تم نقل الجميع إلى فندق خمسة نجوم في الرياض بعد إخلائه من النزلاء.. كان ذاك أول تسريب بُعيد انتشار خبر اعتقال نحو خمسين شخصية نافذة اقتصادياً وسياسياً.. لاحقاً نفى النائب العام أن تكون هنالك معاملة خاصة للمحتجزين على ذمة التحقيق.. الاعتقالات شملت أربعة وزراء وعدداً من الأمراء وجمعاً من رجال الأعمال.. خبر اعتقال أي واحد من هؤلاء كان سيثير عاصفة من التكهنات.. الأمير متعب بن عبد الله كان أقوى رجل في حياة الملك السابق.. الأمير الوليد بن طلال يجلس على ثروة تقدر بـ (١٨) مليار دولار وهو أغنى عربي على الإطلاق، ومن بين الخمسين الأوائل على مستوى البسيطة.. لهذا لابد أن يكون هنالك سبب قوي لهذا الزلزال. في البداية علينا أن نستصحب بعض المعلومات الأساسية قبل قراءة الحدث .. حملة الاعتقالات تمت مباشرة بُعيد ساعات من صدور مرسوم ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان على رأس لجنة لمكافحة الفساد..هذا يعني أن هنالك ترتيبات واسعة تمت تحت إشراف بن سلمان الرجل القوي قبل الإعلان عن الانقلاب الاقتصادي.. والملاحظة الثانية أن التوقيت جعل كل الصيد داخل الشبكة حيث شمل رجلاً كثير التسفار مثل الوليد بن طلال .. الملاحظات الشكلية تؤكد أن حملة الاعتقالات تم الترتيب لها بإحكام وكانت فقط تنتظر ساعة الصفر. بلا شك أن الأمير محمد بن سلمان تمكن من إرسال رسالة قوية سيحتاجها حينما يصعد قريباً على العرش.. الرسالة المصممة بدقة تؤكد أن عهداً جديداً سيحل على المملكة العربية.. قبل سنوات قليلة كانت كثير من خلافات الأسرة المالكة تًعالج داخل القصور وبعيداً عن أنف الإعلام.. بل في وقت سابق كان الأمير سلمان ووقتها كان أميراً على الرياض هو المسؤول عن حفظ النظام داخل البيت الملكي .. لا كبير على القانون في العهد الجديد حسب الرسالة الإعلامية .. لهذا شملت الاعتقالات أمراء نافذين ووزراء في الخدمة .. الرسالة الثانية أن دورًا كبيرًا للرأي العام سيتشكل في مقبل الأيام ..بمعنى أن الشعب السعودي ومراعاة خاطره ستكون حاضرة. سبق زلزال السبت عدد من الأحداث ذات الصِّلة.. حيث صدر مرسوم ملكي يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.. من قبل كان ذلك من المحرمات.. لم يكن القرار سهلاً لأنه يضع السلطة في مواجهة مع الحرس القديم المحافظ والذي ظل يحرس الأسرة المالكة ويوفر لها السند الديني تحت غطاء وجوب طاعة ولي الأمر.. لكن انتصار إرادة التغيير والتجديد التي يمثلها ولي العهد بن سلمان أكدت إمساك الرجل بمفاتيح التأثير مما مكنه من الدخول بثقة في مواجهة ثلاثية مع الأمراء النافذين والساسة أصحاب التجارب بالإضافة لرجال الأعمال الذين بإمكانهم تسخير أموالهم في مثل هذه المعارك. في تقديري أن الأمير الشاب بن سلمان سيربح كل معاركه في نهاية المطاف وسيصبح ملكاً يشار إليه بالبنان في تاريخ السعودية.. لكن هنالك بعض الآثار السالبة لهذه المواجهة في هذا التوقيت.. من بين ذلك سيخرج للعلن أن أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز ليسوا على قلب رجل واحد.. وحدة الأسرة سيحتاجها بن سلمان يوم التتويج الذي بات قريباً حيث من الراجح أن يتنازل جلالة الملك طواعية لابنه القوي.. الهزة الاقتصادية السالبة لن تتوقف عند تراجع البورصة بل ستمتد إلى كامل البيئة السعودية التي كانت جاذبة للاستثمار بسبب الاستقرار وخلو الساحة من المفاجآت غير السعيدة.. كما أن بروز دور للرأي العام الشعبي لن يكون كسباً داخل الجيب في كل الأحوال . بصراحة.. أثبت الامير بن سلمان أن الشباب بإمكانهم إحداث التغيير ولو بتكلفة باهظة..وأن التاريخ سيسجل أن يوم السبت الماضي سيكون له صخب وضجيج يؤثر على مستقبل الأيام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست