حينما أُقتيد شيخ الأمين العام الماضي إلى المعتقل بالإمارات، كان كل شيء حاضراً حتى الطُرفة.. الحارس الباكستاني حاول أن يمازح الشيخ المثير للجدل، وقال له "صديق تطلب غرفة ثمانية سنة أو غرفة خمسة سنة".. لكن الشيخ خرج قبل أن تتسخ ملابسه حينما أوضح للسجَّان أن الجهاد الذي يدعمه مجرد فريق رياضي بأم درمان.. لكن مجالس المدينة ربطت تلك التطورات باحتدام الخلاف بين رجل النظام القوي (وقتها) طه عثمان، والشيخ الذي يزعم أن فتح الأبواب المغلقة بين الخليج والسودان كان بعضاً من فتوحاته. أمس؛ عادت الإمارات العربية للمشهد السوداني على أثر خبر يفيد باعتقال رجل أعمال سوداني هنالك.. من غرائب الصدف أن الشاب الموقوف لمع اسمه مع خلفيات إقالة طه عثمان من جميع مناصبه قبيل عدة أشهر.. ذات الشاب لديه علاقات وثيقة مع بعض مراكز القوى في حكومة الإنقاذ.. ليس من المؤكد أن للفريق طه أية علاقة بقرار اعتقال رجل الأعمال الشاب.. لكن؛ من المؤكد أن ذلك الحدث سيدفع بريح طيب في شراع مراكب الفريق الذي يتأهب للعودة للأضواء في الملعب السوداني الذي يحتمل كل المفاجآت.. الاعتقال سينسف مصداقية التقارير التي على إثرها تمَّ إبعاد طه عثمان.. خاصة أن دبي كانت واحدة من مسارح الحدث. اعتقال رجل الأعمال السوداني ليس المؤشر الوحيد في عودة الابن الضال.. الفريق طه عثمان التقى بالرئيس البشير خلال زيارته للسعودية، وهذا ما يؤكد تناقص موجة الغضب الرئاسية.. كما أن الرئيس البشير حرص على أن يحضر بنفسه مناسبة زواج إحدى كريمات الفريق طه، والتي حدثت قبل أسابيع.. التطبيع السريع.. إضافة لإغلاق الملف من قبل الإعلام، يؤكد أن عودة طه للمسرح السوداني ربما تصبح مسألة وقت. في الغالب؛ أن الفريق طه سيختار عودة هادئة، كما يفعل دائماً حينما يدير معاركه ضد الخصوم.. قبل أيام انتشر خبر يحمل دلالات.. تفاصيل الخبر تفيد أن الفريق طه عثمان يرغب في رئاسة نادي المريخ الذي يبحث عن زعيم ثري.. بالطبع لم تُعرف للفريق طه اهتمامات رياضية تجعله يتفرَّغ لتشجيع النجمة.. لكنها محاولة لتحسس تضاريس الأرض.. وربما تكون محطة مؤقتة في مسيرة الرجل الذي يعرف الوصول بهدوء إلى المحطات النهائية. في تقديري؛ إن مكمن قوة الفريق طه هو انسجامه الكبير مع الرئيس البشير.. لوقت طويل كان الفريق طه هو رجل المهام الصعبة، وذات الطبيعة السرية.. رجل بمثل هذه الصفات، إضافة لخلفيته المعلوماتية، تجعل من الصعوبة الاستغناء عنه بالكامل. في الجانب الآخر؛ إن الفريق طه يحظى بدعم المملكة العربية، والتي منحته جنسيتها، وهو مايزال مسؤولاً في القصر السوداني.. ثم استوعبته في منصب مرموق في القصر الملكي، بعد أن تمَّ الاستغناء عن خدماته في وطنه الأول.. الحظوة السعودية تعتبر واحدة من مميزات طه عثمان بدل أن تخصم منه، وذلك لأن الاقتراب من السعودية بات هدفاً للإنقاذ. صراحة؛ ليست تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها طه لصدمة، ثم يفيق منها، ليسدِّد لكمة لخصومه.. من المؤكد أن الابن الضال يتخيَّر الآن من أي الأبواب يدخل لبيت الإنقاذ الكبير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة