من الاشياء التي تنامت و تمددت و اتسعت رقعتها في هذه البلاد الجريحة و المكلومة’ ظاهرة الاجتماعات و اللجان باسماءها المختلفة و المتعددة و التي اصبحت معيقاٌ حقيقياً للعمل و الاداء و مسبباً مباشرا لضعف المردود و ضياع الزمن و الترخي في العمل و الانجاز. و في المصالح الحكومية و السيادية و التي امتلات حتى فاضت ببطانة السلطان الفاسدة و المرتشية ’ نجد ان بند الاجتماعات يمثل اهم ما يحرص عليه مدير الغفلة و الحظوة و اهل التمكين السارقين بكل ما فيه من حوافز و بدلات و ووجبات فاخرة و ظروف حنيذة تنؤ بحملها العصبة اولي القوة, و ليس مهما ما هي مخرجات ذلك الاجتماع ’ بل المهم هو الاجتماع نفسه لنيل الاوطار و فوائد الاسفار’ و قضاء حوائج الزوجات و المحظيات و الاصحاب و الندماء و تسول الاموال بهذا البند جهرا و سرا و خفاء و علناٌ:
ااذكر حاجتي ام قد كفاني حياؤك ان شيمتك الحياءُ عليه تكون تلك الاجتماعات الضاربة سببا للتقاعس عن العمل و اداء المهام الموكلة للموظفين و المدراء اللصوص ’ على اعتبار ان ( المدير في اجتماع) و ان فلانا لم يحضر اليوم لان لديه اجتماع في موقع كذا و لن يحضر اليوم’ و كل هذا و المواطن المغلوب على امره يقضي يومه في الهجير و الرمضاء دون خدمات ليعاني الامرين و الهبوط و الجوع و العطش و عدم قضاء حاجته و نيل حقه ’ و فوق كل ذلك رهق المواصلات و عناء العودة و تكدس الطرقات و ان كل ابن انثى على الة حدباء محمولُ. اما اذا سال سائل بسؤال فحواه ’ و لماذا يكون هناك تكدس في الطرقات و ازمة في المواصلات و توالد للبعوض و النفايات و الذباب و المياه الاسنة’فتكون الاجابة بعد ان يتم وصفه بانه من اتباع الشيوعيين و الملحدين و التي لا تتاتى هذه الاسئلة الضالة الا منهم’ تتم الاجابة بكل هدوء لان المسئوليين عن كل تلك الخدمات في حالة اجتماع دائم لحل المشكلة و انهم يعلمون بذلك و ما يجري حولهم و لكن على المواطنين الصبر و المصابرة و المرابطة و دون شك تقوى الله’ الي حين ان تاتي السماء بالحل و توحي لهم به و هم في اجتماعاتهم المطولة و امامهم البارد و الساخن و المشوي و المحمر’ كما تتم الاشارة ايضا الى عدم رضاء المسئولين اولئك بسبب عدم عدم تقدير المواطن لاجتماعاتهم تلك و همم يقضون الساعات الطوال تحت الكندشة و الكراسي الوثيرة و هم يعملون ما تبقي من عقولهم في ايجاد الحل للمشكلات الحياتية ’ و انهم يحملون هم المواطنين في جيوبهم, عفوا ً’ في قلوبهم دوماً في اثناء اجتماعاتهم تلك. كما ان الاجتماعات وحدها لا تكفي لارضاء و ارواء شغف هؤلاء القوم الجدد’ فكان لابد من عمل و تكوين اللجان و اللجان الفنية و الفرعية و المتخصصة و المنخنقة و المتردية و النطيحة و ما اكل العسكر و ما ابقى المجلس’ ليحلو الامر اكثر. فمما ان يتنامى الي مسامعك ان العسكري الجالس قد كون لجنة طارئة لموضوع كذا ’ فاعلم عافاك الله ان الموضوع سيتم ( تلجينه) تماماً’ و ما ان يتم الاعلان عن تكوين لجنة لدراسة كذا و انها ستعقد اولى احتماعاتها يوم كذا و ساعتئذ’ فلا يساورك شك ايها الرفيق ان الموضوع طرشق تماما, و ان المقررات و النتائج ستذهب الي اسفل سافلين. اما الان فقد من الله على شركات الضيافة و الخدمات بالرزق الوفير وزاد دخلها من حيث لا تحتسب بفضل المفاوضات الطويلة و المملة هنا و هناك و الاسفار و الترحال و الوفود و اللجان الفنية و اقامة الاحتفالات الوهمية و التوقيع على اوراق لا تساوي شئيا’ و كانها من عناها من قال:
و قد ينعم الله بالبلوى و ان عظمُت و يبتلي الله بعض القوم بالنعم/ فما بين اجتماع اليوم و تاجيله غدا ’ و عمل اللجنة و انبثاقها عن فنية و سفر لاجتماع و عودة لتفاوض’ و كل ذلك و شعبنا على المحك, فما علينا سوى ان نسال من جلس و من يريد ان يجلس و من سافر و من يريد ان يعود ( هل انتم مجتمعون؟)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة