*وبلغت (مرارة) لذته حد الشخير نوماً.. *بل وأن يغفو أحد أعضائه منذ بدء الجلسة... وحتى ختامها.. *ثم يذهب آخر الشهر إلى الصراف وهو (مصحصح) تماماً... ليقبض.. *طيب ؛ ليس هذا كل شيء... فكلهم ينامون.. *أو غالب نواب مجالسنا الكثيرة... العديدة... المسيخة... يفعلون ذلك خلال الجلسات.. *ومن تفوته لذة النوم منهم قد ينشد لذة العبث بالجلاكسي.. *فكل الذين نجلسهم بمجلس الآن لهم شأن لذيذ... تماماً مثل لذة مجالسهم نفسها.. *أو لذة المسميات ذاتها... كذاك الذي خُصص للذكر والذاكرين.. *وأتحدى من يعرف لي ماذا يفعل هؤلاء الجالسون.. *فالمهم أنهم يجلسون... ثم يقومون لصرف مكافآت تعب جلوسهم هذا.. *إذن ليس هذا كل شيء... بل هو أمر عادي جداً.. *ولكن المجلس الذي نعنيه هنا هو ذاك الذي شذ في شيء معين... بدرجة لذيذ جداً.. *بدرجة لذيذ (بتاع) الرياض للفطائر... والطعمية... والآيسكريم.. *طيب هل هذا الشيء هو صفقة التأمين على الزيادات ؟...... يا (ريت).. *هل هو المطالبة بالفارهات وتحسين الأوضاع ؟.... يا (ريت).. *هل هو الاحتجاج على عدم منح فرص الأسفار- ونثرياتها- بالعدل ؟.... يا (ريت).. *فكل هذه الأشياء فقدت الكثير من جوانب لذتها... بالتكرار.. *ولكن اللذيذ جداً الذي نعنيه هو (الإقرار بحق المواطنين في التظاهر السلمي).. *الإقرار بحق هو أصلاً موجود في دستور البلاد.. *أو بعبارة أدق ؛ (نائم) في دستور البلاد مثل نوم كثير من نواب مجالسنا التشريعية.. *ومثل نومة ذاك البرلماني التي امتدت طوال زمن الجلسة.. *وهذا المجلس اللذيذ هو تشريعي ولاية الخرطوم... والبرلماني النائم عضو فيه.. *فلما استيقظ المجلس- ونوامه - كان حق التظاهر قد نام.. *بل وشبع نوماً - وموتاً - وهو بعد جنين في رحم أمه...... الدستور.. *فالقانون يأخذ بالشمال كل ما يمنحه الدستور باليمين.. *وهو - للعلم - من أجمل دساتير الدنيا ؛ حبكةً... وصياغةً.... و(كلاماً).. *ولكنه محض دستور لذيذ... مثل برلمان ولاية الخرطوم.. *دستور حسب التوقيت المحلي للمدار الشمولي.. *وعلى العالم الديمقراطي الخارجي مراعاة فروق الوقت الحضاري.. *والآن البرلمان المحلي اللذيذ يريد أن يواكب اتحادياً.. *ونسي أنه أثناء نومه تم تكتيف مادة الحق في التظاهر بحبال القانون (الحمار).. *وحمار هذا القانون لا يعرف سوى عبارة (التصريح أولاً).. *وهي بمثابة بطاقة حمراء تُشهر في وجه كل تظاهرة معارضة.. *أما التظاهرات الموالية فهي (تبرطع) كما الحمير... ويحرسها القانون.. *والمجلس التشريعي اللذيذ لعله كان يغط في نومة لذيذة.. *مثله مثل مجلس الدعوة والإرشاد... والذكر والذاكرين... والصداقة الشعبية.. *ومجالس عديدة أخرى لا شغلة لها سوى النوم... و(القبض).. *النوم اللذيذ...... والقبض (الألذ !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة