*أموال المجتمع الدولي والمساعدات الدولية ، تاريخياً الدول الكبرى ملزمة بتقديم المساعدات الرسمية ، وهى ثنائية بين دولة ودولة ، أو بين الدولة ومنظومات متعددة الأطراف ، مثل الاتحاد الاوربي والبنك الدولي وبرامج التنمية التابعة للامم المتحدة ، فنظرياً أن الثنائية مهمتها خلق وظائف وخدمات تتشارك الدلة المانحة مع الدولة المتلقية فى شكل خدمات ووظائف ويكون واجب الخبراء فى دول العالم الثالث ان تركز كافة مقدراتها المهنية والإجرائية لتحوز أكبر قدر من كيكة هذه الأموال ،فبعد وصول هذه الأموال الى الدولة من المفترض ان تتنزل غالبيتها للمجتمع المعني ، غير ان الذى يجري ان هذه الأموال تبقى بين النخبة الحاكمة ووسطائها من سماسرة اموال المجتمع الدولي ، والذين لايتورعون من تحويل هذه الاموال الى ورش ومرتبات ومخصصات وامتيازات وعلاج وحركة وغيره ، بينما المواطن يتلقى فتاتاً ينتهي بانتهاء المشروع ولايمكن إستدامته.
*والمجتمع الدولي يعرف ماسيعود عليه وبتحديد شديد نجد ان العملات المتداولة هى الدولار واليورو وهى سلعة ذات عائدات تقديرية تضاف للخدمات المصرفية بواقع 2% على الاقل من كل دولار وهى تعود للبنوك المركزية التى تتم بها طباعة الدولار، ونجد فى الدول المتلقية عشرة خبراء وطنيين مقابل خبير اجنبي واحد والنخبة الحاكمة أو المهنية تقبل بفتات الوعود وتتعامل معها كأنها صدقة وليست حقاً خلقته الشراكة مستخدمين الثقافة السالبة ، (المال تلتو ولا كتلتوا) ، ولذا كثيراً مايكون مثل هذا التمويل عبئاً على الخزينة العامة حيث لايتعدى المكون الأجنبي %20الى 30% فيتحمل المواطن اعباء اموال وهمية والأمثلة كثيرة كمشروع المناطق المختارة بأعالي نهر عطبرة ومناطق أخرى ، والذى أريد له أن يكون مشروعاً رائداً، وعندما انتهت فترة المشروع لم يكن لها أثر على الارض ، وآخر الأمثلة فضيحة الكتاب المدرسي وهو من مشروعات البنك الدولي التعليمية والذى تمت طباعته بفيتنام وجاء بكمية من الأخطاء ومشاكل فى التسليم ،وغني عن القول ان السودان كان يطبع الكتاب المدرسي منذ مطبعة الحجر ودار النشر التربوي.
*ومتى سنتعلم ان نقتطع أكبر جزء من هذه المساعدات وهى حق لنا فى اطار الشراكة لا الصدقات ، ومتى سيصل جلها الى المواطن صاحب الحق الاصيل فيها والذى تتم باسمه هذه الصفقات؟ ومتى ستخرج علينا النخب التى تراعي المواطن بأكثر من مراعاتها لذاتها المنحصرة فى مصالحها الضيقة؟ وسلام يااااااااوطن..
سلام يا
فرحت زوجته وهاج ابناؤه الذين ظلوا لخمسة يـأكلون العدسية ، فى فرحتهم كان هو فى غاية الحزن ، احتضنته زوجته ، اعطاها الاكياس وبقية اموال الرشوة التى مكنته من الحصول على كيلو لحمة بمائة وعشرون جنيهاً ، وارتمى على السرير وهو يداري دموعاً ظنتها زوجته انها دموع الفرح ..وسلام يا
(الجريدة) الثلاثاء26/9/2017
العنوان
الكاتب
Date
اموال المجتمع الدولي :خبراء وموظفون!! بقلم حيدر احمد خيرالله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة