وجد الحاج أحمد ريجان نفسه في الصندوق الخلفي لسيارة الشرطة.. حتى عصاه الاي يتوكأ عليها تم احتجازها، كمعروضات اتهام.. أغمض الرجل السبعيني عينيه هارباً من الواقع القبيح .. تذكر لحيته البيضاء التي كانت تجلب له الاحترام دوماً.. خشي على سمعة هذه اللحية.. ماذا سيقول الجيران عن رجل قبضته الشرطة متلبساً.. جاءته فكرة أن ينزع لحيته شعرة شعره..أخيرًا اهتدى لأن يغطي سوأته بكلتا يديه. لا أحد على وجه التأكيد يعرف كيف أصبح ريجان ماركة مسجلة باسم الحاج أحمد.. تتعدد روايات أبناء جيله.. بعضهم يشير الى واقعة حدثت إبان المسغبة التي ألمت ببعض أهل السودان في مستهل عقد الثمانينات.. في ذاك العام فتح الحاج أحمد مخزنه وأقسم ألا يكون النصراني رونالد ريجان أفضل منه .. ورواية أخرى تؤكد أن الحاج أحمد ناصر المرشح ريجان في حملته الانتخابية التي كان يتابعها عبر راديو (هنا لندن). عندما توفيت زوجته الحاجة عرفة جاء أبناؤه من كل فج بعيد.. ابنه الطيار فتح العليم ابتدر الجلسة التي كان عنوانها ماذا نفعل بأبينا الذي أمسى شيخاً كبيرًا.. العم نورالدين طلب فرصة أن يبتدر النقاش.. أشار النور بيده إلى شقيقه أحمد ريجان الذي تمدد على سرير يستمع من غير إكتراث إلى الجلسة التي تناقش تقرير مصيره.. طاف بسيرة الحاج ريجان كيف أن بعصاه هذه كان يعالج المستعصي من أزمات الحلة.. أخبرهم عن كرمه وفضله بين الناس .. قدر العم النور أن أفضل خيار أن يبقى شقيقه بين أهله وذويه في الحلة. بكري الابن الأصغر للحاج ريجان والذي لم يتزوج بعد، أخبر إخوته بمخاطر أن يتركوا أباهم من ورائهم.. همس في الجلسة أنه رأى عائشة البدوية تغازل الحاج ريجان في اليوم السابع لموت أمهم الحاجة عرفة.. الملاحظة جعلت خيار التوطين المحلي غير مرحب به من أبناء الحاج ريجان.. خشوا من فحولة الوالد التي قد تهبهم على الكبر إخوة غير أشقاء، وما يترتب من مسؤوليات أخلاقية. عفاف البنت الصغرى للحاج ريجان بدأت تتحدث بصراحة عن خيارات المستقبل.. زوجة فتحي غريبة لا يمكن أن تستوعب وجود ضيف بحجم الحاج ريجان.. أخي إبراهيم دخله محدود ولا يستطيع استيعاب ضيوف والدنا وعلاقاته الممتدة.. أخيراً تم التوافق على أن تتولى عفاف استضافة الحاج ريجان في منزلها في حي الرياض. لم يستوعب الحاج ريجان الحياة الجديدة في الحي الفخيم.. الغرفة التي فضلها كانت مخصصة لسكن الشغالة.. بعد أيام من حسن الاستقبال انفض السامر.. عادت ابنته عفاف لعملها في المصرف الأجنبي.. بدأ الحاج ريجان يبحث عن موجة لندن أخبروه ان الحكومة منعتها.. لم يستطع أن يستوعب الضوضاء التي تثيرها قناة الجزيرة فأغلقها. أخيرا ًلجأ الحاج ريجان إلى الشارع يبحث عن الشرعية.. وجد بغيته في عمال المخبز الذين لم يصرفوا رواتبهم .. نصحهم بأن يرفعوا صوتهم عسى أن يسمعهم صاحب المخبز.. شارك من كرسيه في الوقفة الاحتجاجية قبل أن تداهمه الشرطة بحجة الخروج على الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست