وتعاليم الإسلام و عاداته وتقاليده الرجعية اللاإنسانية ، ومفاهيمه الخاطئة، فهو يرى أن المرأة الأنثى بموت زوجها توقفت عجلات حياتها، وعليها أن تنسى نفسها كإمراة و أنثى، و تتجه نحو تربية أطفالها فقط حتى لا ينظر المجتمع إليها بنظرة المرأة التي تبحث عن الزوج الرجل و يكون هذا مسار حياتها الذي رسمه لها المجتمع المتحكم في شؤون الاخريين الخاصة قبل العامة.

    أ الشريحة الثالثة الأرامل اللاتي ترملن في سن تخطت الأربعين و الخمسين، و كبر أبنائهن و تزوجوا فهذا النوع من النساء يحكم عليهن العرف التقليدي السوداني أن يمكثون طيلة حياتهن وحيدات، لأن من تبحث عن الزواج في هذا السن فهي مرأة غير محترمة تبحث عن إشباع رغبة جنسية في نفسها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من قال أن الهدف من الزواج هو إشباع الرغبات فقط؟ هذا هو تفكير المجتمع المتخلف الذي لا ينظر إلى أبعد من رجليه ، و يري أن الزواج هو عملية جنسية بحته، و هؤلاء الناس الذين يفكرون بهذه الطريقة هم أصحاب نفوس مريضة و قذره و ليس المرأة المقدمة علي الزواج، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا من ذكر و أنثى و جعل من الرجل أنيس للمراة و العكس، فالإنسان لم يخلق ليعيش وحيداً معزولا منغقلا منزويا،
    الغرض من الزواج ليس هو الجنس أو الإنجاب فقط، بل إيجاد الأنيس والرفيق و الحبيب، و للرفقه معاني إنسانية عظيمة سامية و ليست نظرة الجنس التي تسود عقول المجتمع السوداني المكبوت، فالكبت و المتاجرة بالدين هي أحد أسباب تخلف المجتمع.
    فما زالت راسخة في مخيلتي إبتسامة المرأة التي أطلق عليها أنا لقب المرأة الحديدية لأنها كما تقول حبوبتنا( شيالة التقيلة) المرأة التي تصمد في الظروف الصعبة و تخلق من( الفسيخ شربات)، وهي صاحبة الشخصية القوية التي يتمتع بها الرجال أكثر من النساء، و تقول حبوبتنا دائماً (دي بت أبواته مرأة بعشرة رجال)، إستغربت يومها عندما رأيت تلك الابتسامة الطفولية لمرأة في نهاية الخمسينات مع إنحناء الوجه في كل خجل عندما قال لها زوجها المغترب بعد عودته من غربة عشرات السنين : (هل تفقدتي الحقيبة و رأيتي ماذا أحضرت لك من السعودية،
    و أخذ بقطعة قماشية وقال لها :ما رأيك في هذه؟ )، فتبسمت و قالت هذه لا تصلح لمرأة في عمري بل تصلح لعروسة)، فرد عليها:( إنتى في نظري ما زلت عروسا)، و هنا خرجت إبتسامة الطفلة من وجها مع إنحناءه في خجل شديد.

    و هنا تأكدت أن اي إمرأة مهما كانت قوية أو قاسية في تعاملها، فكلمة طيبة من رجل قادرة علي إخراج الأنثى التي بداخلها، لأن المرأة مهما كبر سنها فبداخلها أنثى، و بداخلها طفلة صغيرة، فلماذا نحكم على هؤلاء النساء أن يعشن وحيدات طيلة حياتهن؟ لأن المجتمع السوداني يرى أن في سن معين يصبح من العيب أن تتزوج المرأة طلبا للأنيس و الرفيق، و يفضل أن تنهي عمرها وحيده، و السؤال هو : هل هنالك أية أو نص قرأنى صريح يحرم زواج هذه الشرائح من النساء؟ أم هو عدم قدرة المجتمع علي التحرر من هذا الفهم التقليدي المتخلف المدمر؟.

    الشريحة الرابعة من ضحايا المجتمع من النساء هن المطلقات، فالمرأة السودانية حتى وإن كانت تعيش حياة زوجية تعيسة مليئه بالألم و المعاناة و فقدان الوفاء و الإخلاص والرحمة و الإحترام فهي مجبرة علي أن تعيش بقية حياتها في ظل هذه الأوضاع ، لأن المجتمع السوداني يعيب الطلاق الذي حلله المولى عز وجل كوسيلة خلاص، فهم قد أعطوا لنفسهم الحق بوصف الطلاق بالعيب و العار، مع العلم بأنهم يعطون للرجل مطلق الحرية في أن يطلق في أي وقت شاء ، لكن إذا فعلت ذلك المرأة فهو عار عليها، وغالباً ما تفعل لخوفها من النتائج السلبية في نظرة المجتمع الذي يظن أن المرأة إذا طلقت فهذا يدل علي وجود عيب بها،
    و ستكون فرصتها في الزواج أكثر من ضئيلة، لأن الرجل السوداني بطبعه الناتج عن التربية الخاطئة يفكر ألف مرة قبل التزوج بمرأة مطلقة، والذي يصعب الأمر أكثر هو وجود الأطفال، فالمرأة المطلقة أن قررت الزواج ليست وحدها من ستعاني من محاكمة المجتمع الغير عادلة، و نظراتهم الظالمة بل أطفالهم أيضاً، سيعيشهم المجتمع في مأساة تبدأ من داخل الأسرة الكبيرة و تنتهي بالمجتمع الخارجي، حيث يطاردهم المجتمع بعبارات : (دا راجل أمك) ،التي تعتبر في حقيقة الأمر نوع من الشتيمة، أي أن أمك جاءت بفعل سئ، و هكذا يتم مطاردة الأبناء حتى يتعقدوا نفسياً.

    الشريحة الخامسة من ضحايا المجتمع من النساء اللاتي يعانين من هذا القفص و السجن التقليدي هن العوانس، فالمرأة إذا وصلت سن الثلاثين ولم تتزوج بعد فهي عانس مع ان السن المناسب للزواج و سن النضوج بالنسبة للمرأة على حسب المقاييس الدولية هو ابتداءً من الثلاثين، ولكن المجتمع الذي تتزوج فيه القواصر من الطبيعي أن يعتبر الثلاثين سن العنوسة، و نحن لا ندري ما معني العنوسة عند المجتمع السوداني!!! علما بأن المرأة رسميا حتى سن الخمسه والأربعين و الخمسين جسمها الانثوي يؤدي وظائفه بصورة طبيعية و هي قادرة حتى علي الإنجاب، هذا من ناحية إذا كانت نظرة المجتمع للزواج مبنية على الجسد و الجنس والإنجاب فقط، و من ناحية أخرى إذا كنا ننظر إلى زواج بالنظرة الطبيعية المتفق عليها عالميا و إنسانياً و هي أن الزواج عباره عن علاقة إنسانية وعلاقة تعايشية فهنا نجد أن ليس للزواج سن محدد، حتى في سن التسعين يمكنك أن تتزوج لأنه رغبة داخلية في أن تعيش حياتك مع شخص ما يختاره قلبك، وتريده أن يكون رفيقا وأنيسا و شريكاً لك في حياتك، شخص تصتبح به في تغريدات الصباح البهية و يكون بجوارك ليلاً مع غروب الشمس الساحر و سكون الليل الهادئ، رفيق تحكي له همومك و أحزانك لتجد السلوي و الطمأنينة في أحضانه، و شريك يشاركك فرحتك وإنجازاتك وإنتصاراتك، يفرح لفرحك ويحزن لحزنك، شريك يمارضك عند مرضك، و يكون سندك إذا جار عليك الزمان والمكان، رفيق يفهمك دون أن تتكلم ويشعر بآلامك وأفراحك، أن للزواج معاني خالدة وسامية فهل يا ترى مثل هذه الأشياء التي ذكرناها لها سن محدد؟ هذه الإنسانية والاحتياجات المتواجدة بداخل أي إنسان مخلوق من دم و لحم و له أحساسيس و مشاعر و قلب ينبض مثل هذه الأشياء لا عمر لها، لذلك لابد من أن يجب أن تتغير نظرة المجتمع السوداني التقليدية للزواج، ونظرته للعلاقة بين الرجل والمرأة على أنها مبنية على الجسد والجنس و الشهوة و الرغبة و الإنجاب، فإذا كانت هذه نظرة المجتمع فمن الطبيعي أن تختلف عنده المعايير و يقسم النساء إلى عوانس و مطلقات و أرامل و قاصرات للزواج، حيث أصبح السودان التربة الخصبة للمفاهيم الخاطئه والمريضة، ولكن رسالتنا في نهاية المطاف هو مخاطبة الشعب السوداني نساءا و رجالاً و شباباً والتأكيد على أهمية العمل المشترك لمحاربة هذه المفاهيم الخاطئة و العمل على توعية و تثقيف المجتمع بمضارها و عواقبها و سلبياتها.

    عبير المجمر (سويكت)
    7/11/2017
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de